الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

استغفروا ربكم



مفدمة
تعريف الاستغفار
حقيقة الاستغفار و أسبابه
عجائب الاستغفار !!!!!!!
..الاستغفار خصوصية المؤمنين
اقوال السلف فى الإستغفار
ألفاظ و صيغ الاستغفار
أحوال و أوقات يستحب فيها الاستغفار
استغفار الملائكة والأنبياء
اسغفار سيد المرسلين
قصص عن الإستغفار
نداء ورجاء


المقدمه
الحمد لله العزيز الغفار يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل , و يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ..
و الصلاة و السلام على نبيه المصطفى و رسوله المجتبى محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين و بعد :

فإن الله عز وجل أمر عباده بالتوبة و الاستغفار في آيات كثيرة من كتابه الكريم , و سمى و وصف نفسه بالغفار و الغفور و غافر الذنب , و أثنى على المستغفرين و وعدهم بجزيل الثواب , فالله عز و جل يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يعترف بذنبه و يتذلل بين يدي ربه و خالقه , فالاستغفار هو الدواء الناجع و العلاج الناجح من الذنوب و الخطايا , فيا من مزقه القلق و أضناه الهم و عذبه الحزن عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم و يزيل غيوم الغموم و هو البلسم الشافي و الدواء الكافي و في الأثر " ما ألهم الله عبداً الاستغفار و هو يريد أن يعذبه " .

فإليك أخي الكريم هذه الرسالة في الاستغفار لعلها تكن خطوة على الطريق جعلنا الله و إياك من الذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و الحمد لله رب العالمين

تعريف الاستغفار

الاستغفار مصدر من استغفر يستغفر , و مادته " غفر " التي تدل على الستر , و الغفر و الغفران بمعنى واحد يقال غفر الله ذنبه غفراً و مغفرةً و غفراناً .

قال الراغب : الغفر إلباس ما يصونه عن الدنس و منه قيل اغفر ثوبك في الدعاء , و الغفران و المغفرة , من الله هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب , و الاستغفار طلب ذلك بالمقال و الفعال و قيل اغفروا هذا الأمر بمغفرته أي استروه بما يجب أن يستر به .

و الغفور و الغفار و الغافر من أسماء الله الحسنى و معناهم الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم و ذنوبهم .

قال الغزالي : الغفار هو الذي أظهر الجميل و ستر القبيح , و الذنوب من جملة القبائح التي سترها بإسبال الستر عليها في الدنيا والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة .

و قال الخطابي : الغفار هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة كلما تكررت التوبة من الذنب تكررت المغفرة , فالغفار الساتر لذنوب عباده المسدل عليهم ثوب عطفه و رأفته فلا يكشف أمر العبد لخلقه و لا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم .

حقيقة الاستغفار و أسبابه

الإنسان ليس معصوماً من الخطأ و اقتراف الذنب بحكم طبيعته البشرية , و أيضاً فإن أعداؤه كثر : منهم النفس التي تسكن بين جنباته و تزين له و تأمره بالسوء قال تعالى ( إن النفس لأمارةٌ بالسوءِ إلا ما رحم ربي ) و منهم الشيطان العدو اللدود الذي يتربص بالإنسان ليورده موارد التهلكة , و منهم الهوى الذي يصد عن سبيل الله , و منهم الدنيا بغرورها و زخرفها , و المعصوم من عصمه الله , ناهيك عن الغفلة و الفتور عن الطاعة و التقصير في جنب الله , لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه - " و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم و جاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " .
و قال في موضع آخر : " كل بني آدم خطاءٌ و خير الخطائين التوابون " و لكن هناك مسألة لا بد من الانتباه إليها و هي أن كثيراً من الناس يعتقد أن الاستغفار يكون باللسان يقول أحدهم : " استغفر الله " .. ثم لا يوجد لهذه الكلمات أثر في القلب كما لا يشاهد لها تأثير على الجوارح و مثل هذا الاستغفار في الحقيقة فعل الكذابين .
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - " استغفار بلا إقلاع عن الذنب توبة الكذابين " و كان أحد الصالحين يقول : استغفارنا يحتاج إلى استغفار أي : أن من استغفر الله و لم يترك المعصية فاستغفاره يحتاج إلى استغفار , فلننظر في حقيقة استغفارنا لئلا نكون من الكاذبين الذين يستغفرون بألسنتهم و هم مقيمون على معاصيهم .

عجائب الاستغفار !!!!!!!

هل تريد راحة البال ، وانشراح الصدر ، وسكينة النفس ، وطمأنينة القلب والمتاع الحسن .. ؟ عليك بالاستغفار

((وَأَنِ اسْتَغْفِرُوارَبَّكُم ْثُمَّ تُوبُوا إِلَيْه يُمَتِّعْكُم مَتَاعاً حَسَناً))
هود:3
تريد قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والاوصاب ؟ عليك بالاستغفار . قال تعالى
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }

هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن ؟ عليك بالاستغفار . قال تعالى

((وَمَا كَان اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَان اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون)) الأنفال:33 ))

تريد الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟ عليك بالاستغفار .قال تعالى

(( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غفارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ))


هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟ عليك بالاستغفار .

( قال تعالى ( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين

..الاستغفار خصوصية المؤمنين

حين كان إبراهيم - عليه السلام - يحاج أباه و يدعوه إلى التوحيد , كان والده يقابله بأسوأ المقابلة , تأمل هذه المقولة منه : ( لَئِن تنته لأرجمنك و أهجرني مليا ) , و لاحظ أن هذه المقولة جاءت بعد مجموعة من العبارات المتلطغة من قبل إبراهيم - عليه السلام - .
و كان إبراهيم - عليه السلام - حين واجهه أبوه بهذه المقولة ( لأرجمنك ) لم يقابله بالإساءة أو نحوها , بل أول ما خطر في ذهنه أن يستغفر له : ( قال سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي إنه كان حفيا )) .
إذن فالاستغفار هو أول شيء فكر به إبراهيم - عليه السلام - و كان هذا الاستغفار طمعاً في هدايته , و لذلك قال تعالى : ( و ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منهُ إن إبراهيم لأواهٌ حليم

محصل ذلك عدم الاستغفار للمشركين و أنه خصوصية للمؤمنين و يؤكد ذلك قوله
تعالى : ( ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولِى قربى من بعد ما تبين لهُم أنهم أصحاب الجحيم
و تأسيساً على ذلك يقال : إن الاستغفار ميزة جعلها الله للمؤمنين خصهم بها دون غيرهم من الناس , و اختارهم لها , و اختارها لهم , و إذا كان الأمر كذلك , أفلا يجدر بنا أن نحافظ على هذه النعمة , و أن نستثمرها فيما يفيد ديننا و دنيانا .

و في مقابل ذلك كان النبي صلى الله عليه و سلم يستغفر لإخوانه المؤمنين , فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : نعى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه , فقال : " استغفروا لأخيكم )

و استغفر للمحلقين ثلاثاً و للمقصرين مرة , و النصوص في ذلك كثيرة .

حتى الصغار !! نعم الصغار كان يستغفر لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ففي حديث أبي إياس في المسند , قال : جاء أبي إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو غلام صغير , فمسح رأسه و استغفر له )) .

أقوال السلف في الاستغفار

قال أبو موسى - رضي الله عنه - : كان لنا أمانان من العذاب ذهب أحدهما - و هو الرسول صلى الله عليه و سلم - فينا و بقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا

و سئل سهل عن الاستغفار الذي يكفر الذنوب فقال :" أول الاستغفار الاستجابة ثم الإنابة ثم التوبة فالاستجابة أعمال الخوارج و الإنابة أعمال القلوب و التوبة إقباله على مولاه بأن يترك الخلق ثم يستغفر الله من تقصيره الذي فيه " ) .
قال ابن الجوزي : " إن إبليس قال : أهلكت بني آدم بالذنوب و أهلكوني بالاستغفار و بـ ( لا إله إلا الله ) فما رأيت منهم ذلك ثبت فيهم الأهواء فهم يذنبون و لا يستغفرون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " ) .

قال قتادة - رحمه الله - : " إن القرآن يدلكم على دائكم و دوائكم أما داؤكم فالذنوب و أما دواؤكم فالاستغفار " .

و قال علي - كرم الله و جهه - : " العجب ممن يهلك و معه النجاة قيل : و ما هي ؟ قال الاستغفار " .
و كان - رضي الله عنه - يقول ما ألهم الله - سبحانه و تعالى - عبداً الاستغفار و هو يريد أن يعذبه " .

و قال أحد الصالحين : " العبد بين الذنب و نعمة لا يصلحهما إلا الحمد و الاستغفار " .

و يروى عن لقمان - عليه السلام - أنه قال لابنه : " يا بني إن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً فأكثر من الاستغفار " .
و عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " .

و قال أبو المنهال : " ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحب من الاستغفار " .
و كان الحسن البصري يقول : " أكثروا من الاستغفار في بيوتكم , وعلى موائدكم و في طرقكم و في أسواقكم و في مجالسكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ؟ "

و كان أعرابي يقول : " من أراد أن يجاورنا في أرضنا فليكثر من الاستغفار , فإن الاستغفار القطار " و القطار السحاب العظيم القطر .

و قال بكر بن عبدالله المزني : " انتم تكثرون من الذنوب فأستكثروا من الاستغفار , فإن الرجل إذا وجد صحيفته بين كل سطرين استغفاراً سره مكان ذلك " .

و قال ابن تيمية - رحمه الله - : إنه ليقف خاطري في المسألة التي تشكل عليّ فاستغفر الله ألف مرة حتى ينشرح الصدر و ينحل إشكال ما أشكل , و قد أكون في السوق أو المسجد أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر و الاستغفار إلى أن أنال مطلوبي

ألفاظ و صيغ الاستغفار

هناك ألفاظ للاستغفار جاءت في أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم ينبغي للمسلم أن يقولها و يستكثر منهااقتداءً بالنبي صلى الله عليه و سلم و من هذه الصيغ : " رب اغفر لي و تب علي أنت التوب الرحيم " . و منها : " استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه " و منها : " استغفر الله و اتوب إليه " . و منها سيد الاستغفار : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبؤ لك بنعمتك عليّ و أبؤ بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ) .

هذه هي الصيغ و الألفاظ الواردة عن النبي صلى الله عليه و سلم في الأحاديث الصحيحة و هناك صيغ أخرى و ألفاظ أخري تؤدي نفس المعنى لا بأس بها و لكن الأولى اتباع المأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم .


وقفة مع سيد الاستغفار

عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم انت ربي لا إله إلا أنت خلقتني , و انا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت , اعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي , و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , من قالها في أول النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة و من قالها من الليل و هو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة
سمى النبي صلى الله عليه و سلم هذا الدعاء بسيد الاستغفار , و كما سبق فإن للاستغفار صيغاً أخرى لكن النبي صلى الله عليه و سلم خصه بهذه النقبة " سيد الاستغفار " و بالتأمل في ألفاظ هذا الاستغفار ما يحويه من معانٍ نجد أنه اشتمل على ما يلي :

- اللهم أنت ربي : إقرار الله عز وجل بتوحيد الربوبية .

- لا إله إلا أنت : إقرار بتوحيد الألوهية .

- خلقتني و أنا عبدك : إقرار من العبد بالعبودية و التذلل و الخضوع لله عز و جل .

- و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت : إقرار من العبد بالتزام الطريق المستقيم و منهج رب العالمين قدر استطاعته و استفراغ الجهد في ذلك .

- أعوذ بك من شر ما صنعت : لجؤ العبد و تحصنه بالله من جميع الشرور و الآثام و المعاصي التي ارتكبها .

- و أبؤ لك بنعمتك عليَّ : إقرار العبد و اعترافه بنعم الله عليه و تفضله و تكرمه على عبده بشتى أنواع النعم التي لا تعد و لا تحصى .

- و أبؤ بذنبي : اعتراف و إقرار العبد بالذنب سواءً كان هذا الذنب ذنباً معيناً أو الذنوب بصفة عامة .

- فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت : طلب المغفرة من الله عز و جل و التذلل بين يديه .

فبالنظر إلى ما اشتمله هذا الاستغفار من المعاني العظيمة سماه النبي صلى الله عليه وسلم " سيد الاستغفار "
.
أحوال و أوقات يستحب فيها الاستغفار

الاستغفار مشروع في كل وقت , و هناك أوقات و أحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل و من هذه الأوقات :

بعد الفراغ من أداء العبادات :و يستحب الاستغفار لما يقع فيها خلل أو تقصير في أداء العبادة قال الله عز و جل : ( ثُمَّ أَفِيضُواْ مِن حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاستَغفِرُوا اللَّهً إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ){199 }.

وهذه الآية الكريمة جاءت في الحديث القرآني عن الحج خاصة بعد طواف الإفاضة فهنا يأتي الاستغفار لما يكن قد حدث من خلل أو تقصير في أداء العبادة .

كما شرع الاستغفار بعد الفراغ من الصلوات الخمس فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثاً لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو .
- الاستغفار بالاسحار :قد أثنى الله عز و جل على عباده الذين يستغفرون في هذا الوقت المبارك بقوله عز و جل ( الصَّابِريِنَ و الصَّادِقِينَ و القانِتِينَ و المُنفِقِينَ و المُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ {17} ) .و قال عز و جل : ( كَانُوا قَلِيلاً مِّن الَّيلِ مَا يهجَعُونَ {17} و بِالأسحَارِ هُم يَتَغفِرُونَ {18} ).
و قد جاء في تفسير قوله عز و جل حكاية عن يعقوب - عليه السلام - : ( قَالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ {98} ) أنه أخر الاستغفار إلى وقت السحر و السبب في فضلية هذا الوقت أن الله عز و جل يستجيب فيه الدعاء و يعطي فيه السائل و يغفر فيه للمستغفر .

عن أي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ".

عن خالد بن معدان : " يقول الله عز و جل إن أحب عبادي إلي المتحابون بحبي المتعلقة قلوبهم بالمساجد و المستغفرين بالأسحار"
- في ختم المجالس :و ذلك عندما يقوم الإنسان من مجلسه خاصة إذا كان مع إخوانه أو في اجتماع أو في عمله , لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم من مجلس إلا قال : " سبحانك اللهم ربي و بحمدك , لا إله إلا أنت استغفرك ربي و أتوب إليك " , فقالت يا رسول الله ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت قال : " لا يقولهن من أحد حين يقوم من مجلسه ! إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس " (8) .

فهذه فرصة عظيمة ينبغي ألا يغفل عنها المسلم خاصة في مجالسنا التي يكثر فيها الكلام و يقع من الإنسان فيها ما الله به عليم .
- الاستغفار للأموات :كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : " استغفروا لأخيكم و سلوا له التثبيت , فإنه الآن يسأل .

فما أحوج الميت في هذا الموقف العصيب إلى الاستغفار و طلب المغفرة من الله عز و جل له لذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يستغفر للأموات إذا زارهم و وقف على قبورهم .

استغفار الملائكة والانبياء


استغفار الملائكة
الملائكة خلق الله خلقهم عز و جل من نور . و الملائكة و صفهم الله عز و جل ( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) و كذلك يسبحون الليل و النهار لا يفترون , و هذا الخلق الكريم جاء عنه في القرآن أنه يستغفر , لكن يستغفر لمن ؟ إنهم يستغفرون لأهل الأرض و خاصة المؤمنين منهم , و استغفار الملائكة هو طلب المغفرة من الله عز و جل لعباده بأن يغفر خطاياهم و يتجاوز عن سيئاتهم قال الله عز و جل في كتابة العزيز : ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (2) و قال عز و جل : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) (3) .

أيضاً من المواضع التي تستغفر الملائكة فيها للعبد عندما يكون العبد في مصلاه في ( المسجد ) ينتظر الصلاة فإن الفترة ( فترة الانتظار ) من الأوقات الشريفة التي يكتب فيها الثواب و يحظى بالقرب من الله عز و جل , و استغفار الملائكة و الدعاء له , عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه تقول اللهم صل عليه اللهم أرحمه اللهم أغفر له ما لم يحدث أو يخرج من المسجد " (4) .
استغفار الأنبياء – صلوات الله و سلامه عليهم

الأنبياء و المرسلون هم صفوة الله عز و جل من خلقه ,و هم معصومون بعصمة الله عز و جل لهم , و على الرغم من مكانتهم و منزلتهم و قدرهم عند ربهم , و على الرغم من أنهم معصومون إلا أنهم تضرعوا إلى ربهم بالدعاء و الاستغفار طمعاً في مغفرة ربهم , قال الله عز و جل عن الأبوين عليهما السلام : (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (1) .

وقال عز وجل حكاية عن نوح – عليه السلام : (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (2) .

و قال تعالى أيضاً : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ) (3) .

و قال عز و جل حكاية عن نبيه إبراهيم – عليه السلام - : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) (4) .

و قال الله عز و جل حكاية عن نبيه داود – عليه السلام - : (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) (5) .

و قال الله عز و جل حكاية عن نبيه سليمان – عليه السلام - : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) (6) .

و قال الله عز و جل حكاية عن نبيه – موسى عليه السلام - : (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (7) .

فإذا كان هذا حال الأنبياء – صلوات الله و سلامه عليهم – فكيف بنا ؟ و أين نحن من الاستغفار ؟استغفار النبي صلى الله عليه و سلم


من المعلوم أن النبي صلى الله عليه و سلم هو خير البشر و أفضل الرسل , اصطفاه الله و اجتباه , و رفع ذكره و أعلى قدره , و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر , و مع كل هذا الشرف العظيم و العطاء الجزيل إلا أنه صلى الله عليه و سلم كان يستغفر ربه و يتوب إليه و يتضرع بين يديه امتثالاً لأمر الله عز و جل في قوله ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) (1) .
و قوله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) (2) .

عن الأغر المزني – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إنه ليُغان (3) على قلبي و إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " (4) .

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " و الله إني لاستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " (5) .

و عن الأغر بن يسار المزني – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " توبوا إلى الله و استغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة " . (6) .

و عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال : إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه و سلم في المجلس الواحد مائة مرة " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " (7)

و عن ثوبان – رضي الله عنه – قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً .

و كان صلى الله عليه و سلم من مجلسه قال : " سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك "

و كان من دعائه صلى الله عليه و سلم : " اللهم اغفر لي خطيئتي و جهلي و إسرافي في أمري و ما أنت أعلم به مني , اللهم اغفر لي هزلي و جدي و خطئ و عمدي و كل ذلك عندي , اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أسررت و ما أعلنت و ما أنت أعلم به مني أنت المقدم و أنت المؤخر و أنت على كل شيءٍ قدير ".

قصص واقعية عن الاستغفار......

قصـة واقعيـة

هناك امرأة قالت:

ما ت زوجي وأنا في الثلاثين من عمري

وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني

وبكيت حتى خفت على بصري

وندبت حظي ..ويئست ..وطوقني الهم

فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا

وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا

وبينما أنا في غرفتي

فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم

وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(( من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا ))

فأكثرت بعدها الإستغفار

وأمرت أبنائي بذلك

وما مر بنا والله سته اشهر

حتى جاء تخطيط مشروع

على أملاك لنا قديمه

فعوضت فيها بملايين

وصار أبني الأول على طلاب منطقته

وحفظ القران كاملاً

وصار محل عناية الناس ورعايتهم

وأمتلأ بيتنا خيراً

وصرنا في عيشه هنيئه

وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي

وذهب عني الهم والحزن والغم

وصرت أسعد أمرأه
:
:

منقول للشيخ عائض القرني

نعم إنها أعجوبة الاستغفار التي غفلنا عنها

================

يقول أحد الأزواج ::

كلما أغلظت على زوجتى أو تشاجرت أنا وهي أو صار بيني وبينها أي مشكلة أهم بالخروج من

البيت من الغضب ....... ووالله لا أفارق باب العمارة إلا وتجتاحني رغبة شديدة في الذهاب للإعتذار منها

ومراضاتها............أخبرتها بذلك فقالت لي: أتعرف لماذا ؟؟

قال لها : ولماذا ؟

قالت بمجرد أن تخرج من الغرفة بعد شجارنا ألهج بالاستغفار ولا أزال أستغفر حتى تأتي وتراضيني

نعم أخي انه الاستغفار الذي قال عز وجل عنه (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ))

ألا يستحق أن يكون أعجوبة

=================

روى الشيخ خالد الجبير استشاري امراض القلب هذه القصة التي حدثت له :

أنه كان معرض للتقاعد من عمله وهناك خمسة أطباء من اللذين يعملون معه في نفس المشفى

كانو يكنوا له العداوة وأرادو خروجه من العمل .. وعندما عرض له الخبر أصبح مهموما ضائقا شديد

الكرب

ذهب للمسجد وقت صلاة العصر وعندما خرج تذكر شيئا ً ,,,قال في نفسه -- الأن كل الناس المرضى

يأتون إلي لأعالجهم وأنا الآن لا أستطيع أن أعالج نفسي من الهم الذي أصابني__ وتذكر الاستغفار

وجعل يردد (( استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )) وعندما وصل لبيته يقول :

ما إن أمسكت مقبض باب المنزل حتى أحسست براحة واطمئنان عجيبين يسريان في داخلي ....... يقول

الدكتور... ولم تمض بعد ذلك سوى سنتين إلا وقد حدث للأطباء الخمسة ما حدث...

فقد مات أحدهم

ونقل الآخر من عمله

وتقاعد الرابع

واعتذر أحدهم من فعلته

وفصل الأخير من الوظيفة ...........!!!!

سبحان الله كل ذلك يفعله الاستغفار

أين نحن من قوله تعالى

(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا

يرسل السماء عليكم مدرارا

ويمددكم بأموال وبنين

ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) سورة نوح


جاء رجل الى الحسن البصرى


فقال له: إن السماء لم تمطر!!


فقال له الحسن: استغفر الله


ثم جاءه آخر فقال له: أشكوا الفقر!!


فقال له : استغفر الله


ثم جاءه ثالث فقال له: إمرأتي عاقر لا تلد!!


فقال له : استغفر الله


ثم جاءه بعد ذلك من قال له:اجدبت الارض فلم تنبت!!


فقال له: استغفر الله


فقال الحاضرون للحسن البصري : عجبنا لك أوكلما جاءك شاكٍ قلت له استغفر الله؟


فقال لهم: أوما قرأتم قوله تعالى:

((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ))
نوح:10-12


فيا من مزقة القلق واضناه الهم وعذبه الحزن

عليك بالاستغفار

فانه

يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم

وهو

البلسم الشافى والدواء الكافى



الاستغفار

هوعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا

لذلك امر

النبى صلى الله عليه وسلم

بالاستغفار دائما

بقوله

((يا ايها الناس استغفروا الله وتوبوا اليه فانى استغفر الله واتوب اليه فى اليوم مائة مرة))



==================


ويامن حرمت من الأولاد

ويامن تريد الزواج

يامن تريد فرج الله من الهموم التي ألمت بك

يامن ضاقت عليك الأرض من المصائب

تذكر أن الله معك ولن يخيب رجاءك بالاستغفار

وأن جميع ما أصابنا من مصائب الدنيا إنما هو بذنوبنا فالنستغفر الله لتزول عنا

وأبشر بعدها