السبت، 3 أبريل 2010

العفة


حقيقة العفة لغة واصطلاحا :
العفة لغة : الابتعاد عن الشيء والكف عنه
أو الكف عما لا يحل - شرعا - ولا يجمل - أي لا يستحسن من الناس –
أو الاستعفاف هو التنزه عن الشيء .
واصطلاحا : « حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة عليها فتكف عن محارم الله قولا كان أو فعلا »
وهي حفظ النفس عما يقبح وعما يشين كرامتها
أو بالتفصيل
1- الكف عن المحارم وخوارم المروءة
.2-حفظها عن سؤال الناس أعفاف لها من الوقوع في المذلة.
3- حفظها عن الوقوع في الفواحش
في مقابل العفة الدناءة
طبيعة النفس البشرية (أنها لو تركت لهواها لا تشبع ) فالعفة هي اقتصار علي القليل الكافي هي أمر فيه نوع من التربية والتهذيب للنفس فإذن العفة تهذب النفس التي في أصل طبيعتها نهم وشغف لا ينتهي مطلقا


دليل مشروعية العفة من القرآن الكريم
{ َلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ الْبِغَاء وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (33) سورة النــور
{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (60) سورة النــور
{ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} (6) سورة النساء
{ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (273) سورة البقرة

من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في العفة والعفاف
1. " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة في طُعمة " [ رواه أحمد ] .
2. " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " [ رواه مسلم ]
3. " بروا آباكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم " [ رواه الطبراني بإسناد حسن ] .
4. " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف " [ رواه الترمذي ] .
5. " عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة : شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله
ونصح لموالية " [ رواه الترمذي ]
6. " من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة " [ رواه بن ماجة ] .
7. " قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه " [ رواه مسلم ] . (3)
" من يسعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله "متفق عليه
8 - روى الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا { عفوا تعف نساؤكم . وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم }

ب) انواع العفة :
أنواعها: تتنوع إلى:
1 - العفة عن المأثم او عفة النفس: وتحصل بتزكية النفس وتربيتها على الفضائل "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها". ,. قال تعالى « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى 14وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى15 » سورة الأعلى
وتتمثل فى
1-تجنب الظلم والخيانة والغيبة والنميمة.
2-التنزه عن الطمع.
3-التنزه عن مواقف الريبة.
4-صيانة النفس بالعمل وطلب الحلال

2 - العفة عن المحارم أو عفة الجوارح:
عفة الجوارح:"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، فجوارح الإنسان أمانة عنده، وجب تسخيرها في طاعة الله ومرضاته: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووقايتها من الموبقات
1-عفة السمع
2-عفة البصر
3-عفة اللسان
4-عفة اليد
5-عفة الفرج
6-عفة البطن

مظاهر العفة وتجلياتها بأنواعها المختلفة:

* الحياء
، القناعة
* الصدق وتجنب الغش
*الورع فى الكسب الحلال وتجنب الشبهات..
كان عمر الفاروق - رضي الله عنه - يقول : ( كنا ندع تسعة اعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام ) وحتى تكون من المتقين عليك ان تدع مما لا بأس به خوفا من الوقوع بما فيه بأس فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع مما لا بأس به مخافة ما به بأس ) ويقول ابو الدرداء ان من تمام التقوى ان يتقي العبد في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى انه حلال خشية أن يكون حراما حتى يكون حجابا بينه وبين النار
* صون كرامة الفرد والأسرة والمجتمع .
* تجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن وعدم الانسياق وراء الغرائز والشهوات
*التعفف عن كل ما وهب الله الآخرين
ومن العفة عفة الإنسان عن النظر والتطلع إلى ما لدى غيره من متع الحياة الدنيا ، من مختلف الأصناف ، وفي ذلك يقول الله لرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) في سورة (طه):
{ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ،ورزق ربك خير وأبقى (131).
وخطاب الرسول في مثل هذا خطاب لكل مؤمن برسالته .
وفي قوله تعالى :(( ولا تمدن عينيك )) أمر بالعفة . ونهى عن مجانبة سبيلها . (( أزواجا )) أي أصنافا مختلفة من زهرة الحياة الدنيا ، فيدخل فيها كل ما تمتد إليه مطامع الناس : ( مال
– سلطان – حدائق وبساتين – خيل مسومة وأنعام – قصور ومساكن طيبة – زوجات حسان – جاه عريض – قوة وجمال – أولاد وذرية ) إلى غير ذلك من أصناف مختلفات . (1)
*تعفف الفقراء عن المسألة
وتكون العفة في مجالات مغريات النفس المالية وقد أثنى الله تعالى على الفقراء المتعففين عن المسألة ، وأوصى بالبحث عنهم وتعهدهم بالعطاء.فقال تعالى في سورة (البقرة):
{وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله ، وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (272) للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض ، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ، تعرفهم بسيماهم ، لا يسألون الناس إاحافا ، وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم (273).(1
*العفة عن أموال الغير: المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق. وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- أحدُ وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة. ولما انتهى الوزير من ذلك، أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة، فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ المصباح، وأوقد مصباحًا غيره، فتعجب الوزير وقال: يا أمير المؤمنين، إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ ذلك؟ فقال عمر: المصباح الذي أطفأتُه يُوقَدُ بزيتٍ من مال المسلمين.. بحثنا أمور الدولة على ضوئه، فلما انتقلنا إلى أمورنا الخاصة أطفأتُه، وأوقدتُ مصباحًا يوقد بزيتٍ من مالي الخاص. وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز المثل الأعلى في التعفف عن أموال الدولة مهما كانت صغيرة.
كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله -عز وجل-، يقول تعالى: {ومن كان غنيًا فليستعفف} [النساء: 6].
وقد ضرب لنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مثلا رائعًا في العفة عن أموال الغير حينما هاجر إلى المدينة المنورة، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع -رضي الله عنه-، قال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسَمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجْها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك. أين سوقكم؟ فدلُّوه على سوق بني قَيْنُقاع) [البخاري]. وذهب إلى السوق ليتاجر، ويكسب من عمل يديه.
* التنزه عن مواضع الريب
عن ابي حميد الساعدي قال:
(استعمل رسول الله –ص-رجلا“ من الازد على صدقات بني سليم يدعى ابن الاتبية فلما جاء حاسبه قال:هذا مالكم وهذا هدية،فقال رسول الله –ص-فهلا جلست في بيت ابيك وامك حتى تأتيك هديتك كنت صادقا“تم خطبنا فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فأني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية اهديت لي افلا جلس في بيت ابيه وامه حتى تأتيه هديته ان كان صادقا“ والله لايأخذ احد منكم منها شيئا“ بغير حقه الا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة فلأعرفن احدا“ منكم لقي الله يحمل بعيرا“له رغاء او بقرة لها خوار او شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رئي بياض ابطيه ثم قال اللهم هل بلغت بصر عيني وسمع اذني(
صنف نوع العفة في الحديث السابق ؟ العفة عن المأثم –الطمع-
ماذا نتعلم من الحديث الشريف؟
1- عفة النفس وعما في ايدي الناس . 2-كبر النفس وعلو الهمة.

* العفة عن السلطان والجاه موقف ابى حنيفة مع المنصور
*عفة المأكل والمشرب: المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، لأن من وضع لقمة حرامًا في فمه لا يتقبل الله منه عبادة أربعين يومًا، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أمسى كالا (متعبًا) من عمل يديه أمسى مغفورًا له) [الطبراني]. وذلك لأن في الكسب الحلال عزة وشرفًا، وفي الحرام الذل والهوان والنار. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو (يزيد أو ينمو) لحم نبت من سُحْتٍ (مال حرام) إلا كانت النار أولى به) [الترمذي].
*عفة اللسان: المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله -تعالى- يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24]. ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10].
ويأمرنا الله -سبحانه- أن نقول الخير دائمًا، فيقول تعالى:{وقولوا للناس حسنًا حٍسًنْا} [البقرة: 83]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يكون المؤمن لعَّانًا) [الترمذي]. ويقول: (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي].
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق في الحديث، ونهانا عن الكذب، فقال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكْتَبَ عند الله صديقًا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا) [متفق عليه].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) [متفق عليه]. والمسلم لا يتحدث فيما لا يُعنيه. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يُعنيه) [الترمذي وابن ماجه].
العفة عن سؤال الناس:
المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعففْ يُعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) [متفق عليه].
*عفة الجوارح: المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 33].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة، حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أداء حقوق الزوجية) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء (وقاية). [متفق عليه].
*عفة الجسد: المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر عورته وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59].
وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} [النـور: 30]. وقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 31]. وقال سبحانه: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} [الإسراء: 36].
وفي الحديث القدسي: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلتُه إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) [الطبراني والحاكم].
وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة (وهي النظرة التي لا يقصدها الإنسان ولا يتعمدها)، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) [أبو داود].

نماذج الاستعفاف
العفة في البيت النبوي
1." إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ، ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون من صدقة فألقيها " [ رواه البخاري ] .
2. أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كخ كخ ، ارم بها ، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة " [ رواه البخاري ] .
3. مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال " لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها " [ رواه البخاري ]
4 - حديث ابن ام مكتوم افعمياوان انتما
نماذج اخرى
ــ1 سيدنا يوسف عليه السلام .
2- رجل ابنة عمة في حديث المغارة .
3-عمربن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم
حين انتصر المسلمون واتوا بتاج كسري, إلي عمر رضي الله عنه قال: ان الذين ادوا هذا لأمناء.
فقال له علي رضوان الله عليه:
(إن القوم رأوك عففت فعفوا, ولو رتعت لرتعوا).
4-الشاب الصالح الذي كان يحبه عمر لصلاحه
ذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهي تتعلق بشاب صالح كان عمر ينظر إليه ويعجب به ، ويفرح بصلاحه وتقواه ويتفقده إذا غاب ، فرأته امرأة شابة حسناء ، فهويته وتعلقت به ، وطلبت السبيل إليه ، فاحتالت لها عجوز وقالت لها : " أنا آتيك به " ، ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له : " إني إمرأة عجوز ، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها ، فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر " - وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر - ، فذهب معها ، ولما دخل البيت لم يرى شاة ، فقالت له العجوز : " الآن آتيك بها " ، فظهرت له المرأة الحسناء ، فراودته عن نفسه فاستعصم عنها ، وابتعد منها ولزم محراباً يذكر الله عز وجل ، فتعرضت له مرارا فلم تقدر ، ولما آيست منه دعت وصاحت ، وقالت : " إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي " ، فتوافد الناس إليه فضربوه ، فتفقده عمر في اليوم التالي ، فأُتي به إليه وهو موثوق ، فقال عمر : " اللهم لا تخلف ظني فيه " ، فقال للفتى : " أصدقني الخبر " ، فقص عليه القصة ، فأرسل عمر إلى جيران الفتاة ، ودعى بالعجائز من حولها ، حتى عرف الغلام تلك العجوز ، فرفع عمر درّته وقال : " أصدقيني الخبر" ، فصدقته لأول وهلة ، فقال عمر : " الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف ".
5–عبد الرحمن ابن عوف عند الهجرة الى المدينة

مخاطر عدم العفة
1- المخاطر الايمانية : سلب التكريم-الضلال-رفع الايمان من القلوب-رفع الحفظ الرباني-سقوط منزلة الانسان عند ربه.
2-المخاطر الاجتماعية: فقد الانسانية-عندما يقبل الافراد الفساد يبدأ النسيج الاخلاقي
المجتمعي في الانهيار-تتصدع قيم الحياة السوية -تظهر العادات السيئة والممارسات الجماعية اللاأخلاقية- يضيع الامن على الاعراض والاموال وتنتشر جرائم الفساد والتعدي على حقوق الاخرين
3- المخاطر النفسية:تتزايد معدلات القلق والاضطراب و الانتحار- ذبول مشاعر الغيرة والعرض والشرف والحياء والرجولة بين افراد الجماعة - يزرع الشك المتبادل بين جميع فئات المجتمع – شيوع الجرائم اللاخلاقية لأسباب نفسية.
4-المخاطر المرضية:( مافعل قوم فاحشة الا سلط الله عليهم الاوجاع التي لم تكن في اسلافهم)

عوامل تحقيق العفة
أولا: على مستوى الفرد
1 - التوجيه الايماني الذي يربط بين السلوك والعقيدة بحيث يكون الانسان قادرا“ على التعفف ومجاهدة نفسه من الوقوع في الفساد .
الهدف من التوجيه الايماني : اتقاء لغضب الله وسعيا“ الى رضاه
وتحقيق الإيمان الذي يُنشىء مملكة الضمير في نفس المؤمن فيستحضر الخوف والحياء وتذكّر الآخرة واستشعار عظمة الله ويكون باعثا على قمع الشهوة في النفس ودرءها عن تجاوز الحد " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي "

2 - توعية الجيل المسلم بتعزيز المنافع والمصالح التي تنشئ العفة والتزام أمر الله عز وجل في الحياة اليومية ، مع بيان الآثار السلبية النفسية والاجتماعية والعقلية والروحية للنشء لكل من سلك طريقا غير طريق العفة " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " .
3 - التقرب
إلى الله سبحانه بالنوافل بعد الحرص العظيم على الالتزام بالواجبات والوقوف الجازم عند الحدود والفرائض " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..الحديث "( رواه البخاري)
4 -
البعد كل البعد عن كل طريق يحول بين القلب وبين الله تعالى وذلك لا يتحقق ولا يكون إلا بالبعد عن أنواع السيئات وألوان المحرمات وصور الموبقات ، فالقلوب إذا فسدت فلن تجد فائدة فيما يصلحها من شؤون دنياها ولن تجد نفعا أو كسبا في أخراها "يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم " .
5 -
المجاهده و تقويه الاراده-و تربية النفس بالصوم فإنه مما يعين على زكاة القلب ، وطهارة النفس ، وبه تنحصر وتضييق مجاري الشيطان " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء

ثانيا“: القواعد التشريعية التي وضعها الاسلام لتنظيم السلوك الانساني
التزام ادب الاستئذان و الاستئناس - الحجاب – تجنب الإختلاط – حرمة المال العام – تحريم الرشوة – الزكاة للمساكين والمحرومين – رعاية اليتامى والمحتاجين -........

ثالثا“:البيئة الاجتماعية المستقيمة: :-( الصحبه الصالحه-محاربه الفساد المالي و الاخلاقي)
1- تحقق التقوى
2-تسود العفة والتطهر والنظافة
3-يتشكل نوع من الضمير العام الذي يمارس الرقابة العفوية دون فضح او تشهير او
تجاوز للامن.او فرض قوانين وعقوبات

منهج الاستعفاف
1-التربية الروحية(مراقبة الله-الصيام-المداومة علي ذكر الله-المواظبة علي النوافل-تذكر الموت وزيارة المقابر (.
2- التربية الأخلاقية(الصبر-الخوف من سوء العاقبة –اطمع بثواب الله-حب الحق وكره الظلم- الحياء –علو الهمة والترفع عن الرذائل(
3- ألتربية الفكرية(غرس المفاهيم والموازين الشرعية ذات العلاقة بالاستعفاف-العلم بالأحكام الشرعية-التعرف علي أسباب الانحراف ووسائل العلاج ومنهج التربية الإسلامية-معرفة دور الذين يحبون إشاعة الفاحشة والتصدي لمكائدهم

القواعد الوقائية لمنهج الاستعفاف
-1اتخاذ الإسلام منهج حياة
2- ملء الفراغ بما ينفع
3- المجاهدة وتقوية الإرادة
4- غض البصر ودفع الخواطر الرديئة وتجنب المثيرات الجنسية
5- الزواج لمن استطاع الباءة
6ــ قيام الأسرة بدورها
7- الصحبة الصالحة
8- تيسير سبل العمل
9- رعاية المحتاجين
10- محاربة الفقر والرذيلة
8- الدعاء{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } سورة يوسف , الحديث ( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبك عمن سواك. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم( انى اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى )
ثمرات العفة
1-ـ صيانة العرض والشرف وسلامة المجتمع من الفواحش وطهارته.
2- الفوز بالثواب العظيم في الآخرة .
3- الرضا والقناعة{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (131) سورة طـه{ .
4- قوة الإرادة وطيب النفس وانشراح الصدر عزة النفس وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية .
5 - العفيف في ظل الله
6 - العفة كرامة في الدنيا و نجاة من النار

و ختاما
أنه لابد أن تتحقق العفة في قلوبنا وسلوكنا ومنهج حياتنا.
فنصبح روح جديد تسري في قلب الأمة فتحييه بالقرآن وبأيدينا المشعل الذي ينير طريق الناس وقارورة الدواء التي تعالج كل أمراض الناس ونحقق شعارنا (الله غايتنا –القرآن دستورنا –الرسول قدوتنا ) {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .{ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب وتكون أمورنا كلها لله رب العالمين {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام.
ونسأل الله ونستعين به أن يبعد عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن و أن يرزقنا العفة والحصانة لنا ولنسائنا ولأبنائنا ولمجتمعاتنا ، وأن نعيش عيشة السعداء ، وأن نموت ميتة الشهداء إنه على ذلك لقدير والحمد لله رب العالمين .