الخميس، 24 يوليو 2008

«وعجلت إليك رب لترضى»

«وعجلت إليك رب لترضى»

مقدمة
المسارعة في الخيرات من خصال الايمان ,وأفضل ما يتقرب به إلى الله.
وخصوصا فى الاوقات التى دعانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الى اغتنامها
فعلى صعيد الأعمال التعبدية جعل الله لعباده مواسم تضاعف فيها أجور الأعمال كرمضان وأيام العشر من ذي الحجة، وأخرى تكون إجابة الدعوة فيها أرجى من غيرها كثلث الليل الأخير من كل يوم، وعند الفطر بالنسبة للصائم، وليلة القدر في رمضان. يقول حسن البنا رحمه الله: "أمامك كل يوم لحظة بالغداة، ولحظة بالعشي، ولحظة في السّحر، تستطيع أن تسمو بروحك الطهور إلى الملأ فتظفر بخير الدنيا والآخرة، وأمامك مواسم الطاعات، وأيام العبادات، وليالي القربات، التي وجَّهك إليها كتابك الكريم، ورسـولك العظيـم، فاحرص أن تكون فيها من الذاكرين لا من الغافلين، ومن العاملين لا من الخاملين، واغتنم الوقت، فالوقت كالسيف، ودع التسويف فلا أضر منه".
ومن هذه الاوقات شهر شعبان كان أكثر الشهور صامه النبى بعد رمضان
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن شعبان ( ذاك شهر يغفل الناس عنه ) ابوداود والنسائى
هذا دليل على استحباب الطاعة أوقات الغفلة كقيام الليل .

العبادة وقت الغفلة أقرب الى الأخلاص وأعظم أجرا لأنها أشق على النفس فإن النفس تتأسى بما تشاهد
فإذا كثرت طاعة الناس سهلت الطاعات , وإذا كثرت الغفلات شق على النفس الطاعة فيعظم أجرها .
وايضا
ترفع الأعمال إلى الله ( يوميا , واسبوعيا , وسنويا )
فيرفع إليه عمل النهار في أول الليل ,وعمل الليل في أول النهار .
وترفع أعمال الأسبوع في يومي الاثنين والخميس .
وترفع أعمل السنة في شعبان
ففي الحديث : ( وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله فأحب ان يرفع عملي وأنا صائم ) ابوداود والنسائى
وهو تدريب واستعداد لشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ليكن شعارنا من الآن
لن يسبقنى الي الله أحد!! وعجلت إليك ربي لترضي

فوائد المسارعة فى الخيرات

1ـــ حسن الذكر والثناء من الله وملائكته وخلقه .
وصفهم مولاهم بجميل الصفات ، في جملة من الآيات ، كما قال سبحانه وتعالى :
يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران114
{أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون }(
[1]). وقال تعالى: { وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون . أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم
وصلى عليهم ربهم وملائكته
قال رسول الله :{ إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. فقال الصحابة: والثانى يا رسول الله قال والثانى } صحيح الترغيب والترهيب [1 /118]


2 ــ طريق الأجر الجزيل
قال تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل عمران : 133)
قال رسول الله :{ «يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر» فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: «اللهم اجعله منهم» ثم قام رجل من الأنصار فقال يارسول الله ادع الله تعالى أن يجعلني منهم فقال صلى الله عليه وسلم: «سبقك بها عكاشة }.رواه البخارى ومسلم

فدائما المتسابقون والمتنافسون والمتسارعون فى الخيرات أجرهم عظيم جدا ودائما يذكرون .
قال رسول الله من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة } . رواه مسلم في كتاب الفضائل
وربما سبق المرء إلى فعل خير تقرر أنه من أدنى خصال الإيمان ، ولكنه وقع من الله موقعاً لا يخطر له على بال ، فأثابه الله عليه ثواباً لا يدور لأحد بخيال ، وذلك لصحة النية ، واحتساب الأجر عند ذي الكرم والجلال ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ــ عن النبي ــ قال : « بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له » وفي رواية لمسلم قال النبي ـــ : « لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين »

3ـــ طريق الوصول إلي الدرجات العلا من الجنة

قال تعالى : {َالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ & ُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ & فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ & ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ & وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ & عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ & مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ & يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ & بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ & َا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ &و َفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ & وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ & وَحُورٌ عِينٌ & كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ & جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الواقعة 10 ــ 24


4ـــ طريق إجابة الدعاء وكشف البلاء

قال تعالى :{و َزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ & َاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } الأنبياء 89 ــ 90
سارع بالخير إليه يسرع بإجابة الدعاء إليك .
ادع الله كما يريد يستجيب لك كما تريد .

5ــ طريق الثبات على دين الله
فإنه بذلك يكون مستجيباً لله والرسول ، وجزاءه على ذلك الحياة الطيبة الكريمة ، والأمن من أن يحال بينه وبين قلبه ، والعافية من المحن ، والنجاة من الفتن

6 النجاة من فتنة المحيا والممات
الدنيا دار العمل؛ وهي تشبه مضمار السباق الذي علا فيه الغبار، فمن الناس من يسارع في مضمار الشهوات والملذات، ومنهم من جمع بين الحسنيين فهو يسابق في أعمال البر ولا ينسى نصيبه من الدنيا، وعند انجلاء الغبار يعض الظالم على يديه من الندم. يقول الله تعالى في سورة البقرة: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)"، وفي سورة آل عمران: "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)". وليحذر المسلم أعظم المثبطات عن المسارعة في الخيرات وهما العجز والكسل اللذان يثمران التأجيل والتسويف وقد حذر منهما النبي صلى الله عليه وسلم، وعلّم المؤمنين أن يعوذوا بالله منهما تأسياً به إذ كان من دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل"4.
قال صلى اله عليه وسلم
بادروا بالأعمال الصالحة ، فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ) مسلم
و يقول النبي فيما رواه الترمذي :
بادروا بالأعمال سبعا :
فهل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة { فالساعة أدهى وأمر } الترمذى وفى سنده محرر بن هارون متروك

العمر محدود ، لن يجاوز أحد ما قدر له ، فبادروا قبل نفاد الأجل ، والأعمال محصاة ، لن يهمل منها صغيرة ولا كبيرة ، فأكثروا من صالح العمل
7- لهم نصيب من دعاء المؤمنين:
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10

8- السابق إلى الخير ابتغاء وجه ربه ، يجعله الله إماماً في هذا الخير لمن يعمل به بعده ، فيعطيه الله أجره ومثل أجر من فعله لإحيائه لسنة غفل عنها الناس ، ففي صحيح مسلم عن جـرير بن عبد الله ــ قال : قال رسول الله ــ : « من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء »( . وكان سبب قول النبي ـ أنه دعا الناس يوماً للصدقة فسبق رجل بالصدقة فتبعه الناس .
وفي صحيح مسلم ــ أيضاً ــ عن أبي مسعود الأنصاري ــ قال: قال رسول الله ـــ : « من دل على خير فله مثل أجر فاعله » . ومن فضل الله تعالى علينا ــ معشر المسلمين ــ أن الرجل إذا فعل الخير ولازم عليه فحصل له عارض منعه منه من غير قصد التخلف عنه أجرى الله له عمله على ما كان عليه قبل ذلك العارض ، ففي صحيح البخاري عن أبي موسى ـ ــ قال : قال رسول الله ــ : « إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً
9- أما على الصعيد الدنيوي، وسعي الإنسان فيها لإصلاح معاشِه، فقد جعل الله التبكير في أداء الأعمال من أسباب النجاح والفلاح فجاء عن النبي قوله: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".

صفات المسارعين فى الخيرات :
1- المسارعة إلى فعل الخير بأنواعه والتعجل بالعبادات للظفر بالثواب
التعجل ليس معناه التهاون في آداء العبادات وإنما التعجل هو أداؤها وفق ما أمر الله علي أوقاتها بلا تسويف أو تأجيل أو نسيان أو تعطيل , لضمان ثوابها واستحقاق أجرها , فهو لا يدري ما يتعرض له في رحلة الحياة , يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " وكذلك سائر العبادات .
، والورع والحساسية الشديدة تجاه الحرام وكل ما فيه شبهة، وتقديم مصالح الدين على جميع مصالح الدنيا عند تعارضهما.

2- – المسارعة في الحقوق كراهية نسيانها
فيما روي البخاري حديث النبي صلي الله عليه وسلم : " أن رسول الله قام سريعاً فدخل علي بعض نسائه ثم خرج ورأي أن وجوه القوم من تحجبهم لسرعته فقال : ذكرت وأنا في الصلاة تبراً ( ذهباً ) عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته " , وهكذا يكون التنافس فيما بيننا في أداء الحقوق بالمسارعة حتي يتعجب الناس من سرعتك

3- الخشية والخوف من الله .
قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ & وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ & وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ & وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ & أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } المؤمنون ( 57 ــ 61)

- يعملون وبخشون ألأ تقبل أعمالهم قال الإمام أحمد « 6/159 » عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت يا رسول الله الذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل قال لا يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل وهكذا رواه الترمذي

قال أحد الصالحين : أدركت أقواما كانوا أشفق على حسناتهم من أن ترد عليهم منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها
المؤمن جمع احسانا وخشية و والمنافق جمع إساءة وأمنا .

4- التجافي عن دار الغروربمعنى عدم التلهُّف على تحصيل الدنيا، وعدم الحزن على فواتها أو نقصانها، وقلة التفكير فيها، وعدم حسد الآخرين عليها، أو التطلُّع إلى ما عند أهل الثراء فيها؛ إلا رغبةً في الإنفاق في سبيل الله.

5ـــ الحزن عند فوات الخير
الحزن الذي هو من علامات وصفات أهل الآخرة، ليس الحزن الذي يقبع بهم في السراديب أو ينزوي بهم في الأقبية أو يعزلهم عن الناس، بل هو الحزن على فوات الخير الذي ينقلب تشميراً وجداً في طلب الخير والسعي إليه والدعوة والعبادة، وحينئذ يكون الحزن للآخرة سعادة تنعكس على العبد بإذن الله

6- المسارعة إلى التوبة الصادقة، ودوام الإنابة إلى الله، والتحلُّل من المظالم، وردُّ الحقوق والأمانات إلى أهلها.

7 ـــ اغتنام الكنوز الربانية
مثل التسبيح والهليل والتكبير وكثير من اوجه الخير
قال رسول الله :{ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة فى الجنة } رواه الترمذي وقال حديث حسن
قال رسول الله :{من قال سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر } متفق عليه.
قال أحد الصالحين : واعلم أن الساعات تبسط أنفاسا ، وأن كل نفس خزانة ،فاحذر أن يذهب نفس بغير شىء فترى يوم القيامة خزانة فارغة فتندم .(إحياء علوم الدين )

8-الاطمئنان القلبي . 9- علو الهمة .
10- أواب إذا فتر سرعان ما يعود إذا عصى سرعان ما يتوب .


كيف نربى أنفسنا على المسارعة فى الخيرات

1- الفرار إلى الله .
وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ... ( [ الزمر: 54] ، هذا هو السبيل والطريق إلى ساحات المغفرة وظلال الرحمة، إنها الإنابة والاستسلام أي : الإقبال بالقلب على المولى الكريم مع العودة إلى فيء الطاعة والانقياد، هذا هو كل شيء بلا قيود أو مراسيم ولا وسطاء ولا شفعاء، إنه إقبال بالقلب وانقياد بالجوراح.

فآدم لما عصى ربه ندم واستعتب، فعلمه ربه كلمات قالها فتاب عليه وقبله، أما إبليس فأبى واستكبر فلم يرجع وسار في غيه، فالسعيد من وعظ بحال أبيه فتاب واستغفر، والشقي من دعاء إبليس فصار مثله وأصر واستكبر.

(واتبعوا أحسن ماأنزل إليكم مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(الزمر: من الآية55)

إنه نداء قبل فوات الأوان، فإنها نفس تخرج فلا تعود، وعين تطرف ثم لا تطرف أخرى إلا بين يدي مولاها.

دعوة قبل التحسر على فوات الفرص، وعلى التفريط وعلى الضحك واللهو والسخرية..

أن تقول نفس يا حسرتى ... ( ) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة ...
هي أمنية عند الموت وفي القيامة لا تنال ولا تطال، وإنما دماء العين بعد الدموع، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم جرت، وإنهم ليبكون الدم".

فالبدار.. البدار إلى الفرص قبل فواتها، فإن فيها النجاة وفيها أيضاً المنزلة كما قال الحسن البصري: لا يجعل الله عبداً أسرع إليه كعبداً أبطأ عنه .

وقال شميط بن عجلان : الناس ثلاثة : فرجل ابتكر الخير في حداثة سنة ثم داوم عليه حتى خرج من الدنيا فهذا المقرب، ورجل أبكر عمره بالذنوب وطول الغفلة ثم راجع بتوبة فهذا صاحب يمين، ورجل ابتكر الشر في حداثة سنه ثم لم يزل فيه حتى خرج من الدنيا فهذا صاحب شمال.

والله تعالى يقول: ( فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً) (مريم:84
هو المبادرة ، وضد المبادرة التواني والكسل ، وكم من إنسان توانى وكسل ؛ ففاته خير كثير ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز )(1) .

2-)التشمير للجنة) بالمبادرة إلى الطاعات
حاولت أن أبحث عن عنوان فما وجدت أفضل من عنوان النبي صلي الله عليه وسلم , حينما خرج على أصحابه قائلاً : ألا من مشمر للجنة ؟ فإنها ورب الكعبة : نور يتلألأ وريحانة تهتز , وزوجة حسناء , وفاكهة نضيجة , وقصر مشيد , ونهر مطّرد ! , فقال الصحابة : يا رسول الله نحن المشمرون لها , فقال صلي الله عليه وسلم : قولوا : إن شاء الله .
والتشمير للجنة يا مشمرون إن شاء الله , يكون بالتنافس لها , وقد اتفق أهل التربية على قولهم : إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة , بل حدا ببعضهم أن يقول : من نافسك في الآخرة فنافسه , ومن نافسك في الدنيا فألقها في وجهه , ولا يكون ذلك واقعاً لك في الحياة إلا بقولهم : " دع عنك موازين الناس" , فالميزان الرباني لا يخطئ أبداً , يقول تعالى : ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

كلما ذكر شيء من الخير بادر إليه ، فمن ذلك الصلاة ، والصدقة ، والصوم ، والحج ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، إلى غير ذلك من مسائل الخير التي ينبغي المسارعة إليها ؛ لأن الإنسان لا يدري ، فربما يتوانى في الشيء ولا يقدر عليه بعد ذلك ، إما بموت ، أو مرض ، أو فوات ، أو غير هذا ، وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا أراد أحدكم الحج فليتعجل ؛ فإنه قد يمرض المريض ، وتضل الراحلة ، وتعرض الحاجة )(2) .

فقد يعرض له شيءٌ يمنعه من الفعل . فسارع إلى الخير ولا تتوانى
قال الله تعالى : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات ِ) واستبقوها : يعني اسبقوا إليها ، وهو أبلغ من :سابقوا إلى الخيرات ، فالاستباق معناه : أن الإنسان يسبق إلي الخير ، ويكون من أول الناس في الخير ، ومن المسابقة في الصفوف في الصلاة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها )

ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً في مؤخرة المسجد ؛ لم يسبقوا ولم يتقدموا ، فقال لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل ). فانتهز الفرصة واسبق إلى الخير .

3-الانشغال بالآخرة و هوان قدر الدنيا بالنسبة لها
فهي المحرك الدائم للتنافس , والانشغال به لا يتحقق إلا بتعظيمها والإقبال عليها والنظر الدائم لأمرها , وذلك مع كل حركة سعي , أو خلجة جهد , أو نبضة جهاد , أو نفس عمل , وهذا الحال ليس من المحال لأنه منة من الله و فضل لمن اجتهد أن يصل إلى طريق التنافس , يفول تعالى : ( إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ) ص 46, أي من الله عليهم بذكر الآخرة والانشغال بها عما سواه , فهل أنت مستعد للانشغال بربك والحرص على ما يرضيه ؟ يقول بعض السلف : من كان اليوم مشغولاً بنفسه فهو غداً مشغول بنفسه , ومن كان اليوم مشغولاً بربه فهو غداً مشغول بربه .
وتحديد الذى نريد أن نصل إليه وهو الجنة ، ومالذى نريد أن نهرب منه وهوالنار
إلى أيهما تسبق ؟ ومن أيهما تفر؟

4ــ تذوق أجور الأعمال

نعرض فضل الأعمال على قلوبنا ونتأملها ونتخيلها فمن تلمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف

5ــ المجاهدة .

لابد من استعداد لبعض التعب والجهد فى سبيل الوصول لهذه الدرجة
قال أحد الصالحين : النعيم لايدرك بالنعيم، ومن آثر الراحة فاتته الراحة ،بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ،فلا فرحة لمن لاهم لها ،ولالذة لمن لا صبر لها ، ولانعيم لمن لاشقاء لها ، ولاراحة لمن لاتعب لها ، وإذا تعب العبد قليلا استراح كثيرا .
6--الحرص على الاستفادة من الوقت وتخطيطه وتنظيمه :
: إن الحفاظ على الوقت من أوجب الواجبات وأهمها في حياة المؤمن الذي ينبغي له تسخير الوقت واستثماره في كل ما يعود عليه بالفائدة في دينه ودنياه، متأسياً في ذلك بسلفنا الصالح الذين كانوا يعرفون للوقت حقه، مما خولهم في أقل من قرن من الزمان أن يحدثوا انقلاباً جذرياً في كثير من المجتمعات التي حملوا الإسلام إليها. قال أحد الحكماء: من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه.

تخطيط الوقت وتنظيمه: تخطيط الوقت وترتيب الأولويات من الأمور التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم، وذلك لأهميتها في القدرة على استثمار الوقت بشكل سليم، وقد عرف سلفنا حكمة ذلك، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة استدعى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأوصاه بكلمات منها: "إن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، ولله في الليل حقٌ لا يقبـله بالنهـار، وأنها لا تُقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة"7. هذه كلمات همس بها الصدِّيق في أذن الفاروق الذي سيحمل الأمانة من بعده فلا بد أن يكون على بصيرة بتخطيط وقته وتنظيمه، وأن يرتب أولويّاته ويحدد أهدافه حسب أهميتها، وأن يقوم بكل عمل منوط به في وقته المخصص له، فالفريضة قبل النافلة وهكذا في سائر الأمور الأخرى.

7/ الالتزام بالموعد:
حث الإسلام المسلم على الالتزام بالموعد وإنجاز الوعد فامتدح الله سبحانه وتعالى المؤمنين في سورة المؤمنين بقوله: "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)"، وفي قول الله عز وجل في سورة طه: "ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)" إشارة إلى أهمية فعل الأمر في موعده المناسب إذ المعنى: جئت للوقت الذي أردنا إرسالك فيه إلى فرعون رسولاً. كما حذّر النبي من التفريط في الوعد وعدّ ذلك من علامات النفاق فقال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"8، لما في إخلاف الوعد وعدم إنجازه من إلحاق الضرر بالآخرين وإضاعة أوقاتهم في الانتظار.

8ـــ مصاحبة المسارعين
لكى يجعلك تتسابق معه وتتنافس معه ويعينك على الإسراع إلى الطاعة .
قال أحد الصالحين : مابلغنى عن أحد أنه تعبد بعبادة إلا تعبدت مثلها وزدت عليها .

9ـــ يجب أن يكون لنا ثوابت يومية لانتخلى عنها .
إن عزمت فبادر ، وإن هممت فثابر ، واعلم أنه لايدرك المفاخر من كان فى الصف الاخر ، العلم لايحصل إلا بالنصب ، والمال لايجمع إلا بالتعب ، واسم الجود لايناله بخيل ، ولا يحوز أحد لقب الشجاع إلا بعد جهد طويل .
10- الهمة العالية .
13-- عدم التوسع في المباحات .
14-- الحزم وأخذ الكتاب بقوة .
15-- قراءة سير السلف .


معوقات المسارعة إلى الخيرات .

–1الغفلة : وهي انشغال القلب بشواغل الحياة , فيبعده عن الانشغال بالآخرة , يقول ابن القيم : خراب القلب بالأمن والغفلة وعمارته بالخشية و الذكر , والعلاج : بالدعاء والذكر وبعث الايمان في كل أعمالنا ..
2- اتباع الهوي : وهو داء لا علاج له يصيب القلوب والأجساد معا , ويلغي الربانية في حياة الانسان , يقول تعالي : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) والعلاج : بإحياء الربانية والتوجه الكامل لله تعالى
.– 3لانهماك في تحصيل المال : حيث لا مجال ولا مكان للانشغال بربه , وفي هذا فساد للقلوب وانحطاط في الهمة والعلاج : بالانشغال الدائم بالآخرة والتشمير للجنة .
–4الترف الزائد وكثرة التمتع : فكم منع الترف الزائد الكثير من تنافس يكون لحسابهم في الآخرة ظانين بالإكثار من التمتع والتنافس من أجل ذلك نفعا لهم عند الله , والعلاج : في الورع وخلاصته أن يترك أو يقلل الانسان كثيرا من المباح مخافة أن يقع في المحظور , ويجعل ذلك سدا بينه وبين الحرام
5 . – التسويف : وهو من الأسباب التي أوردت الكثير في النار , يقال أن أكثر دعاء أهل النار " يا أف للتسويف " , حسرة وندامة حيث لا تنفع حسرة ولا ندامة , والعلاج : في المبادرة والمسارعة والتعجيل بالعبادة قيل فوات الأوان .
6- الركون إلى الدنيا : بمعني الاعتماد عليها والاستعانة بها , وترك عبادة الله تعالى , والراكن إليها أطلق عليه النبي صلي الله عليه وسلم لقب المتعوس فقال : " تعس عبد الدينار, تعس عبد الخميصة " , وفي الركون إلي الدنيا قسوة القلب ورقة الدين , والعلاج : بالقرآن الكريم تلاوة وفهماً وتدبراً وعملاً ونشراً , فقد كان يأتي رجل يومياً عند باب عمر فيعطيه فسأله عمر يوما أأنت مهاجر إلى الله أم إلى عمر , فغاب زمنا ثم رآه عمر فقال له : افتقدناك , فقال لقد أغناني القرآن عن عمر , فسأله : وكيف ؟ قال : لقد وجدت فيه : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) فقلت : رزقي في السماء وابحث عنه في الأرض ! , انظر كيف دفعه ذلك للاجتهاد والعمل والاعتماد على رب عمر ! وليس عمر
7- حب التكاثر : فتري الانسان حريصا على ايثار نفسه على حساب غيره , ولو دعاه لذلك أن يتطاول بشتي الطرق ليصل إلى هدفه بالإكثار والتفاخر مما يلهيه عن التنافس الحقيقي

8 حب المال والولد : فتراه لاهيا عن قيم التنافس الشريف , والسبب في ذلك المال والولد كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله.
9-حب الدنيا : من أجل الدنيا لا الآخرة , يقول تعالى : ( ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) , فالتجارة الحقيقية مع الله يقول صلى الله عليه وسلم : " إنما أخشي أن تبسط عليكم لدنسا كما بسطت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " .
10-حب الراحة والكسل وعدم الجدية


ومن الخطب والمواعظ النبوية
أيها الناس : شمروا فإن الأمر جد ، وتأهبوا فإن الرحيل قريب ، وتزودوا فإن السفر بعيد ، وخففوا أثقالكم فإن العقبة كؤد لا يقطعها إلا المخفون .
أيها الناس : إن بين يدي الساعة أموراً شداداً ، وأهوالاً عظاماً ، وزماناً صعباً ، يتملك فيه الظلمة ، ويتصدر فيه الفسقة ، فيضطهد الآمرون بالمعروف ، ويضام الناهـون عـن المنكر ، فأعـدوا لذلك الإيمان ، وعضوا عليه بالنواجذ ، والجأوا إلى العمل الصالح ، وأكرهوا عليه النفوس ، واصبروا على الضراء تفضوا إلى النعيم الدائم

الجمعة، 11 يوليو 2008

من هذا الرجل؟


ZAKIR ..
.... جراح يبلغ من العمر 39 عاما...... وهو داعية مسلم...... خطيب متمكن
وبارع...... من الهند ...... أتاه الله موهبة خارقة...... الا وهي حفظ ارقام الايات
في القرآن الكريم واستحضارها بسهولة لا يمكن تصورها .......
هذا الرجل له هدف واحد ...... وهو نشر الاسلام في أنحاء الارض ...........
ناظر النصارى واليهود والهندوس والبوذيين .........
يحفظ كتبهم بشكل لا يصدق ............
يقتبس من كتب اليهود والنصارى عن ظهر قلب ومن يسمعه بدون أن يراه يعتقد أنه يقرأ من كتاب.......
القى اكثر من 600 محاضرة في الثلاث سنوات الاخيرة ............ !
هذه المحاضرات اقيمت في امريكا وكندا وبريطانيا وجنوب افريقيا والسعودية والامارات وماليزيا والفلبين وسنغافورة واستراليا وغيرها ............
أسلم على يديه عدد لا يحصى من البشر ............ . سواء بشكل مباشر أو من خلال أشرطته المسموعة والمرئية ............
بل إنه إتفق مع أحد القساوسة على مناظرة ...... ولكن المناظرة إلغيت ...... هل تعرفون لماذا ؟
لأن القسيس أسلم !
أين هو الإعلام الغافل عن هذا الإعجوبة ............
أين هذا الإعلام الذي يشغل أوقات المسلمين بسخافات العلمانيين والفنانيين ليل نهار .....
أليس لهذا الرجل العبقري مكان لديكم ..........
إخوتي لن تدركوا ما أعنيه قبل أن تشاهدوا مناظرة أو محاضرة له .........
موقعه على النت:

http://www.irf.net/irf/main.htm

هذه محاضرة مرئية له عن القرآن والعلم الحديث :
http://www.islam. org/Video/ irf1.ram
وفي هذا الرابط يوجد العديد من المناظرات والمحاضرات المرئية له ...... وتحتاج للتسجيل في الموقع لمشاهدتها :
http://www.islamici ty.com/multimedi a/CyberTV/ ch31

السبت، 5 يوليو 2008

مقالة تستحق ان تكتب بماء الذهب





كلام صح مية مية %%
--------------------------------------------------------------------------------
منقوووووووووووووووووول مقال : عبدالرحمن الشهيب ..>

يسحب الزوج نفساً عميقاً من لي المعسل ثم يدخل يده في جيبه ساحباً الجوال ليهاتف أم العيال: وصلتوا...! أنا سأتأخر قليلاً في استراحة التسدح!... ثم يأتي لمنزله قبالة الفجر..الأولاد من أن يدخلوا المنزل يرمون كل شيء في أيديهم ... حقائبهم المدرسية، أحذيتهم، بقايا فسحتهم... ثم يصيح الصبي ذو العاشرة في وجه الخادمة الآسيوية: 'جيبي لي مويه'، فتركض فزعة لتحضر كوب الماء لهذا الصبي المأفون، وهو لا يريد ماء، قدر ما كان يريد أن يلقي أوامر! أطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات ولكنهم أمام الكاميرا يصبحون كالأرانب المذعورة، لا أدري كيف يحدث هذا ..> أحسن شيء سائق وشغالة، من يتحمل مشاوير أم العيال، ومن يتحمل قيادة السيارات في شوارعنا المكتظة بالمخالفات المرورية والطائشين والسائقين النزقين، فليتحمل المسئولية السائق الآسيوي فكلها حفنة ريالات. ومن يتحمل تغسيل الصحون والملابس وشطف البلاط وتسقية الحديقة وكي الملابس... آه ما أثقل دم كي الملابس ... هاهي حفنة ريالات أخرى لخادمة آسيوية تعمل كل هذه الأعمال الشاقة... ولتتفرغ أم العيال لتصليح الحلى والبنات لمتابعة الفضائيات والتجول في الأسواق والأولاد لمضايقة بنات الناس في الأسواق! وهو لا يدري أنها ممكن أن تكون أخته في يوم من الأيام،> الكسل أحلى من العسل.. ماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل؟ لا شيء سوى الطفش! دائماً صغارنا وكبارنا طفشانين.. لأنهم لا يعملون شيئاً.. من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل، كل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ولم يبق إلا متعة صغيرة في النوم في بيت الخالة والتي لا يسمح بها دائماً ولذلك بقي لها شيء من المتعة!> هذا السيناريو السائد في معظم المنازل السعودية والخليجية، المصيبة لا تحدث الآن ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من التبطح تكون نتيجتها بنت غير صالحة للزواج وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج ، لأنه ببساطة غياب تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير من خلالها الابن بسبب قرار الزواج أو بسبب تغير سياسة المنزل، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها. الانضباط ممارسة يومية لا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة لكي يحدث الانضباط. وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياة .> بيل غيتس أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار أي ما يعادل 180 ألف مليون ريال سعودي ويعمل في منزله شخصان فقط! تخيلوا لو كان بيل غيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغاله؟ 30، 40، ألف، أو أهل اندونيسيا كلهم !> أذكر أيام دراستي في أمريكا أنني سكنت مع عائلة أمريكية ثرية ولم يكونوا يأكلون في ماكدونالد إلا مرة في الشهر وتحت إلحاح شديد من أولادهم، ولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في شركة والدهم عن أجر بالساعة. لا أحد 'يبعزق' الدراهم على أولاده كأهل الخليج.> جيل الآباء الحاليين في الخليج عانى من شظف العيش وقسوة التربية فجاء الإغداق المالي والدلال على الجيل الحالي بلا حدود كتعويض عن حرمان سابق.
حتى أثرياء عرب الشام ومصر أكثر حذراً في مسألة الصرف على أولادهم .
الآن أجيال كثيرة في الخليج قادمة للزواج لن تستطيع تحمل الأعباء المالية لخادمة، حتى وإن كانت خادمة بيت الأهل تقوم بهذا الدور مؤقتاً فإنها لن تستطيع على المدى الطويل.. والابن الفاضل سيتأفف من أول مشوار لزوجته الجديدة ثم تبدأ الشجارات الصغيرة والكبيرة التي تتطور وتصل للمحاكم وتنتهي بالطلاق وهذا مايفسر ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة والخليج في السنوات الأخيرة .> نحن في الخليج كمن يلعب مباراة كرة قدم ومهزوم فيها تسعة صفر وفي الدقيقة 49 من الشوط الثاني للمباراة لا يريد أن يتعادل فقط بل يريد أن يفوز! وهذا في حكم المستحيل، هذا ما يحدث بالضبط في الخليج على المستوى الأسري وأحياناً على المستوى الدولي .> الحياة كمباراة كرة القدم إذا أردت أن تكسبها، فلابد أن تعد نفسك لها إعداداً جيداً بالتدريب والممارسة الجيدة والأهم من ذلك أن تلعب بجد من الدقيقة الأولى من المباراة وليس في الدقيقة 49!> في الخليج يعيشون الحياة على طريقة 'تتدبر'! يذهبون إلى السينما متأخرين ثم يجدون التذاكر نفدت ثم يجادلون بائع التذاكر 'دبر لنا ياخي'!!> هذه التذاكر ينطبق عليها ما ينطبق على تربية الأولاد وتحمل المسؤولية والمستقبل وتبعاته، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله، الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك . > الآن من نلوم على هذه اللامبالاة، هل نلوم النفط؟ أم الآباء أم الأمهات، أم الأولاد أم البنات؟ أم تتدبر !!