الثلاثاء، 18 مارس 2008

زمالة أمراض الباطنة

زمالة امراض الباطنة
النقابة العامة لأطباء مصر Egyptian Medical Syndicate لجنـة التعليم الطبى المستمر Continued Medical Education Committee ماذا تعرف عن شهادة عضوية الكلية الملكية البريطانية لاطباء الباطنة1- مذا تكافئ شهادة الكلية الملكية البريطانية؟· تمنح نقابة أطباء مصر الطبيب الحاصل على هذه الشهادة درجة استشارى بعد الحصول عليها بخمس سنوات وتكافئ الدكتوراة المصرية.· للحصول على الزمالة الريطانية يجب على الطبيب أن يجتاز الثلاث امتحانات كاملة وهى امتحان الجزء الأول وامتحان الجزء الثانى التحريرى وامتحان الجزء الثانى العملى وجميع الامتحانات تعقد بالقاهرة وبالتالى لا يسافر الطبيب للخارج.2- المدة القصوى التى حددتها الكلية الملكية للحصول على الشهادة هى سبع سنوات من تاريخ الحصول على الجزء الأول متضمنة النجاح فى الثلاث امتحانات وهى كالتالى:1- الجزء الأول (امتحان تحريرى) 2-(أ) الجزء الثانى (تحريرى) 3-(ب) الجزء الثانى (عملى).3- شروط التقديم لامتحان الجزء الأول:· الحصول على شهادة بكالوريوس الطب والجراحة مع تقديم اصل الشهادة باللغة الإنجليزية للنتقدمين أول مرة.· رقم الكود بالكلية الملكية البريطانية لمن سبق له دخول الامتحان.· أن يكون الطبيب المصرى مقيدا فى سجلات النقابة العامة للأطباء ومسسدا الأشتراك السنوى وغير الطبيب المصرى يوثق الشهادة من الجهات المختصة.· كتابة طلب الالتحاق الخاص بالنقابة او استمارات الالتحاق الهاصة بالكلية الملكية وصورة شخصية.· امتحان الجزء الأول سيعقد ثلاث مرات فى العام فى يناير ومايو وسبتمبر من كل عام ويبدا التقديم قبل عقد الامتحان باربعة اشهر شهور .· رسوم امتحان الجزء الأول أربعمائة وخمسة عشر جنيها استرلينيا (415) او مايعادلهم بالجنيه المصرى وقت الدفع ووفقا لما تقرره النقابة (الرسوم قابلة للزيادة).· لايوجد عدد محدد للتقديم لامتحان الجزء الأول بشرط دفع رسوم الامتحان فى كل مرة يتقدم فيها الطبيب .4- شروط التقديم لامتحان الجزء الثانى التحريرى:· تقديم ما يفيد اجتياز ( نجاح ) الطبيب للجزء الأول.· رسوم امتحان الجزء أربعمائة وخمسة عشر جنيها استرلينيا (415) او مايعادلهم بالجنيه المصرى وقت الدفع ووفقا لما تقرره النقابة (الرسوم قابلة للزيادة).· لايوجد عدد محدد للتقديم لامتحان الجزء الأول بشرط دفع رسوم الامتحان فى كل مرة يتقدم فيها الطبيب .· يعقد الإمتحان فى مصر مرتان فى شهرى إبريل ويوليو ويبدأ التقديم قبل عقد الامتحان باربعة شهور.· جميع أسئلة الامتحان فى طب الباطنة وتحنوى على أسئلة فى الأشعة والتحاليل.5- شروط التقديم لامتحان الجزء الثانى العملى(PACES)تقديم ما يفيد اجتياز ( نجاح ) الطبيب للجزء الثانى التحريرى..رسوم الامتحان ثمانمائة جنيها استرلينيا(840) .يحق للطبيب دخول الامتحان ثلاث مرات خلال سنتين من انتهائة من امتحان الجزء الثانى بشرط دفع رسوم الامتحان فى كل مرة .فى حالة عدم اجتياز الطبيب الامتحان الثلاث مرات المقررة لامتحان العملى يجب عليه إعادة التقدم لامتحان الجزء الثانى التحريى وهذا فى حالة عد انتهاء السنوات السبع المقررة للحصول على شهادة الزمالة البريطانية.اذا انتهت السنوات السبع المقررة ولم يوفق الطبيب فى الحصول على الشهادة ينبغى عليه التقدم مرة اخرى لامتحان الجزء الأول.ملاحظة : اللجنة على استعداد لتقديم التوجيهات والاجابة عن الاستفسارات حول المنهج الدراسى للامتحان.لمزيد من الاستفسار : القاهرة - 42 شارع القصر العينى - دار الحكمة -بريـد إلـكترونى : Email : cme@ems.org.egمباشر : 27963685 تلفاكس : 27958405هاتف : 27943166 – 27940738 – 27943812-7962751

المحبة

المحبة
تعريف المحبة
لغة: تطلق على حفظ المودة. اصطلاحاً: هي رمز لتعلق القلوب وميلها إلى ما ترضاه. أو: ميل القلب فطرة وأدراكا ً ومعرفة إلى ما يوافقه و يستحسنه

محبة الله
مقدمة:
إن محبة الله في قلوب عباده هي المقام الأسمى من العبادات فيها تنافس المتنافسون وإلى عملها شمر السابقون وبروح نسيمها تروح العابدون وهي الروح والريحان وهي حلاوة الإيمان التي من فقدها فهو من جملة الأموات وهي النور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات .
إن محبة الله هي الغاية القصوى من المقامات وكل ما بعدها فهو تابع لها أو ثمرة من ثمارها فالشوق والأنس والرضى كلها من ثمار محبة الله ، ومحبة الله هي الحق الذي به وله خلقت السماوات والأرض والدنيا والآخرة ، قال تعالى ( وما خلقنا السماواتِ والأرضَ وما بينهما إلا بالحق ) والحق هو عبادة الله عز وجل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، وما العبادة إلا حب لله تعالى وذلك لأن مقام العبودية هو كمال المحبة مع كمال الخضوع والذل ، يقال عبّده الحب أي ذلله ، وهؤلاء أهل العشق والغرام إذا بلغ الحب فيهم ذروته عبدوهم وذلوا وانقادوا وخضعوا لهم وهذا لا تصلح لأحد غير الله عز وجل . فمحبة الله هي أشرف أنواع المحبة وهي خالص حق الله على عباده ، ففي الصحيح عن معاذ أنه قال : كنت سائرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معاذ . قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك . قال: ثم سار ساعة ثم قال : يا معاذ . فقلت : لبيك يا رسول الله وسعديك . ثم سار ساعة فقال: يا معاذ . قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك . قال صلى الله عليه وسلم : أتدري ما حق الله على عباده . قلت الله ورسوله أعلم . قال : حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ ألا يعذبهم بالنار) .
إن الله يُحب لذاته من جميع الوجوه وما سواه فإنما يحب تبعا لمحبته جل وعلى ، فالله هو الذي خلق وهو الذي رزق وهو الذي إليه المنتهى وهو الذي أضحك وأبكى وهو الذي أمات وأحيى .
والقلوب مفطورة مجبولة على حب من أنعم عليها ، والإحسان كله لله والنعم كلها من عند الله فلا يستحق بعد ذلك كمال المحبة إلا هو جل وعلى .
إذا غرست شجرة المحبة في القلب ، وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار ، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها ، أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى .
اسباب محبة الله لماذا نحب الله ؟
الجواب فى الحديث الصحيح أحبوا الله لما يغزوكم به من نعمة
1-ورضيت لكم الاسلام دينا فأول هذه النعم وأعظمها هو الإسلام
قال الطبرى فإنقال قائل: أوَ ما كان الله راضيًا الإسلامَ لعباده إلا يوم أنـزل هذه الآية؟ قيل: لم يزل الله راضيًا لخلقه الإسلام دينًا, ولكنه جل ثناؤه لم يزل يصرِّف نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه في درجات الإسلام ومراتبه درجة بعد درجة، ومرتبة بعد مرتبة، وحالا بعد حال, حتى أكمل لهم شرائعه ومعالمه، وبلغ بهم أقصى درجاته ومراتبه, ثم قال حين أنـزل عليهم هذه الآية: " ورضيت لكم الإسلام " بالصفة التي هو بها اليوم و الحال التي أنتم عليها اليوم منه" دينًا " فالزموه ولا تفارقوه
2- احب الله لأنه يهرول اليك
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة . رواه البخاري و مسلم .
..3-احب الله لانه وفقك لطاعته
(لولافضل الله عليكم و رحمته مازكى منكم من أحد )النور 27
ومعنى الآية وفر لكم فرصة الهداية والطاعة
4- أحب الله لأنه يعصمك من الذنوب
(وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)
5-أحب الله لأنه لم يهلكك بالذنب
(لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة)
لوازم محبة الله :-
1 : طاعته . قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببك الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) فجعل سبحانه متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم سببا لمحبتهم له ، وكون العبد محبوبا لله أعلى من كونه محبا لله فليس الشأن أن تُحب الله فحسب ولكن الشأن أن يحبك الله . قال بعض السلف ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة ( قل إن كنتم تحبون…) .
فالطاعة للمحبوب عنوان محبته كما قيل :
تعصى الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمرى في القياس بديع .
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحبَ لمن يحبُ مطيع .
ومنها أن يتأسف على ما يفوته من ذكر الله تعالى، ويتنعم بالطاعة، لا يستثقلها، ويسقط عنه تعبها‏.‏
قال ثابت البنانى رحمة الله‏:‏ كابدت الصلاة عشرين سنه، وتنعمت بها عشرين سنه‏.‏
وقال الجنيد‏:‏ علامة المحبة دوام النشاط، والدؤوب بشهوة يفتر بدنه ولا يفتر قلبه، وكل هذا موجود المثال فى المشاهدات، فإن المحب لا يستثقل السعي في مراد محبوبه، ويستلذ خدمته بقلبه، إن كان شاقاً على بدنه، وكل حب قاهر لا محالة، فمن كان محبوب أحب إليه من الكسل، ترك الكسل في خدمته، وإن كان أحب إليه من المال، ترك المال فى حبه‏.‏
2: الإقبال على سماع حديثه .
فالمحبون لا شيء ألذ لهم ولقلوبهم من سماع كلام محبوبهم ، ولهذا لم يكن شيء ألذ لأهل المحبة من سماع القرآن ، وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرأ عليّ ) . قلت : اقرأ عليكَ وعليكَ أنزل . قال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) . فقرأت عليه من أول سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) قال: (حسبك الآن ) فرفعت رأسي فإذا عيناه تذرفان .
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا قارئا أن يقرأ وهم يستمعون ، وكان عمر بن الخطاب إذا دخل عليه أبو موسى يقول : يا أبا موسى ذكرنا ربنا . فيقرأ أبو موسى ‘ فربما بكى عمر .
2 - استشعار معيتة 3 - حب مايحبه
4-الرضا بقضائه
5-التقرب اليه بالنوافل ( ماتقرب الى عبدى بشىء احب مما افترضته عليه )
6 - كثرة ذكره ودعاؤه ومناجاته
لا يفتر عنه لسانه، ولا يخلو عنه قلبه، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره بالضرورة، ومن ذكر ما يتعلق به‏.‏
7- الشوق الى لقاءه
حب لقاء الله تعالى فى الجنة، فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوباً إلا ويحب لقاءه ومشاهدته، وهذا لا ينافى كراهة الموت، فإن المؤمن يكره الموت، ولقاء الله بعد الموت‏.‏
8 حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏.‏
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 31‏]‏‏.‏
9 -أن يكون شفيقاً على جميع عباد الله، رحيما بهم، شديداً على أعدائه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أشداء على الكفار رحماء بينهم‏}‏‏[‏الفتح‏:‏
10-أن يكون مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه فى ظاهره وباطنه، فيجتنب اتباع الهوى، ويعرض عن دعة الكسل، ولا يزال مواظباً على طاعة الله تعالى متقرباً إليه بالنوافل‏.‏
قيل‏:‏ أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام‏:‏ لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لماتوا شوقاً إلى، وتقطعت أوصالهم من محبتي‏.‏
يا داود‏:‏ هذه إرادتي في المدبرين عنى، فكيف إرادتي في المقبلين على‏؟‏
يا داود أحوج ما يكون العبد إلى إذا استغنى عنى، وأجل ما يكون عندي إذا رجع إلى‏.‏



الأسباب الجالبة للمحبة ، والموجبة لها : عشرة .
1. قراءة القرآن بالتدبر ، والتفهم لمعانيه وما أريد به ، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ، ليفهم مراد صاحبة منه ,
2. التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
3. دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب ، والعمل والحال ، فتصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .
4. إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتنسم إلى محابه ، وإن صعب المرتقى .
5. مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، ومشاهدتها ومعرفتها ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ، فمن عرف اللله بأسمائه وصفاته وأفعاله : أحبه لا محالة .
6. مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
7. وهو من أعجبها : إنكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى .
8. الخلوة به وقت النزول الإلهي ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ َ قَالَ ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) ، فيخلو به يناجيه ويتلو كلامه ، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالإستغفار والتوبة .
9. مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر .
10. مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل




ثانياً: محبة الرسول
مفهومها: أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله ميلاً يتجلى فيه إيثاره على كل محبوب لأسباب موجبة لمحبته عقلاً وشرعاً.
ثالثاً: الصلة بين محبة الرسول ومحبة الله:
قال تعالى: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره.
وروى البخاري ومسلم عن أنس مرفوعاً: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..)).
رابعاً: حكم محبة الرسول: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
وفي حديث البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).
وروى البخاري عن عبد الله بن هشام: كنا مع النبي وهو آخذ بيده عمر فقال عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال عمر: فإنه الآن، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال: الآن يا عمر)).
خامساً: أسباب ودواعي محبة الرسول:
أ‌- أن حبه تابع لحب الله عز وجل.
ب‌- أن الله تعالى اختاره وأحبه:
روى مسلم عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)).
وروى البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إذ أن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل أني أحب فلاناً فأحبه)).
ج- كمال رأفته ورحمته بأمته وحرصه على هدايتها:
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.
وروى مسلم عن ابن عمرو: أن رسول الله تلا هذه الآية: رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم.
وإن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
فرفع يديه وقال: ((اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله يا جبريل: اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله فأتاه جبريل فسأله، فأخبره بما قال: وهو أعلم، فقال الله يا جبريل: اذهب إلى محمد فقال: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك)).
وروى البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي شاملة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً)).
د- كمال نصحه للأمة.
لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.
هـ -ذو أخلاق عالية.وإنك لعلى خلق عظيم.
سادساً: مظاهر محبة الله لرسوله:
1- اختاره لمقام الرسالة: الله أعلم حيث يجعل رسالته
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً
2- أنزل عليه القرآن: لقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم.
3 - انشراح صدره: ألم نشرح لك صدرك
4- الصلاة عليه: إن الله وملائكة يصلون على النبي.
5- تشريفه بالخلة.ففي حديث مسلم عن جندب مرفوعاً: ((إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً)).
6- رحمة للعالمين: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
وروى مسلم عن أبي هريرة: قيل للرسول: أدع على المشركين قال: ((إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة)).
سابعاً: مظاهر محبتنا للرسول:
1- طاعته: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً.
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً.
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.
2- تعظيم النبي وتوقيره:
كان محمد بن المنكدر إذا ذكره بكى حتى يرحمه الجالسون.
وكان ابن مهدي إذا قرأ حديث النبي أمر الحاضرين بالسكوت لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون.
وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: ((من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله)).
وروى أحمد عن أنس بن مالك قال : قال : ((يقدم عليكم غداً أقوام هم أرق قلوباً للإسلام منكم)) قال : فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنو من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون:
غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه
فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة.
وهذا بلال وهو يحتضر نادته امرأته: واويلاه وهو يقول: وفرحاه!!غدا نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه.
4- محبة قرابته وآل بيته وأزواجه:وروى مسلم عن زيد بن أرقم مرفوعاً:
((ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، ثم قال: وأهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي)).
5- محبة سنته والداعين إليها:
6- والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
تاسعاً: آثار محبة الرسول:
1- تتربى فيه صفة المحبة الصادقة للرسول.
2- أن يكون متقرباً بالطاعات اقتداءً بحبيبه.
3- يكون معظماً للرسول وسنته مجانباً للبدع والخرافات.
4- يكون متخلقاً بأخلاقه. 5-- يكون مستقيماً على شرع الله طائعاً.
6- يحب العلماء الداعين إلى السنة.
7-- يتحمل الأذى في سبيل نصر دين الله وإعزازه



سلامة الصدر

فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:
1-يا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارةفقد سألوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". قالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد". 2-سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة
قال صلى الله عليه وسلم:"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!
3-سلامة الصدر طريق إلى الجنة:
"يوم لاينفع مال ولابنون إلامن أتى الله بقلب سليم"فأول زمرة تدخل الجنة: "...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.." [البخاري].وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه".فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك...وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال:(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43]. (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].
4-الله يمدحهم
( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:9، 10].
5-من أفضل النفقة :
حديث علبة السابق :لما دعا االنبى الى النفقة ......
6-اروح للنفس واطرد للهم واقر للعين
7-تقطع سلاسل العيوب واسباب الذنوب
من سلم صدره وطهر قلبه عف لسانه عن الغيبة والنميمة وسوء الظن
8-اتقاء لوعيد الله "وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون"

لسلامة الصدر أسباب وطرق لابد من سلوكها :
أولاً: الإخلاص:
عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله : { ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم } [رواه أحمد وابن ماجه].

ومن المعلوم أن من أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة؛ سواءً كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة.

ثانياً: رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به:

قال ابن القيم رحمه الله في الرضا: ( إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا ).

ثالثاً: قراءة القرآن وتدبره:

فهو دواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ [فصلت:44]، وقال: وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً [الإسراء:82]. قال ابن القيم رحمه الله: ( والصحيح أن "من" ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض، وقال تعالى: يَاأيُها النّاسُ قَد جَآءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِكُم وَشِفَآءٌ لِمَا فىِ الصُدُورِ [يونس:57].
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.

رابعاً: تذكر الحساب والعقاب:

الذي ينال من يُؤذي المسلمين من جراء خُبث نفسه وسوء طويته من الحقد والحسد والغيبة والنميمة والإستهزاء وغيرها.

خامساً: الدعاء:
فيدعو العبد ربه دائماً أن يجعل قلبه سليماً على إخوانه، وأن يدعوا لهم أيضاً، فهذا دأب الصالحين، قال تعالى: وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم [الحشر:10].

سادساً: الصدقة:
فهي تطهر القلب، وتُزكي النفس، ولذلك قال الله تعالى لنبيه : خُذّ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا [التوبة:103].

وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: { داووا مرضاكم بالصدقة } [صحيح الجامع]. وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك.

سابعاً: تذكر أن من تنفث عليه سُمُومك، وتناله بسهامك هو أخ مُسلم:

ليس يهودياً ولا نصرانياً بل يجمعك به رابطة الإسلام. فلِمَ توجه الأذى نحوه.

ثامناً: إفشاء السلام:

عن أبي هريرة قال رسول الله : { والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم } [رواه الإمام مسلم].

قال ابن عبد البر رحمه الله: ( في هذا دليل على فضل السلام لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود ).

تاسعاً: ترك كثرة السؤال وتتبع أحوال الناس:

امتثالاً لقول النبي : { من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه } [رواه الترمذي].

عاشراً: محبة الخير للمسلمين:

لقوله : { والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } [رواه البخاري ومسلم].

الحادي عشر: عدم الاستماع للغيبة والنميمة:

حتى يبقى قلب الإنسان سليماً: قال : { لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر } [رواه أحمد] والكثير اليوم يلقي بكلمة أو كلمتين توغر الصدور خاصة في مجتمع النساء وفي أوساط البيوت من الزوجات أو غيرهن.

الثاني عشر: إصلاح القلب ومداومة علاجه:

قال : { ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب } [رواه البخاري ومسلم].



الثالث عشر: السعي في إصلاح ذات البين:

قال تعالى: فَاتَقُوا اللّهَ وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم [الأنفال:8 ] قال ابن عباس رضي الله عنه: ( هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ).
وقال : { ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ } قالوا: بلى. قال: { إصلاح ذات البين } [رواه أبو داود].

الرابع عشر:الابتعاد عن سوء الظن: قال الله تعالى :" ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم"
وقد قال النبى :"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولاتنافسوا ولا تحاسدوا ولاتباغضوا ولاتدابروا وكونوا عباد الله اخوانا" رواه الشيخان
فانظر كيف بدأ بالنهى عن سوء الظن لأنه الذى عنه تصدر سائر الآفات المذكورة فى الحديث

الخامس عشر: حمل الكلمات والمواقف على احسن المحامل:
قال عمر: لاتظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا وأنت تجد لها فى الخير محملا

السادس عشر : التماس الاعذار وإقالة العثرات والتغاضى عن الزلات:
فالمؤمن يلتمس المعاذير والمنافق يلتمس العثرات
يقول ابن سيرين: اذا بلغك عن اخوك شئ فالتمس له عذرا فإن لم تجد فقل :لعل له عذرا لا أعرفه.
تذكر سوابق احسانه يعينك على التماس العذر وسلامة الصدر واعلم أن الرجل من عدت سقطاته

السابع عشر: ادفع بالتى هى احسن .... فليس هذا من العجز بل من القوة والكياسة
قال الله تعالى " ولاتستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى احسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم"
الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعى المحبة

الثامن عشر: البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح
التاسع عشر:الايمان بالقدر:
فإن العبد اذا آمن أن الارزاق مقسومة رضى بماهو فيه ولم يجد فى قلبه حسدا لاحد من الناس على خير اعطاه الله إياه

وحتى تبلغ درجة السلامة فلتعرف العوائق لتتجاوزها
من أسباب التشاحن والتباغض:
-1 - طاعة الشيطان: قال تعالى: وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً [الإسراء:53] وقال : { إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم } [رواه مسلم].
2 - -الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: { لا تغضب } فرددها مراراً [رواه البخاري] فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.
-3 - النميمة: وهي من أسباب الشحناء وطريق إلى القطيعة والتنافر ووسيلة إلى الوشاية بين الناس وإفساد قلوبهم، قال تعالى ذاما أهل هذه الخصلة الذميمة: هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ [القلم:11] وقال : { لا يدخل الجنة فتان } وهو النمام.
-4 - الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله قال : { إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب } [رواه أبوداود] والحسد يولد الغيبة والنميمة والبهتان على المسلمين والظلم والكبر.
-5 - التنافس على الدنيا: خاصة في هذا الزمن حيث كثر هذا الأمر واسودت القلوب، فهذا يحقد على زميلة لأنه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها حصلت على ترقية وظيفية، والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال.
وما هي إلا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
6 - -حب الشهرة والرياسة: وهي داء عضال ومرض خطير، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير ). وهذا مشاهد في أوساط الموظفين والعاملين.
-7 - كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك. وهناك أسباب أخرى غير هذه.
أثر سلامة الصدر على الفرد والمجتمع:
يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة هي:· راحة البال والبعد عن الهموم والغموم.· اتقاء العداوات.أما بالنسبة للمجتمع فإنه يكون مجتمعًا متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى". [صحيح مسلم].أنا أريد أن تتأمل معي هاتين الآيتين لتعرف قيمة سلامة الصدر بالنسبة للمجتمع: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران:120]، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا) [الأنفال:46].فأعداء الأمة لن ينالوا منها مايريدون طالما ظل أبناؤها متحابين متماسكين سليمي الصدور غير متنازعين.
أمثلة من حياة الصالحين:هذا سيد ولد آدم أجمعين عليه صلوات رب العالمين، يذهب إلى الطائف عارضًا نفسه على وجهائها وأهلها، فلم يجبه منهم أحد، فانطق مهمومًا، وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل، ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين [جبلا مكة] فقال صاحب الصدر السليم صَلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا".فأي صبر وسلامة صدر هذا !!!.ثم تأمل حاله صَلى الله عليه وسلم حين ضربه قومه فأدموه (أسالوا دمه) فمسح الدم وهو يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".واستحضر معي حالة المشركين معه صلى الله عليه وسلم في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم وكان الأمر كما أخبر الله عز وجل : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30) فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحا ما انتقم ولا آذى بل قال لقومه:"لا تثريب عليكم اليوم".والأمثلة من حياته صَلى الله عليه وسلم كثيرة، ننصح بقراءة سيرته.
نبي الله يوسف عليه السلام:وقصته مع إخوته أنموذج رائع لسلامة الصدر فبعد أن ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبيه ودخوله السجن إلى غير ذلك مما هو معروف مكن الله له وجعله على خزائن مصر فلما ترددوا عليه وعرفوه قالوا:(تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ). فما كان منه إلا أن قَال: ( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). ما حمل غلا.ثم لما جاء أبوه مع اخوته: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:100) فلم يقل أخرجني من الجب كي لا يُخجلهم (وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)، ولم يقل رفع عنكم الجوع والحاجة حفظًا للأدب معهم. (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) فأضاف ما جرى إلى السبب ولم يضفه إلى المباشر (إخوته).
ثم تأمل معي موقف الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22) فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح.
وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه في أوج انتصاراته وهو قائد الجيش يأتيه خبر عزل الفاروق له فما تكلم بما يدل على سخطه ولاترك ساحات القتال بل ظل مجاهدا كجندي من جند المسلمين بعد أن كان قائدهم.
ثم استمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول : "إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة".
أما أبو دجانة رضي الله عنه فقد دُخل عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل (منور) فكلموه في ذلك فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين