الاثنين، 9 مارس 2009

سيدى يارسول الله


سيدى ...وحبيبى ياخير خلق الله
سيدى وحبيبى يارسول الله .... عليك الصلاة وأزكى السلام

.بعد حمد الله والصلاة والسلام عليك يا رسول الله ....

وبلا مقدمات ، هل تسمح لى بأن أتجرأ وأتطفل على مقامكم الكريم وأرسل إليك هذه الرسالة ...

ولعل ما دفعنى إلى كتابتها هو أننى أعرف انك يا سيدى أفضل خلق الله سماحة وسعة صدر ، فمما لا شك فيه أننى قد لا أستطيع مخاطبة حاكم أو وزير أو حتى رئيس مجلس إدارة شركة مفلسة ... ولكننى والحمد لله أستطيع أن أخلوا إلى نفسى وأكتب إليك ما يعتمل فى مشاعرى وأشكو إليك ما حدث فى أمتك ... أو على الأصح ما حدث من أمتك

، أستطيع .....لو كنت قد عشت فى زمن الرسالة لكان من السهل والميسور أن أدخل يا سيدى إلى مسجدك أو إلى بيتك أو أن أقابلك فى طرقات المدينة و أجلس معك وأتحدث إليك بما فى مكنون مشاعرى دون أن يوقفنى حاجب أو يمنعنى حارس , مازلت أذكر يا رسول الله صلى الله عليك وسلم حديثك الذى خاطبت به أعرابياً قابلك فى طرقات المدينة فإحمر وجهه وإرتعشت يداه من مهابتك فما كان منك يا حبيبى يا رسول الله إلا أن قلت له "هون على نفسك فإننى إبن إمرأة كانت تأكل القديد بمكة" ، لذلك فإننى عندما أتحدث إليك الأن أكاد أشعر بلمسات يدك الحانية وهى تربت على رأسى ، وأكاد أرى إبتسامتك الهادئة وهى تملؤ قلبى بالطمأنينة والأمان.لم تكن أبداً يا رسول الله صلى الله عليك وسلم فظاً أو غليظ القلب ، ولم تكن سباباً أو لعاناً أو فاحشاً أو بذيئاً ، بل نهيتنا عن سوء الخلق وأمرتنا بالحياء ، وقالت عنك أمنا أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها " كان خلقه القرآن " وما كنت تخير بين أمرين إلا وقد إخترت أيسرهما ، وكنت حليماً صبوراً رحيماً بالمؤمنين ... ورحيماً بالعالمين رؤوفاً عادلاً لا تفرق بين فاطمة إبنتك وبين غيرها من المسلمين ....

عفواً يا سيدى يا رسول الله لقد إستطردت فى الحديث دون أقدم نفسى ... فأنا من أمتك ... أقصد أننى من المفروض أن أكون من أمتك ، ولكننى أنظر إلى حالى فأجدنى وقد إبتعدت عن طريقك وأنظر إلى الأمة فأجدها وقد حادت عن الحق ، لذلك فإننى أستطيع تعريف نفسى بأننى أنتمى إلى هذه الأمة التى من المفروض أن تكون أمتك ، وأننا نعيش الأن بعد مرور أربعة عشر قرناً من هجرتك ، كما أستطيع أيضاً أن أقول – ويا أسفى على ما سأقول – أن معظمنا فى زمننا ينتمى إلى الإسلام بشهادة الميلاد ..معظمنا يا حبيبى يا رسول الله يقيمون الشعائر التعبدية ،ولايفهمون مقاصدها ولايشعرون بحقيقتها لاتغير سلوكا ولاتربى نفسا إلا أنهم يقيمونها لأنها أصبحت عادة لا بحسبها عبادة !!!ويقرأون القرآن و لا يغادر القرأن تراقيهم ، ولا يصل إلى قلوبهم ، و منهم من يتمسك بالشكليات التى لا تقدم ولا تؤخر ، ثم فى حياته وسلوكه تجده أشد الخصام , إن نظرت إليه وجدته أكثر الناس قسوة وفظاظة وتفريطاً فى حق الله ، يأمر الناس بالبر وينسى نفسه !! يقول ما لا يفعل !!! ويفعل ما يغضبك يا حبيبى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم فالعبادة فى زمننا أصبحت عادة ، فنحن نصوم رمضان ... عادة ، ونصلى الصلوات الخمس ... عادة ، ونذهب للحج والعمرة ... عادة ، وهكذا.ولكن يبدو أن مرور أربعة عشر قرناً على بعثتك جعلتنا ننسى مقاصد الشريعة الإسلامية ، بل يبدو أننا نسينا الإسلام نفسه !!! عذراً يا حبيبى يا رسول الله عذراً يا من صلى الله عليه وسلم ، فإننا الأن فى هذا الزمن وإن كنا كثرة إلا أننا كغثاء السيل ... هكذا حدثتنا أنت يا سيدى وهكذا أخبرتنا ... أنه سيأتى زمن نكون فيه كغثاء السيل حيث تتكاثر علينا الأمم ... أما شعوب العالم فقد تجرأت علينا كما لم يتجرأ علينا أحد من قبل ، حتى أن الدول الصغيرة التى لا قيمة لها جعلتنا أضحوكة وأخذت تستهزئ بنا ووصل الأمر بهم إلى أن شتموك يا حبيبى يا رسول الله ، شتموك بسببنا وبسبب ضعفنا ولقلة حيلتنا ... شتموك – قطع الله ألسنتهم – أكاد أجزم بأننا السبب فى كل ما حدث ، فقد هُنا على أنفسنا فَهُنّا على العالمين ، أنا فى شدة الأسف كنت أريد أن أكتب إليك ونحن فى حال أفضل كنت أريد أن أخبرك أننا أصبحنا سادة الأمم وخير البلاد وأفضل الخلق ، ولكننى للأسف أكتب إليك خطابى هذا ونحن فى ذيل الأمم لا نهتم وقت الإحتفال بمولدك الكريم إلا بشراء الحلوى ، أما إتباع سنتك وإقامة شريعتك وإعلاء دين الله الذى اديت أمانته وبلغت رسالته.... فقد باعدت الذنوب بيننا وبين تحقيقه ... عذراً يا سيدى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم أكتب إليك خطابى هذا وأنا عاجز عن نصرتك ,ولاأملك إلا حبا لك وشوقا إلى لقائك على الحوض وظمأ إلى شربة من يدك الشريفة وأملا فى جوارك

فهل نحن أهل لشفاعتك ؟

لاأجد ما اعبر به عن حبي لك سيدي سوي ابيات كتبها الامام البوصيري ..................................................................................................

هو الحبيب الذي ترجو شفاعته لكل هول من الاهوال مقتحم

دعا الي الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبل غير منفصم

محمد سيد الكونين والثقلين و الفريقين من عرب ومن عجم

فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم

منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم

دع ما ادعته النصاري في نبيهم واحكم بما شئت فيه واحتكم

وانسب الي ذاته ما شئت من شرف وانسب الي ذاته ما شئت من عظم

فان فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم

وكيف يدرك ما في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم

وكل اي اتي الرسل الكرام بها فانما اتصلت من نوره بهم

فانه شمس فضل هم كواكبها يظهرن انوارها للناس في الظلم

كازهر في ترف والبدر في شرف والبحر في كرم والدهر في همم

لا طيب يعدل تربا ضم اعظمه طوبي لمستنشق منه وملتثم

جاءت لدعوته الاشجار ساجده تمشي اليه علي ساق بلا قدم

كانما سطرت سطرا لما كتب فروعها من بديع الخط والقلم

مثل الغمامه اني سار سائرة تقيه حر وطيس للهجير حمي

لا تنكر الوحي من روياه ان له قلبا اذا نامت العينيان لم ينم

دعني ووصفي ايات له ظهرت ظهور نار القري ليلا علي علم

فالدر يزداد حسنا وهو منتظم وليس ينقص قدار غير منتظم

لم تقترن بزمان وهي تخبرنا عن المعاد وعن عاد وعن ارم

دامت لدينا ففاقت كل معجزة من النبين اذا جاءت ولم تدم

سريت من حرم ليلا الي حرم كما سري البدر في داج من الظلم

وبت ترقي الي ان نلت منزله من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم

وقدمتك جميع الانبياء بها والرسل تقديم مخدوم علي خدم

وانت تخترق السبع الطباق بهم في موكب كنت في صاحب العلم

بشري لنا معشر الاسلام ان لنا من العنياه رمنا غير منهدم

لما دعا الله داعينا لطاعته باكرم الرسل كنا اكرم الامم

يا رب بالمصطفي بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضي يا واسع الكرم

واغفر الهي لكل المسلمين بما يتلوه في المسجد الاقصي وفي الحرم

فمبلغ العلم فيه انه بشر ............................................(وهنا لم يستطيع الامام محمد البوصيري تكمله شطر البيت الاخر حتي جاءه حبيبنا الغالي محمد وقال له :-
(((((( وانه خير خلق الله كلهم )))))