الثلاثاء، 27 أبريل 2010

الصداقة كما يراها الرافعى


إن الصداقة الحقة عند الرافعى تقوم على قاعدتين هما: حرص على الحق وحرص على الحب، فلو عرف الإنسان الحق معرفة صادقة لما سكت عن كلمة تسرُّ الناس وتُسعدهم: «آهِ لوْ عَرَفَ الحقَّ أَحَدٌ لما عَرَفَ كيفَ ينْطِقُ بكلمةٍ تُسيءُ، ولوْ عَرَفَ الحبَّ أَحَدٌ لما عَرَفَ كيفَ يسكُتُ عنْ كلمةٍ تسُرُّ، ولنْ يكونَ الصديقُ صديقاً إلاّ إذا عَرَفَ لكَ الحقَّ، وعَرَفْتَ لهُ الحبَّ»
أنواع الأصدقاء
يعرض علينا الكاتب أربعة أنواع من الأصدقاء الزائفين لنحذرهم، ولا نعتد بصداقتهم:
النوع الأول: ذلك الشخص المُلازم لك ملازمة الشيطان يُوسوس بالشر، ويدعو إلى الخطأ، وخير لك أن تُخالفه وتُعاديه. والنوع الثاني: ذلك المُرافق الذي يتكلّف لك المودّة، ويُلاينُك متى وجد عندك خيْراً يقتنصه، أو فرصة ينتهزها، فهو كالذبابة تتهافت على العسل متى وجدته، فإن لم تجده طارت لتبحث عنه في موضع آخر
إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلفا ً **** فدعهُ ولا تكثر عليه تأسفا
ً ففي الناس إبدالٌ وفي الترك راحة ٌ ******** ولا كل من صافيتهُ لكَ قـد صفـا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ٌ **** فلا خيرَ في خل ٍ يجيءُ تكلـّفا
ولا خيرَ في خل ٍ يخونُ خليلهُ **** ويلقاه من بعـد المودّة بالجـفا .
والنوع الثالث: ذلك الشخص الذي يتظاهر لك بالحب، ولا يتحمّل تبعات الصداقة، ولا يُشارك في الشدائد، فنفسه غائبة عنك كأنها منفى جديد اضطررت للإقامة فيه دون أن تعرف عنه شيئاً، فلا أنس ولا راحة.
والنوع الرابع: ذلك الصاحب المتلوِّن كتلون جلدة الوجه، تحمرُّ في الصحة، وتصفر في المرض، فهو معك إن كنت في خير، وبعيد عنك إن كنت في شر
لا خيرَ في ودِّ امرىءٍ متـلوِّن ****** إذا الريح مالتْ،مالَ حيث تميلُ
وما اكثر الإخوانَ حين تعـدُّهم ****** ولكنهـــــــــم في النائباتِ قلـيلُ .
ثم يختم الكاتب هذه الفقرة بأن هؤلاء الأصدقاء الأربعة غير مخلصين لك، وغير حريصين على إسعادك، إذ لا يندمجون في مشكلاتك ليحملوا عنك عبئها، ولكن يقفون على الهامش، كأنهم علامات على ظهور المصائب لا إخوان يُشاركون في تحمُّلها، ويُحققون معنى الصداقة. يقول: «لا أُريدُ بالصديقِ ذلك القرين الذي يصحبُكَ كما يصْحبُك الشيطانُ، لا خيْرَ لكَ إلا في معاداته ومُخالَفته، ولا ذلك الرفيق الذي يتصنَّعُ لكَ ويُماسِحُكَ متى كان فيكَ طعْمُ العسلِ لأنَّ فيه روحَ ذبابة، ولا ذلك الحبيبَ الذي يكونُ لكَ في هَمِّ الحُبِّ كأنَّهُ وَطَنٌ جديدٌ، وقدْ نُفِيتَ إليْهِ نفْيَ المُبْعَدين، ولا ذلكَ الصَّاحبَ الذي يكونُ لكَ كجِلدةِ الوجْهِ تحمرُّ وتصْفرُّ، لأنَّ الصحةَ والمرضَ يتعاقبانِ عليْها. فكُلُّ أولئكَ الأصْدقاءِ لا تَراهُمْ أَبَداً إلاَّ على أطْرافِ مصائبِكَ، كأنَّهمْ هناكَ حُدودٌ تَعْرِفُ بها منْ أيْنَ تبْتدئُ المُصيبَةُ لا منْ أَيْنَ تبْتَدِئُ الصَّدَاقَةُ، ولكن الصَّديقَ هو الذي إذا حضَرَ رأيْتَ كيفَ تظْهَرُ لك نفْسُكَ لتتأمَّلَ فيها، وإذا غَابَ أحسَسْتَ أنَّ جُزْءاً منْكَ ليْسَ فيكَ، فسائرُكَ يحِنُّ إليْكَ. فإذا أصبْحَ من ماضِيكَ بعْدَ أنْ كانَ منْ حاضِرِكْ، وإذا تحوَّلَ عنْكَ ليصِلَكَ بغيِرِ المحْدودِ كما وصَلَكَ بالْمحدودِ، وإذا ماتَ .. يوْمئذٍ لا تقولُ: إنَّهُ ماتَ لكَ ميِّتٌ، بلْ ماتَ فيكَ ميِّتٌ، ذلك هو الصَّدِيقُ».
الصديق الحق
وقد وضع الكاتب في الفقر الأخيرة مقياساً للصداقة الحقة استقاءً من صداقته للشيخ أحمد الرافعي، فيقول: إن الصديق الحق ينبغي أن يكون بالنسبة إليك كالمرآة ترى نفسك فيه عند حضوره، فتسعد لوجوده، وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك غاب، لأنكما شيء واحد، وكل منكما يُكمل الآخر. فإذا مات وأصبح من ذكريات الماضي بعد أن كان من أركان الواقع، وغادر عالمك المحدود، ليصلك بالعالم العلوي الذي لا نهاية له ولا حدود، لا تحس أن شخصا عاديا مات، بل تحس أن جزءاً منك قد مات في أعماق نفسك، وهذا هو الصديق الحق.
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها **** صديقٌ صدوقٌ صادقَ الوعـد ِ منصفا

الجمعة، 23 أبريل 2010

كلمات مأثورة

لا تحاول أن تجعل ملابسك أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص مما ترتديه
وجود نظام فوضوي أفضل من عدم وجود نظام بالمرة...
لا تستطيع أن توقظ شخصًا يتظاهر بالنوم..
إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع السلطة في يده ثم أنظر كيف يتصرف...
الوفاء عملة نادرة و القلوب هي المصارف و قليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات
لو أنك لا تستطيع العض، فلا تظهر أسنانك..
لا تتوسل من أجل شئ لديك القدرة لكسبه دون توسل ..
لكى تكون عزيزا :لاتشتكى ...لاتبرر..لاتعتذر...لاتطلب من أحد

د عصام الدين محمد

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ......
..........ظمئت وأي الناس تصفو مشاربها -- المتنبى

التضخم يوفر لنا المساواة… فلأول مرة في التاريخ تباع الضروريات والكماليات بنفس السعر...روبرت أوربن
إذا تعلمت يوماً الانسحاب، فسوف تصبح عادة...فينس لومباردي
قبل الذهاب تأكد أنك تستطيع الرجوع...روجر آلن
لا أحد يمكنه إشعارك بالدونية بدون موافقتك...اليانور روزفلت
النصر والهزيمة يكلفان نفس الثمن…توماس جيفرسون

الشيء الوحيد الأسوأ من الكذاب هو الكذاب المنافق…تينيسي وليمز
يكون لدينا متسع من الوقت عندما نعرف كيف نستخدمه...بسمارك

الهم، الأفكار السوداء، الانتظار، تتعب الناس أكثر مما تتعبهم مواجهة المصاعب...عبد الرحمن منيف

الثلاثاء، 20 أبريل 2010


السيرة الطيبة
إنّ قضية حسن السيرة أو السمعة الطيبة مهمة ومصيرية في حياة الفرد والمجتمع ولها آثارها الخطيرة على الدعوة، لذا فمن الجدير بالإنسان المؤمن أن يدعو الله تعالى لينعم عليه بهذه الصفة

كيف تتحقق؟
1/حسن السريرة حسن السيرة إنما يتحقق بحسن السريرة. فإذا كان باطن المرء طيباً طاهراً كان ظاهره كذلك أيضاً. أي أن السريرة الطيبة تعكس على شخصية الفرد وتصرفاته سيرة طيبة، والعكس بالعكس، حتى أن الإنسان ليلمسها في نفسه ويراها رأي العين. فمن كانت سريرته طيبة لا تصدر عنه تصرّفات تنمّ عن الكبر والغضب والغلظة، سواء كان ذلك من خلال العين أو اللسان أو سائر جوارحه، حين تعامله مع أسرته، أو ما يحيط به من أفراد المجتمع على مختلف أطيافهم وأصنافهم
قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾
وكان هذا دأبه و ديدنه طيلة حياته صلى الله عليه و سلم ، و لذلك لم يستطع المشركون في بداية الدعوة أن يتهموه بالكذب ، بل قالوا : شاعر .. ساحر .. مجنون .. و لم يصدقهم الناس ، و عندما فقدوا صوابهم و أعيتهم الحيل صرخوا : كذاب .. و لكن هيهات أن يصدقهم الناس !
و روى الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم ، المدينة انجفل الناس إليه ، و قيل : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ،قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فجئت في الناس لأنظر إليه ، فلما استثبتُّ وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، و كان أول شيء تكلم به أن قال : " أيها الناس ! أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و صلوا و الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " . لقد سرى صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، من القلب إلى اللسان .. إلى الجوارح و تجلى على محيا وجهه الكريم .. فكل من نظر إلى طلعته و إشراقها و صفائها قرأ فيها الصدق و عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب !

2 قراءة القرآن والعمل به
جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله r قال – واللفظ لأبي داود - : ]مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأتْرُجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إما أن يعطيك وإما أن تجد منه ريحا طيبة ومثل الجليس السوء كمثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن يصيبك من دخانه [
العامل بهذا القرآن له أجر عظيم , القارئ له , رائحته طيبة سمعته طيبة , شبهه النبي في طيب سمعته واشتهار خبره وانتشار الخير عنه برائحة الأترجة , فإن لها رائحة نفاتة طيبة زاكية , يشمها الناس قبل أن يطعموها , وذلك صاحب القرآن الذي يقرؤه ويقوم به ويدعو إليه ويعمل بما دل عليه حلا وحضرا وباطنه طيب لإيمانه بهذا الكتاب حقيقة , عَمَل مع العلم , يعلم ويعمل , فالعلم هو الهدى والنور والعمل ثمرته ]من يرد الله به خيرا يفقه في الدين[ ويقول r : ]رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه[, فالشاهد إذا اقتربت من صاحب السمعة الطيبة ؛ صاحب القرآن , وجدته حلو الباطن , كما بلغك رائحته الطيبة , تذوق إذا عاشرته و خاللته وداخلته , آكلته وشاربته , جالسته , سافرت معه , تجد منه الأخلاق الطيبة فتجد باطنه وظاهره سواء , مخبره ومظهره سواء , لا يختلف هذا عن هذا , فالباطن حلو والرائحة طيبة
. وأما المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ؛ فهذا باطنه حلو لما فيه من الإيمان الذي وقر في قلبه وبعثه على العمل تصديق بهذا النبي وبما جاء به من الهدى والعلم والخير , كلما سمع شيئا عمل به , بما دل عليه الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة عن رسول الله , فهو وإن لم يكن من أهل القرآن لكنك إذا دخلت معه ما تجد حلاوته إلا إذا ذقته , والمذاق هنا بالمداخلة , بالمعاشرة , تجده طيب الباطن على دين وصدق واستقامة وإيمان وعدم غِلًّ وغش للمسلمين فهو ناصح بقدر ما يستطيع , قائم بأوامر الله على قدر ما يستطيع , لا تجد عنده التلون في دين الله جل وعلا , فهذا طاب باطنه , ولكن الباطن مثل التمرة لا تعرفه إلا إذا ذقته , فهكذا المؤمن الذي لا يكون عنده شيء من العلم بكتاب الله I , ولكنه على الاستقامة على دين الله , مخبره حلو . والثالث: المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة والريحان نعرفه جميعا ...طيب الرائحة , رائحته إذا هب الهواء أو جاء المطر أو قطفت ووضعت في مكان بارد ندي انتشرت ولكن إذا جئت تختبره تذوق , وإذا باطنها مر , فهكذا الذي يتصنع – عافانا الله وإياكم – يتصنع للناس ظاهرا ويتظاهر بالاستقامة على أمر الله ورسوله والعمل بهذا الكتاب في الظاهر وهو في الحقيقة في الباطن معرض عن أوامر الله Iوأوامر رسوله r, معرض عما دل عليه الكتاب وعما دعا إليه هذا الكتاب وعما هدى إليه هذا الكتاب حلا وحظرا , تجده مر وذلك لأن الإيمان لم يقر في قلبه ولم يتمكن , فهؤلاء إذا ما داخلتهم كشفت حقيقتهم , وجدتها حقيقة خبيثة مرة , مرة الطعم وهذه تكشف بالمخاللة وتكشف بالمصاحبة , فنسأل الله جل وعلا أن يعافينا وإياكم ممن هذه حاله
والرابع : المنافق كما عند الشيخين الذي لا يقرأ القرآن , لا قراءة ولا عمل مثله كمثل الحنظلة ؛ لا ريح لها وهي خبيثة إذا ما جئتها , فكما أنك لا تسمع عنها بشيء لا تشم لها رائحة , فهذا لا ترى له عمل لا تسمع له قراءة للقرآن , لأن الله جل وعلا قد أخبر عن المنافقين أنهم يراؤون : ]و َإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ( 142 ) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء ...[[2] نسأل الله العافية والسلامة , لا هم إلى أهل الإيمان و لا هم إلى أهل الكفر الظاهر , فهؤلاء يُعْرَفُون بالمعاشرة يكشفون بالمداخلة , ويصطدم فيهم المرء بالحقيقة المرة , فالذي لا يشاع عنه العمل الصالح ظاهرا و لا يُسَنُّ منه العمل الصالح ظاهرا , ولا تبلغ أخباره في القيام بهذا الدين ظاهرا هذا هو المنافق الذي لا ريح طيبة عنده و لا طعم طيب عنده , فلهذا شبهه النبي r بالحنظلة , والحنظل نعرفه جميعا ؛ المرار إذا أكلته الدواب تشققت شفاهها ومشافرها لشدة مرارته و لا رائحة له , فلا رائحة تحب فيه ويهتدى بها إليه , ولا طعم إذا ما كشفت عنه يحببك فيه , فهو سيء المخبر و المظهر عافانا الله وإياكم من ذلك
3/حب الله للعبد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادى في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض متفق عليه وفي رواية لمسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض
4 حسن الخلق الخلق الحسن صفة من صفات الأنبياء والصديقين قال الله تعالى لنبيه وحبيبه مثنياً عليه ومظهراً نعمته لديه " وإنك لعلى خلق عظيم " وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن الخلق فتلا قوله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " ثم قال صلى الله عليه وسلم " هو أن تصل قطعك وتعطي من حرمك وتعفو ظلمك وقال صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وقال صلى الله عليه وسلم " أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
أوصني فقال " اتق الله حيثما كنت " قال زدني قال " أتبع السيئة تمحها " قال زدني قال " خالق الناس بخلق حسن"
كان رسول الأسلام بين أصحابه مثلا أعلى للخلق الذى يدعو اليه، فهو يغرس بين أصحابه هذا الخلق السامى، بسيرته العاطره، قبل أن يغرسه بما يقول من حكم و عظات.
قالت خديجة رضى الله عنها والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائبوعن عبد الله بن عمرو قال :إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن فاحشا و لا متفحشا، و كان يقول (( خياركم أحاسنكم أخلاقا )) .و عن أنس قال : خدمت النبى صلى الله عليه و سلم عشر سنين. و الله ما قال لى : أف قط، و لا قال لشئ : لم فعلت كذا؟ و هلا فعلت كذا ؟و عنه: إن الأمة كانت لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنطلق به حيث شائت، و كان إذا أستقبله فصافحه، لا ينزع يده من يده، حتى يكون الرجل ينزع يده، و لا يصرف وجهه عن وجهه، حتى يكون الرجل هو الذى يصرفه، و لم ير مقدما ركبتيه بين يدى جليس له - يعنى أنه يتحفظ مع جلسائه فلا يتكبر- .و عن عائشه رضى الله عنها قالت: ((ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، و ما أنتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه فى شئ قط ، الا أن تنتهك حرمه الله فينتقم، وما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، الا أن يجاهد فى سبيل الله تعالى .وعن عائشه رضى الله عنها: ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله، ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال : لبيك.و عن أنس: كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و عليه برده غليظه الحاشية ، فأدركه أعرابيا فجذبه جذبه شديدة، حت نظرت الى صفحه عاتق رسول الله، و قد أثرت بهل حاشيه البرد من شده جذبته، ثم قال : يا محمد مر لى من مال الله الذى عندك ! فألتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ضحك، و أمر له بعطاء .
وجمع بعضهم علامات حسن الخلق فقال: هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان قليل الكلام كثير العمل قليل الزلل قليل الفضول براً وصولاً وقوراً صبوراً شكوراً رضياً حكيماً رفيقاً عفيفاً شفيقاً لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً بشاشاً هشاشاً يحب في الله ويبغض في الله ويرضى في الله وسئل عليه السلام: أي الأعمال أفضل قال " خلق حسن "
/ / وأن الأخلاق السيئة سموم قاتلة، تنخرط بصاحبها في سلك الشيطان، وأمراض تفوت جاه الأبد، فينبغي أن تعرف العلل ثم التشمير في معالجتها قال الفضيل: قيل لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها قال " لا خير فيها هي من أهل النار
4/مصاحبة أهل الخير، فإن الطبع لص يسرق الخير والشر.قلت: ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة
5البعد عن المعاصى (إن للسيئةلظلمةفى الوجه وضيقا في الرزق ووهنافي البدن وبغضا فى قلوب الخلق)
6الاحسان فى العمل
7الزهد في ما في أيدى الناس:ورد فى الحديث(ازهد فى الدنيا يحبك الله وازهد فيماعند الناس يحبك الناس)
8السماحة فى البيع والشراء
9الحرص على خدمة الناس وقضاء حوائجهم
10احترام الآداب العامه:لايليق بالمسلم أن يرتكب مايعد خرقا لقواعد المروءةكالنظافه العامة واشارات المرور و……

…أهمية السيرة الطيبة
1 عاجل بشرى المؤمن: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)مريم96
قال المناوى في فتح القدير"أى يحدث له فى القلب مودة ويزرع له فيها مهابه فتحبه القلوب وترضى عنه النفوس من غير تودد منه ولا تعرض للأسباب التى تكتسب لها مودات القلوب من قرابة أوصداقةأواصطناع"
2 - تبعث فى نفس المؤمن السكينة وفي قلبه الطمأنينة وهو يدعو الى الله
يقول الشهيد سيد قطب فى تفسير سورة يوسف
(الدرس يبدأ بآخر فقرة في المشهد السابق مشهد الملك يستجوب النسوة اللاتي قطعن أيديهن كما رغب إليه يوسف أن يفعل تمحيصا لتلك المكايد التي أدخلته السجن وإعلانا لبراءته على الملأ قبل أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته ; وهو يبدؤها واثقا مطمئنا في نفسه سكينة وفي قلبه طمأنينة وقد أحس أنها ستكون مرحلة ظهور في حياة الدولة وفي حياة الدعوة كذلك فيحسن أن يبدأها وكل ما حوله واضح ولا شيء من غبار الماضي يلاحقه وهو بريء)
3 إشاعة الاخلاق الحميدة والسلوكيات القويمة فى المجتمع بالاسوةالحسنة، فالرجل السئ لايترك فى نفوس من حوله اثرا طيبا.و إنما يتوقع الأثر الطيب ممن تمتد العيون الى شخصه، فيروعها أدبه و تقتبس- بالأعجاب المحض من خلاله، و تمشى بالمحبه الخالصه من أثاره.بل لابد- ليحصل التابع على قدر كبير من الفضل- أن يكون فى متبعه قدر أكبر و قسط أجل..و قد كان رسول الأسلام بين أصحبه مثلا أعلى للخلق الذى يدعو اليه، فهو يغرس بين أصحابه هذا الخلق السامى، بسيرته العاطره،قبل أن يغرسه بما يقول من حكم و عظات.

.آثارها على الدعوة
1 تفتح قلوب الناس
2تيسر للداعية القيام بواجب الدعوة نحن نحتاج إلى نمط من الدعاة آثروا الصدق في أقوالهم و أفعالهم حتى أصبح الصدق سجية تجري في عروقهم ، و تطل من طلعات وجوههم ، فإذا رآهم الناس قالوا : هذه ليست بوجوه كذابين !
كما نحن بحاجة إلى دعاة يتجملون بالخلق الكريم ، و يتأبون على الإثارة الاستفزاز فيحتفظون بهدوئهم و اعتدال منطقهم في سائر الأحوال حتى إذا أبصر الناس منهم هذا هتفوا : هذه أخلاق أنبياء !
· إن صدقنا في حمل دعوتنا هو الذي يجعل الناس يتقبلون ديننا ، و ليس يليق بنا أن نكون كالممثل على المسرح ، يظهر للناس بهيئة خلاف حقيقته ، فمثل هذا سرعان ما ينكشف أمره ، و يعرض الناس عنه .
نقل عن بعض السلف أنه كان إذا وعظ أبكى الناس ، حتى تختلط الأصوات و يعلو النحيب ، و قد يتكلم في المجلس من هو أغزر منه علما ، و أجود منه عبارة ، فلا تتحرك القلوب و لا يبكي أحد !
فسأله ابنه يوما عن هذا ، فقال : يا بني لا تستوي النائحة الثكلى و النائحة المستأجرة !
إذن فالوسيلة الأولى لنجاح الداعية هي : صدقه في حمل دعوته ، و جديته في ذلك ، و أن يكون الصدق في الأقوال و الأعمال منهجه و شعاره . ليس المهم هو الكلمات المنمقة المعسولة - و إن كانت مطلوبة - ، إنما الأهم من ذلك الصدق ، و أن يكون منسجما مع نفسه وحاله ، و أن يكون حديثه عن معاناة
3 تثير تعاطف الناس للداعية وتفاعلهم معه أثناء المحن والشدائد

نماذج السيرة الطيبة
1 الرسول الكريم
2عمربن عبد العزيز: إنه من جعل كبيرَ المسلمين له أبًا، وأوسطهم أخًا وأصغرهم ولدًا، فوقّر أباه، وأكرم أخاه وعطف على ولده، إنه القِيَم والأخلاق والمثل، وما أجمل وأروع أن نرى المثل رجالا، والأخلاق واقعًا ملموسًا، إنه من العادلين إن ذكر العدل، إنه الخائف من الله إن ذكر الخائفون، إنه من حيزت له الدنيا بين يديه فتولى الخلافة فلم يصلح بينه وبين الله أحد من خلقه فخاف الله وما تكبر وما تجبر وما ظلم، خشي الله فعدل، خشي الله فأمن، خشي الله فرضي انه من أشدالحكام المسلمين بغضاإلي النصارى والعلمانين لأنه أعجزهم بعدله وحيرهم بحلمه وأذهلهم بسيرته الطيبه فدخل الناس في عهده في دين الله أفواجا رغم أن عهده كان أقل العهود في الفتوحات العسكرية وسنذكر موقف واحد من مواقفه: يرويها الطبري عن الطفيل بن مرداس ، يقول : إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة كتب إلى سليمان بن أبي السري واليه على الصغد كتاباً قال فيه : اتخذْ في بلادك فنادقَ لاستضافة المسلمين ، فإذا مرَّ بها أحد منهم فاستضيفوه يوماً وليلة ، مجاناً ، وأصلحوا شأنه ، وتعهدوا دوابه ، فإذا كان يشكو نصباً ، السبب أنه في عهد هذا الخليفة العظيم جمعت أموال الزكاة ، وكأن الفقر قد انتهى ، لذلك لم يجد هذا الخليفة مصرفاً للزكاة ، فبدا له أن يفيَ عن الغارمين دَيْنَهم ، ثم أمر بهذه المرافق الحيوية كي تكون في خدمة المسلمين ، فإذا كان يشكو نصباً فاستضيفوه يومين وليلتين ، وواسوه ، فإذا كان منقطعاً لا مؤنة عنده ، ولا دابة تحمله ، فأعطوه ما يسدّ حاجته ، وأوصلوه إلى بلده ، فصدع الوالي بأمر أمير المؤمنين ، وأقام الفنادق التي أمره بإعدادها ، فَسَرَتْ أخبارُها في كل مكان ، وطفِق الناسُ في مشارق البلاد الإسلامية ومغاربها يتحدثون عنها ، ويشيدون بعدل الخليفة وتقواه.
فما كان من وجوه أهل سمرقند - هذه البلاد الآن تابعة للجمهوريات الإسلامية التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي - فما كان من وجوه أهل سمرقند إلا أن وفدوا على واليها ، سليمان بن أبي السري ، وقالوا : - الآن دققوا - إن سلفك قتيبة بن مسلم الباهلي قد دهم بلادنا ، من غير إنذار ، ولم يسلك في حربنا ما تسلكونه معشر المسلمين ، فقد عرفنا أنكم تدعون أعداءكم إلى الدخول في الإسلام ، فإن أبوا دعوتموهم إلى دفع الجزية ، فإن أبوا أعلنتم عليهم القتال ، هؤلاء أهل سمرقند بَلَغهم أن هذه هي الطريقة الشرعية لفتح البلاد ، أمّا هم فلم يُعرَض عليهم الإسلام ، ولم يُدعَوا إلى دفع الجزية ، بل حوربوا مباشرة ، فاشتكوا إلى الوالي الذي كان عليهم ، اشتكوا سلفه الذي داهم بلادهم ، وهو قتيبة بن مسلم الباهلي ، يقولون : وإنا قد رأينا من عدل خليفتكم وتقواه ما أغرانا بشكوى جيشكم إليه ، فقدَّم أهل سمرقند شكوى ، والاستنصار بكم على ما أنزله بنا قائد من قوادكم ، فأْذَنْ أيها الأمير لوفد منا بأن يَفِد على خليفتكم ، وأن يرفع ظلامتنا إليه ، اسمح لنا أن نرسل وفدًا إلى دمشق نرفع ظلامتنا على قتيبة بن مسلم الباهلي الذي داهمنا ، ولم يسلك الطريقة التي شرعها نبيُّكم ، فإذا كان لنا حق أعطيناه ، وإن لم يكن لنا حق عدنا من حيث ذهبنا ، فأذن سليمان لوفد منهم بالقدوم على الخلفية في دمشق ، فلما صاروا في دار الخلافة ، رفعوا أمرهم إلى خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز ، فكتب الخليفةُ كتاباً إلى واليه سليمان بن أبي السري ، يقول فيه : أما بعد ؛ فإذا جاءك كتابي هذا فأجلِسْ إلى أهل سمرقند قاضياً ينظر في شكواهم ، يكفي قاضٍ من عندك ، فإن قضى لهم ، فأمر جيش المسلمين بأنْ يغادر مدينتهم ، وادعُ المسلمين المقيمين بينهم إلى النزوح عنهم ، وعودوا كما كنتم ، ويعودون كانوا قبل أن يدخل ديارهم قتيبةُ بن مسلم الباهلي .
بلدة فتحت عن طريق الحرب ، ويعلم أهلها أن هذا الفتح فيه خلل شرعي ، يذهب وفدٌ منهم إلى خليفة المسلمين ، وبكل بساطة يقول للوالي عليهم : أَجلِسْ إليهم قاضياً يحكم بينهم وبين طريقة فتح بلادهم ، فإن كانوا على حق فأْمر جيشك أن يخرج من بلدتهم ، وأْمر المسلمين المقيمين بأن ينزحوا عنهم ، وعودوا كما كنتم قبل فتح البلدة ، تلك التي فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي ، وهناك تفصيلات أدق من ذلك ، لقد أعطاهم كتاباً على شكل قصاصة صغيرة ، فما صدقوه ، هل هذا معقول ؟! جيش بكامله ينسحب بهذه القصاصة أو بهذه الكلمة !! .
فلما قدم الوُفد على سليمان بن أبي السري ، ودفع إليه كتاب أمير المؤمنين ، بادر ، أَجْلَسَ إليهم قاضي القضاة جميع بن حاضر الناجي قاضي القضاة ، أعلى قاض ، فنظر في شكواهم ، واستقصى أخبارهم ، واستمع إلى شهادة طائفة من جند المسلمين وقادتهم ، فاستبان له صحة دعواهم ، وقضى لهم عند ذلك ، الآن صدر قرار مِن قاضٍ مسلم يحكم على جيش إسلامي بالخروج من سمرقند ، لأن فتحها لم يكن شرعياً ، عند ذلك أمر الوالي جندَ المسلمين أن يُخلُوا لهم ديارهم ، وأن يعودوا إلى معسكراتهم ، وأن ينابذوهم كرّة أخرى ، فإما أن يدخلوا بلادهم صلحاً بالجزية ، وإما أن يظفروا بها حرباً ، وإما ألاّ يكتب لهم الفتح لو انهزموا ، لم يصدَّقْ أهل سمرقند لما جرى ، فما سمع وجوه القوم حكمَ قاضي القضاة لهم ، حتى قال بعضهم لبعض : وَيْحَكُم ، لقد خالطتُم هؤلاء القوم ، وأقمتم معهم ، ورأيتموهم من سيرتهم ، وعدلهم ، وصدقهم ما رأيتم فاسْتَبْقوهم عندكم ، وطِيبُوا بمعاشرتهم نفساً ، وقرُّوا بصحبتهم عيناً .
3العز بن عبد السلام:قال عنه المؤرخون شيخ كان يهابه الملوك ويطيعه الشعب ويذلّ أمامه الجبّارون، شيخ كان له الموقف الذي أنقذ الله به الحضارة وحوّل مجرى التاريخ.
4التجار المسلمون الذين فتحواأفريقيا واندونيسيا بأخلاقهم وسمعتهم الطيبة فكان هؤلاء التجار من غير المحترفين للدعوة أصلا، ولكنهم اجتذبوا الناس أينما حلوا إلى دينهم بالمثل الطيب والقدوة الحسنة. فكان التاجر المسلم مثالا للصدق والأمانة وسط البيئات التي تجول فيها للتجارة، وعضوا فعالا في رفاهية تلك البيئات وأهلها. وصار بهذا الخلق مثلا أعلى للداعية الإسلامي، وملجأ للناس يجدون عنده ما يهديهم إلى الدين الإسلامي وتعاليمه.


الخميس، 8 أبريل 2010

فى الذكرى الأليمة لمذبحة بحر البقر

فى الذكرى الأليمة لمذبحة بحر البقر التى قام بها الكيان الصهيونى عام 1970
وتوافقا مع مذبحة غزة عام 2009
نهدى إلى قراء المدونة هذا الفيلم الوثائقى تحت عنوان ( الدرس إنتهى )
ويكن تحميله من هذا الرابط

السبت، 3 أبريل 2010

العفة


حقيقة العفة لغة واصطلاحا :
العفة لغة : الابتعاد عن الشيء والكف عنه
أو الكف عما لا يحل - شرعا - ولا يجمل - أي لا يستحسن من الناس –
أو الاستعفاف هو التنزه عن الشيء .
واصطلاحا : « حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة عليها فتكف عن محارم الله قولا كان أو فعلا »
وهي حفظ النفس عما يقبح وعما يشين كرامتها
أو بالتفصيل
1- الكف عن المحارم وخوارم المروءة
.2-حفظها عن سؤال الناس أعفاف لها من الوقوع في المذلة.
3- حفظها عن الوقوع في الفواحش
في مقابل العفة الدناءة
طبيعة النفس البشرية (أنها لو تركت لهواها لا تشبع ) فالعفة هي اقتصار علي القليل الكافي هي أمر فيه نوع من التربية والتهذيب للنفس فإذن العفة تهذب النفس التي في أصل طبيعتها نهم وشغف لا ينتهي مطلقا


دليل مشروعية العفة من القرآن الكريم
{ َلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ الْبِغَاء وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (33) سورة النــور
{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (60) سورة النــور
{ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} (6) سورة النساء
{ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (273) سورة البقرة

من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في العفة والعفاف
1. " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة في طُعمة " [ رواه أحمد ] .
2. " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " [ رواه مسلم ]
3. " بروا آباكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم " [ رواه الطبراني بإسناد حسن ] .
4. " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف " [ رواه الترمذي ] .
5. " عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة : شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله
ونصح لموالية " [ رواه الترمذي ]
6. " من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة " [ رواه بن ماجة ] .
7. " قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه " [ رواه مسلم ] . (3)
" من يسعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله "متفق عليه
8 - روى الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا { عفوا تعف نساؤكم . وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم }

ب) انواع العفة :
أنواعها: تتنوع إلى:
1 - العفة عن المأثم او عفة النفس: وتحصل بتزكية النفس وتربيتها على الفضائل "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها". ,. قال تعالى « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى 14وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى15 » سورة الأعلى
وتتمثل فى
1-تجنب الظلم والخيانة والغيبة والنميمة.
2-التنزه عن الطمع.
3-التنزه عن مواقف الريبة.
4-صيانة النفس بالعمل وطلب الحلال

2 - العفة عن المحارم أو عفة الجوارح:
عفة الجوارح:"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، فجوارح الإنسان أمانة عنده، وجب تسخيرها في طاعة الله ومرضاته: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووقايتها من الموبقات
1-عفة السمع
2-عفة البصر
3-عفة اللسان
4-عفة اليد
5-عفة الفرج
6-عفة البطن

مظاهر العفة وتجلياتها بأنواعها المختلفة:

* الحياء
، القناعة
* الصدق وتجنب الغش
*الورع فى الكسب الحلال وتجنب الشبهات..
كان عمر الفاروق - رضي الله عنه - يقول : ( كنا ندع تسعة اعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام ) وحتى تكون من المتقين عليك ان تدع مما لا بأس به خوفا من الوقوع بما فيه بأس فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع مما لا بأس به مخافة ما به بأس ) ويقول ابو الدرداء ان من تمام التقوى ان يتقي العبد في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى انه حلال خشية أن يكون حراما حتى يكون حجابا بينه وبين النار
* صون كرامة الفرد والأسرة والمجتمع .
* تجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن وعدم الانسياق وراء الغرائز والشهوات
*التعفف عن كل ما وهب الله الآخرين
ومن العفة عفة الإنسان عن النظر والتطلع إلى ما لدى غيره من متع الحياة الدنيا ، من مختلف الأصناف ، وفي ذلك يقول الله لرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) في سورة (طه):
{ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ،ورزق ربك خير وأبقى (131).
وخطاب الرسول في مثل هذا خطاب لكل مؤمن برسالته .
وفي قوله تعالى :(( ولا تمدن عينيك )) أمر بالعفة . ونهى عن مجانبة سبيلها . (( أزواجا )) أي أصنافا مختلفة من زهرة الحياة الدنيا ، فيدخل فيها كل ما تمتد إليه مطامع الناس : ( مال
– سلطان – حدائق وبساتين – خيل مسومة وأنعام – قصور ومساكن طيبة – زوجات حسان – جاه عريض – قوة وجمال – أولاد وذرية ) إلى غير ذلك من أصناف مختلفات . (1)
*تعفف الفقراء عن المسألة
وتكون العفة في مجالات مغريات النفس المالية وقد أثنى الله تعالى على الفقراء المتعففين عن المسألة ، وأوصى بالبحث عنهم وتعهدهم بالعطاء.فقال تعالى في سورة (البقرة):
{وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله ، وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (272) للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض ، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ، تعرفهم بسيماهم ، لا يسألون الناس إاحافا ، وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم (273).(1
*العفة عن أموال الغير: المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق. وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- أحدُ وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة. ولما انتهى الوزير من ذلك، أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة، فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ المصباح، وأوقد مصباحًا غيره، فتعجب الوزير وقال: يا أمير المؤمنين، إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ ذلك؟ فقال عمر: المصباح الذي أطفأتُه يُوقَدُ بزيتٍ من مال المسلمين.. بحثنا أمور الدولة على ضوئه، فلما انتقلنا إلى أمورنا الخاصة أطفأتُه، وأوقدتُ مصباحًا يوقد بزيتٍ من مالي الخاص. وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز المثل الأعلى في التعفف عن أموال الدولة مهما كانت صغيرة.
كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله -عز وجل-، يقول تعالى: {ومن كان غنيًا فليستعفف} [النساء: 6].
وقد ضرب لنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مثلا رائعًا في العفة عن أموال الغير حينما هاجر إلى المدينة المنورة، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع -رضي الله عنه-، قال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسَمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجْها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك. أين سوقكم؟ فدلُّوه على سوق بني قَيْنُقاع) [البخاري]. وذهب إلى السوق ليتاجر، ويكسب من عمل يديه.
* التنزه عن مواضع الريب
عن ابي حميد الساعدي قال:
(استعمل رسول الله –ص-رجلا“ من الازد على صدقات بني سليم يدعى ابن الاتبية فلما جاء حاسبه قال:هذا مالكم وهذا هدية،فقال رسول الله –ص-فهلا جلست في بيت ابيك وامك حتى تأتيك هديتك كنت صادقا“تم خطبنا فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فأني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية اهديت لي افلا جلس في بيت ابيه وامه حتى تأتيه هديته ان كان صادقا“ والله لايأخذ احد منكم منها شيئا“ بغير حقه الا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة فلأعرفن احدا“ منكم لقي الله يحمل بعيرا“له رغاء او بقرة لها خوار او شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رئي بياض ابطيه ثم قال اللهم هل بلغت بصر عيني وسمع اذني(
صنف نوع العفة في الحديث السابق ؟ العفة عن المأثم –الطمع-
ماذا نتعلم من الحديث الشريف؟
1- عفة النفس وعما في ايدي الناس . 2-كبر النفس وعلو الهمة.

* العفة عن السلطان والجاه موقف ابى حنيفة مع المنصور
*عفة المأكل والمشرب: المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، لأن من وضع لقمة حرامًا في فمه لا يتقبل الله منه عبادة أربعين يومًا، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أمسى كالا (متعبًا) من عمل يديه أمسى مغفورًا له) [الطبراني]. وذلك لأن في الكسب الحلال عزة وشرفًا، وفي الحرام الذل والهوان والنار. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو (يزيد أو ينمو) لحم نبت من سُحْتٍ (مال حرام) إلا كانت النار أولى به) [الترمذي].
*عفة اللسان: المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله -تعالى- يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24]. ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10].
ويأمرنا الله -سبحانه- أن نقول الخير دائمًا، فيقول تعالى:{وقولوا للناس حسنًا حٍسًنْا} [البقرة: 83]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يكون المؤمن لعَّانًا) [الترمذي]. ويقول: (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي].
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق في الحديث، ونهانا عن الكذب، فقال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكْتَبَ عند الله صديقًا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا) [متفق عليه].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) [متفق عليه]. والمسلم لا يتحدث فيما لا يُعنيه. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يُعنيه) [الترمذي وابن ماجه].
العفة عن سؤال الناس:
المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعففْ يُعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) [متفق عليه].
*عفة الجوارح: المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 33].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة، حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أداء حقوق الزوجية) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء (وقاية). [متفق عليه].
*عفة الجسد: المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر عورته وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59].
وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} [النـور: 30]. وقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 31]. وقال سبحانه: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} [الإسراء: 36].
وفي الحديث القدسي: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلتُه إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) [الطبراني والحاكم].
وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة (وهي النظرة التي لا يقصدها الإنسان ولا يتعمدها)، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) [أبو داود].

نماذج الاستعفاف
العفة في البيت النبوي
1." إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ، ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون من صدقة فألقيها " [ رواه البخاري ] .
2. أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كخ كخ ، ارم بها ، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة " [ رواه البخاري ] .
3. مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال " لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها " [ رواه البخاري ]
4 - حديث ابن ام مكتوم افعمياوان انتما
نماذج اخرى
ــ1 سيدنا يوسف عليه السلام .
2- رجل ابنة عمة في حديث المغارة .
3-عمربن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم
حين انتصر المسلمون واتوا بتاج كسري, إلي عمر رضي الله عنه قال: ان الذين ادوا هذا لأمناء.
فقال له علي رضوان الله عليه:
(إن القوم رأوك عففت فعفوا, ولو رتعت لرتعوا).
4-الشاب الصالح الذي كان يحبه عمر لصلاحه
ذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهي تتعلق بشاب صالح كان عمر ينظر إليه ويعجب به ، ويفرح بصلاحه وتقواه ويتفقده إذا غاب ، فرأته امرأة شابة حسناء ، فهويته وتعلقت به ، وطلبت السبيل إليه ، فاحتالت لها عجوز وقالت لها : " أنا آتيك به " ، ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له : " إني إمرأة عجوز ، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها ، فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر " - وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر - ، فذهب معها ، ولما دخل البيت لم يرى شاة ، فقالت له العجوز : " الآن آتيك بها " ، فظهرت له المرأة الحسناء ، فراودته عن نفسه فاستعصم عنها ، وابتعد منها ولزم محراباً يذكر الله عز وجل ، فتعرضت له مرارا فلم تقدر ، ولما آيست منه دعت وصاحت ، وقالت : " إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي " ، فتوافد الناس إليه فضربوه ، فتفقده عمر في اليوم التالي ، فأُتي به إليه وهو موثوق ، فقال عمر : " اللهم لا تخلف ظني فيه " ، فقال للفتى : " أصدقني الخبر " ، فقص عليه القصة ، فأرسل عمر إلى جيران الفتاة ، ودعى بالعجائز من حولها ، حتى عرف الغلام تلك العجوز ، فرفع عمر درّته وقال : " أصدقيني الخبر" ، فصدقته لأول وهلة ، فقال عمر : " الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف ".
5–عبد الرحمن ابن عوف عند الهجرة الى المدينة

مخاطر عدم العفة
1- المخاطر الايمانية : سلب التكريم-الضلال-رفع الايمان من القلوب-رفع الحفظ الرباني-سقوط منزلة الانسان عند ربه.
2-المخاطر الاجتماعية: فقد الانسانية-عندما يقبل الافراد الفساد يبدأ النسيج الاخلاقي
المجتمعي في الانهيار-تتصدع قيم الحياة السوية -تظهر العادات السيئة والممارسات الجماعية اللاأخلاقية- يضيع الامن على الاعراض والاموال وتنتشر جرائم الفساد والتعدي على حقوق الاخرين
3- المخاطر النفسية:تتزايد معدلات القلق والاضطراب و الانتحار- ذبول مشاعر الغيرة والعرض والشرف والحياء والرجولة بين افراد الجماعة - يزرع الشك المتبادل بين جميع فئات المجتمع – شيوع الجرائم اللاخلاقية لأسباب نفسية.
4-المخاطر المرضية:( مافعل قوم فاحشة الا سلط الله عليهم الاوجاع التي لم تكن في اسلافهم)

عوامل تحقيق العفة
أولا: على مستوى الفرد
1 - التوجيه الايماني الذي يربط بين السلوك والعقيدة بحيث يكون الانسان قادرا“ على التعفف ومجاهدة نفسه من الوقوع في الفساد .
الهدف من التوجيه الايماني : اتقاء لغضب الله وسعيا“ الى رضاه
وتحقيق الإيمان الذي يُنشىء مملكة الضمير في نفس المؤمن فيستحضر الخوف والحياء وتذكّر الآخرة واستشعار عظمة الله ويكون باعثا على قمع الشهوة في النفس ودرءها عن تجاوز الحد " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي "

2 - توعية الجيل المسلم بتعزيز المنافع والمصالح التي تنشئ العفة والتزام أمر الله عز وجل في الحياة اليومية ، مع بيان الآثار السلبية النفسية والاجتماعية والعقلية والروحية للنشء لكل من سلك طريقا غير طريق العفة " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " .
3 - التقرب
إلى الله سبحانه بالنوافل بعد الحرص العظيم على الالتزام بالواجبات والوقوف الجازم عند الحدود والفرائض " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..الحديث "( رواه البخاري)
4 -
البعد كل البعد عن كل طريق يحول بين القلب وبين الله تعالى وذلك لا يتحقق ولا يكون إلا بالبعد عن أنواع السيئات وألوان المحرمات وصور الموبقات ، فالقلوب إذا فسدت فلن تجد فائدة فيما يصلحها من شؤون دنياها ولن تجد نفعا أو كسبا في أخراها "يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم " .
5 -
المجاهده و تقويه الاراده-و تربية النفس بالصوم فإنه مما يعين على زكاة القلب ، وطهارة النفس ، وبه تنحصر وتضييق مجاري الشيطان " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء

ثانيا“: القواعد التشريعية التي وضعها الاسلام لتنظيم السلوك الانساني
التزام ادب الاستئذان و الاستئناس - الحجاب – تجنب الإختلاط – حرمة المال العام – تحريم الرشوة – الزكاة للمساكين والمحرومين – رعاية اليتامى والمحتاجين -........

ثالثا“:البيئة الاجتماعية المستقيمة: :-( الصحبه الصالحه-محاربه الفساد المالي و الاخلاقي)
1- تحقق التقوى
2-تسود العفة والتطهر والنظافة
3-يتشكل نوع من الضمير العام الذي يمارس الرقابة العفوية دون فضح او تشهير او
تجاوز للامن.او فرض قوانين وعقوبات

منهج الاستعفاف
1-التربية الروحية(مراقبة الله-الصيام-المداومة علي ذكر الله-المواظبة علي النوافل-تذكر الموت وزيارة المقابر (.
2- التربية الأخلاقية(الصبر-الخوف من سوء العاقبة –اطمع بثواب الله-حب الحق وكره الظلم- الحياء –علو الهمة والترفع عن الرذائل(
3- ألتربية الفكرية(غرس المفاهيم والموازين الشرعية ذات العلاقة بالاستعفاف-العلم بالأحكام الشرعية-التعرف علي أسباب الانحراف ووسائل العلاج ومنهج التربية الإسلامية-معرفة دور الذين يحبون إشاعة الفاحشة والتصدي لمكائدهم

القواعد الوقائية لمنهج الاستعفاف
-1اتخاذ الإسلام منهج حياة
2- ملء الفراغ بما ينفع
3- المجاهدة وتقوية الإرادة
4- غض البصر ودفع الخواطر الرديئة وتجنب المثيرات الجنسية
5- الزواج لمن استطاع الباءة
6ــ قيام الأسرة بدورها
7- الصحبة الصالحة
8- تيسير سبل العمل
9- رعاية المحتاجين
10- محاربة الفقر والرذيلة
8- الدعاء{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } سورة يوسف , الحديث ( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبك عمن سواك. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم( انى اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى )
ثمرات العفة
1-ـ صيانة العرض والشرف وسلامة المجتمع من الفواحش وطهارته.
2- الفوز بالثواب العظيم في الآخرة .
3- الرضا والقناعة{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (131) سورة طـه{ .
4- قوة الإرادة وطيب النفس وانشراح الصدر عزة النفس وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية .
5 - العفيف في ظل الله
6 - العفة كرامة في الدنيا و نجاة من النار

و ختاما
أنه لابد أن تتحقق العفة في قلوبنا وسلوكنا ومنهج حياتنا.
فنصبح روح جديد تسري في قلب الأمة فتحييه بالقرآن وبأيدينا المشعل الذي ينير طريق الناس وقارورة الدواء التي تعالج كل أمراض الناس ونحقق شعارنا (الله غايتنا –القرآن دستورنا –الرسول قدوتنا ) {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .{ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب وتكون أمورنا كلها لله رب العالمين {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام.
ونسأل الله ونستعين به أن يبعد عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن و أن يرزقنا العفة والحصانة لنا ولنسائنا ولأبنائنا ولمجتمعاتنا ، وأن نعيش عيشة السعداء ، وأن نموت ميتة الشهداء إنه على ذلك لقدير والحمد لله رب العالمين .