الجمعة، 26 نوفمبر 2010

(وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات: 47-49]

سئلت من بعض الأصدقاء عن هذا الموضوع كثيرا والذى يردده الملحدون والنصارى فى منتدياتهم يقولون :
مِن الأحياء ما ليس له زوج كالخلايا والحيوانات الابتدائيّة والدِيدان تتكاثر من غير ما حصول لِقاح جنسي ، وهكذا بعض الثِّمار تنعقد من غير لِقاح ومن غير أن يكون فيها ذكر وأُنثى!
فما معنى الآية ﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ... ؟
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
شُبهة فارغة وحُسبان عقيم ولبيان ذلك نقف مع تفسير الآية
اولا :مفهوم الزوجين فى القرءان

- هل حقا أن القرءان يقر أن جميع المخلوقات تتكون من ذكر و أنثى ؟

الاجابة بالطبع لا

ومن أجل الايضاح نقف مع أقوال المفسرين فى بيان معنى الاية وذلك على النحو التالى :

1- البيان الاجمالى للاية :

ويمثلة تفسير الامام ابن كثير د (" وَمِنْ كُلّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ " أَيْ جَمِيع الْمَخْلُوقَات أَزْوَاج سَمَاء وَأَرْض وَلَيْل وَنَهَار وَشَمْس وَقَمَر وَبَرّ وَبَحْر وَضِيَاء وَظَلَام وَإِيمَان وَكُفْر وَمَوْت وَحَيَاة وَشَقَاء وَسَعَادَة وَجَنَّة وَنَار حَتَّى الْحَيَوَانَات وَالنَّبَاتَات وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " أَيْ لِتَعْلَمُوا أَنَّ الْخَالِق وَاحِد لَا شَرِيك لَهُ).

فى تفسير ابن كثير يوضح أن الله خلق جميع الاشياء (العاقل و غير العاقل ) ازواج و ضرب أمثلة كثيرا مثل الليل و النهار و الارض و السماء .....الخ

كما جاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ـ ما نصه ‏:‏ ‏..." زَوْجَيْنِ‏ "‏ نوعين متقابلين كالليل والنهار‏,‏ والسماء والأرض‏,‏ والهدى والضلال‏,‏ إلى غير ذلك ‏.‏ (انتهى قول المفسر)

‏‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه : ‏...‏ ومن كل شيء خلقنا صنفين‏,‏ مزدوجين‏,‏ لعلكم تتذكرون فتؤمنوا بقدرتنا ‏.‏ (انتهى قول المفسر)


وجاء في صفوة التفاسير ما نصه‏ :‏ ‏....‏" وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ " ‏ أي ومن كل شيء خلقنا صنفين ونوعين مختلفين ذكرا وأنثى‏,‏ حلواً وحامضاً ونحو ذلك ‏" لعلكم تذكرون‏" ‏ أي كي تتذكروا عظمة الله فتؤمنوا به‏,‏ وتعلموا أن خالق الأزواج واحد أحد ‏.‏ (انتهى قول المفسر)
................
قال سيّد قطب فى ظلال القرآن : وهذه حقيقة عجيبة تكشف عن قاعدة الخَلق في هذا الأرض وربّما في هذا الكون ؛ إذ أنّ التعبير لا يُخصّص الأرض ـ قاعدة الزوجيّة في الخَلق ، وهي ظاهرة في الأحياء . ولكن كلمة ( شيء ) تشمل غير الأحياء أيضاً ، والتعبير يُقرّر أنّ الأشياء كالأحياء مخلوقة على أساس الزوجيّة .
وحين نتذكّر أنّ هذا النصّ عَرفه البشر مُنذ أربعة عشر قَرناً وأنّ فكرة عُموم الزوجيّة ـ حتّى في الأحياء ـ لم تكن معروفة حينذاك فضلاً على عُموم الزوجيّة في كلّ شيء ، حين نتذكّر هذا نَجدُنا أمام أمرٍ عجيبٍ عظيم ، وهو يُطلعنا على الحقائق الكونيّة في هذه الصورة العجيبة المبكّرة كلّ التبكير ! كما أنّ هذا النصّ يَجعلنا نُرجّح أنّ البحوث العلميّة سائرة في طريق الوصول إلى الحقيقة ، وهي تكاد تُقرّر أنّ بناء الكون كلّه يرجع إلى الذرّة ، وأنّ الذرّة مؤلّفة من زوج مِن الكهرباء ـ موجب وسالب ـ . انتهى

فبالله عليكم جميعا أين قال القرأن أن المخلوقات تتكون من ذكر و انثى ؟كما يدعى الملحد

2-البيان اللغوى لمفردات الاية :

بتَدبُّر الألفاظ القرآنية الواردة في الآية الكريمة نقف على الكلمات التي تعتبر مفاتيح أساسية لفهمها، وأولها كلمة {كل شىء) تكشف عن عموم الزوجية في كل شيء ، فتشمل الكائن الحي والجماد معاً
والدليل على ذلك أن كلمة (شَيْءٍ) تطلق على العاقل وغير العاقل؛

وبالتالي فليس من المعقول أن تُنفى الذكورية والأنوثة عن الجماد .ولو كانت الآية: (ومن كل حي خلقنا زوجين) لاختلف المعنى..
أما فيما يخص كلمة {زوجين}فهى كل واحد معه آخر من جنسه، فهو واحد من اثنين له شريك ولا تطلق على فرد واحد أبدا بل على شيء له قرين فقد جاء في "المفردات في غريب القرآن"(4): "يُقَالُ لِكلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْقَرِينَيْنِ مِنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى في الحَيَوَانَاتِ المُتَزَاوِجَةِ: زَوْجٌ. وَلِكُلِّ قَرِينَيْنِ فِيهَا وفي غَيْرِهَا: زَوْجٌ؛ كالخُفِّ وَالنّعْلِ. وَلِكُلِّ مَا يَقْتَرِنُ بِآخَرَ مُمَاثِل لهُ أَوْ مُضَادٌّ: زَوْجٌ

كذلك فإن كلمة {زَوْجَيْنِ} نكرة، وهي تدل على وجود زوجين بدون تحديد نوع الزوجية.
كذلك هناك فرق بين الكلمتين (زَوْجَيْنِ) و(الزَّوْجَيْنِ)؛ فقد ذكرت كلمة (زوجين) في القرآن كله أربع مرات فقط ولم تقترن أبداً بالذكر والأنثى، كما ذكرت كلمة (الزوجين) مرتين فقط ودائماً كانت مقترنة بالذكر والأنثى في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى} [النجم:45]. وقوله كذلك: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى} [القيامة:39]. ومعنى ذلك أنه عند تعريف (الزوجين) بالألف واللام يجب أن تكون متبوعة بنوع الزوجية المقصودة؛ لأن هناك أكثر من نوع من الزوجية، والدليل على ذلك قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ} [يس:36]. وكلمة (الأزواج) جمع، وتحدد الآية وجودها في أنفسنا، وفيما تنبت الأرض، وفيما لا نعلم.

أما الأولى والثانية فنعلم ويعلم السابقون وقت نزول القرآن عن زوجية الذكر والأنثى، ولكن ما هي الأزواج الأخرى التي لم يكن يعلمها السابقون، وعلمناها نحن بفضل التقنيات العلمية الحديثة ؟ سيتم توضيحة لاحقا

مما سبق نستنتج أن كلمة (زوجين ) تطلق على :
- القرينين كالذكر و الانثى فى الحيوانات المتزاوجة
- الضديين كالليل و النهار و الخير و الشر ....الخ
- المثيلين و المتشابهين كالعينين و الرئتين.....الخ

ثانيا :الزوجية فى التكاثر الجنسى و التكاثر اللاجنسى و فى الشكل النهائى للكائن الحى

اما اول اجابة لك ,,,,,,

ففى الكائنات التى تتكاثر لاجنسى الاميبا مثلا تقوم بالانقسام الميتوزى فينتج فرد جديد مطابق تماما للام و بالتالى فان الاميبا الام و الاميبا الابن زوجين بالتماثل .

أما اجابة الثانية

- فياعزيزى الملحد لو أنك كلفت نفسك عناء البحث لمعرفة ما هو التكاثر اللاجنسى و كيف يحدث لوجدت فيه الزوجية أيضا ولكفيتنا كل هذا العويل....وعلى كل حال لا أعيب عليك هذا فأنت لم تستطيع أستنباط معنى كلمة (زوجين ) من خلال سياق جملة بسيطة فما بالك بدهاليز علم الاحياء ....

فالتكاثر الجنسى كما هو معروف انتاج الكائن الحى لافراد جديدة من نوعه عن طريق فردين (ذكر و أنثى) أوفرد واحد (خنثى) , يحمل اعضاء التذكير والتأنيث معا .
و ذلك بأتحاد خلية ذكرية (الحيوان المنوى) مع خلية أنثوية (البويضة) كل منهما فيه نصف عدد الصبغيات أو الكروموسومات الموجودة في خلية الذكر أو الانثى وينتج عن اندامجهما خلية ملقحة تسمى (الزيجوت) وبها العدد الكامل من الصبغات للكائن الحى.

هذه البويضة الملقحة (الزيجوت) تعتبر مثل الكائنات وحيدة الخلية ولكنها تختلف عنها بانها تقوم بعدة أنقسامات ميتوزية لتكوين جميع خلايا الكائن الحى وليس انقسام واحد كما فى الكائن وحيد الخلية .فهذه الخلية الملقحة تبدأ بالانقسام الى خليتين ثم الى اربع ثم الى ثمانية ...وهكذا الى ان يتم انتاج جميع خلايا الكائن الحى .


أما التكاثر اللاجنسى فهو أنتاج الكائن الحى لفرد جديد عن طريق فرد أبوى واحد فقط وله عده أنواع منها الانقسام الثنائى كما فى الاميبا,و التبرعم كما فى فطر الخمير ,وبعض النباتات التكاثر بالدرنات والترقيد .....الخ ومردود كل ذلك الى الانقسام الخلوى الميتوزى أيضا كما فى التكاثر الجنسى .

الاميبا كمثال كيف تنقسم لانتاج الفرد الجديد

الطور التمهيدى : تبدأ الكروموسومات فى التكوين وتكون على شكل خيوط طويلة و رفيعة و يظهر كل كروموسوم مكون من جزئين ويدعى كل جزء كروماتيدة ويرتبط الكروماتيدان مع بعضهما في نقطة تسمى بالسنترومير، ويلتفان حول بعضهما البعض.

الطور الاستوائى : يتميز بتموضع واصطفاف الكروموسومات في المستوى الاستوائي للخلية مشكلة الصفيحة الستوائية:

الطور الانفصالي: ينفصل السنترومير في هذا الدور، ويبتعد الكروماتيدان في كل كروموسوم عن بعضهما، ويتجه كل كروماتيد نحو القطبين. وبذلك يصبح عند كل قطب من قطبي الخلية مجموعتان متشابهتان من الكروموتيدات، والتي يمكن تسميتها الآن بالكروموسومات.

الطور النهائي :تفقد صبغيات كل مجموعة فرديتها مشكلة صبغين لنواة جديدة، ويختفي مغزل الانقسام ويتكون غشاء خلوي (الغشاء الهيكلي)في وسط الخلية الأم حيث يقسمها إلى خليتين بنتين متماثلتين وراثيا ومماثلتين للخلية الأم ثم يتم تكوين الحيوان وحيد الخلية

الرد شبهة خلقنا زوجين والتكاثر

يستنتج من كل ذلك مايلى:

1- طرق التكاثر فى الكائنات الحية زوجية ( جنسى و لاجنسى)
2- الشكل النهائى للكائن الحى فى التكاثر الجنسى زوجين بالاقتران ذكر أو أنثى .
3- الشكل النهائى للكائن الحى فى التكاثر اللاجنسى زوجين بالتماثل و التطابق (أميبا أم و أميبا أبن).
4-جميع الكائنات الحية لابد أن تخلق من خلية بها عدد زوجى من الكروموسومات سواء فى التكاثر الجنسى أو اللاجنسى.
5 - كل كروموسوم لابد أن يكون زوجين من الكروماتيد ومتحدين.
6 - الكروماتيد الواحد يحمل فى طياته عشرات الالف من الجينات وكل جين بدورة يتألف من سلسلة من النيوكليوتيدات وتطلق عليها اسم الأليل هذا الأليل يتحد مع اليل اخر في الكروماتيد المقابل اذن كل جين يتكون في حقيقة الأمر من أليلين.
7- مادة الكروماتين تنقسم الى زوجين كروماتين حقيقى و كروماتين مغاير
8- حتى الاستنساخ فيه الزوجية لانه هو إنتاج نسخة من الكائن الحى عن طريق مضاعفة الخلايا أعتماداً على تقنية الأنقسام الميتوزة لخلايا الجنين الأصلية .



ثالثا : قاعدة الزوج أو قاعدة الاقتران

-عزيزى الملحد هل تعرف الذرة ؟ هى أصغر جزء من العنصر الكيميائى ويتضح الزوجية فى تركيب نواتها التى تحمل شحنة موجبة والكتروناتها التى تحمل شحنة سالبه .
- وهل تعرف الجزىء عزيز الملحد ؟ هو أصغر جسم من المادة الكيميائية النقية وهو يتكون من ذرتين أو أكثر مرتبطة معا.

- وهل تعرف النوكليوتيد ؟ هى الجزيئات المتحدة معا لتكوين الوحدة الاساسية لبناء الحامض النووى DNA و RNA.

- ومن هنا يمكن تعريف قاعدة الزوج هذه :

قاعدة الزوج أو الاقتران : هى كل نوكليوتيدتين متقابلتين فى سلسلتى DNA و RNA مرتبطين ببعض عن طريق روابط هيدروجنية .

معنى ذلك أن ينبني كل جزيء من جزيئات الحمض النووي الريبي المنقوص الأوكسيجين‏DNA ) ) على هيئة سلم حبلي مفتول ـ أو مايعرف باسم اللولب المزدوج‏ ـ تتضح فيه الزوجية في جانبيه المصنوعين من جزيئات سكر الريبوز المنقوص الأوكسيجين‏,‏ وجزيئات من الفوسفات‏,‏ كما تتضح الزوجية في درجات هذا السلم الحبلي المفتول، والتي تتكون كل درجة من درجاته من زوج من قواعد نيتروجينية أربع هي‏ :‏ الأدينين(Adenine=A), والثيامين‏ (Thyamine=T), والجوانين‏ (Guanine=G), والسيتوسين‏ (Cytosine=c)‏.

على أن يرتبط الأولان في زوجية واضحة معا‏ًً,‏ وأن يرتبط الأخيران كذلك معا‏ًً‏ ومعاً فقط في زوجية واضحة كذلك‏,‏ ليشكل كل زوج منهما درجة من سلميات جزيء الحمض النووي الريبي المنقوص الأوكسيجين‏ (DNA)‏ على شكل نويدتين تتكون كلٌ منهما من قاعدة نيتروجينية مستندة إلى زوج من السكر والفوسفات تأكيداً على الزوجية في الخلق من أدق الدقائق إلى أكبر الوحدات‏ .

وكل ما سبق يطلق عليه فى البيولوجى الجزئية قاعدة الزوج ‏ Base pair أو قاعدة الاقتران base pairing كما سماها العالم Watson-Crick

ثالثا : قرين المادة (المادة و المادة المضادة مراة الكون)
-عزيزى الملحد هل تعرف المادة؟

هى كل ما له كتلة و يشغل حيزا من الفراغ وتشكل بذلك ما يعرف بالكون الملموس ولا يمكن أطلاق هذا المصطلح على ما وراء الطبيعة .

تتضح الزوجية في مركبات المادة في شقيها الموجب ‏(Cation)‏ والسالب ‏(Anion) كما تتضح في تركيب الذرة بنواتها التي تحمل شحنة موجبة وإليكتروناتها التي تدور حول النواة حاملة شحنة سالبة مكافئة.

لكن يا عزيزى هل سمعت عن المادة المضادة ؟

=======
هناك تكهنات كثيرة عن السبب في ان الكون المدرك يتكون بشكل كامل تقريبا من المادة، وما إذا كان توجد غيره من الأماكن تتكون بالكامل تقريبا من المادة المضادة، .

بداية القصة .

في النصف الأول من القرن العشرين كان أحد الفيزيائين الإنجليز – واسمه ديراك Dirak - يقوم بأبحاث على معادلات الالكترونات، والالكترونات كما نعلم هي الجسيمات السالبة الشحنة التي تدور حول نواة الذرة، وفي أثناء قيامه بهذه الأبحاث اكتشف أن المعادلات لها حلين وليس حل واحد. وأي واحد منا تعامل مع معادلات الدرجة الثانية يستطيع أن يدرك بسهولة هذا الموقف.

فمعادلات الدرجة الثانية تحتوي على مربع كمية مجهولة، والكمية المربعة دائما موجبة، فحاصل ضرب 2x2 يعطى 4 كذلك حاصل ضرب 2-2x- يعطى أيضا نفس النتيجة. ومعنى ذلك أن الجذر التربيعي لــ 4 هو أما 2 أو - 2. وقد كانت معادلات ديراك أكثر تعقيدا من هذا المثال ولكن المبدأ هو نفسه، فقد حصل على مجموعتين من المعادلات إحداهما للاكترونات السالبة الشحنة والأخرى لجسم مجهول ذو شحنة موجبة.

وقد قام ديراك ببعض المحاولات الغير ناجحة لتفسير سر هذا الجسيم المجهول، فقد كان يؤمن بوجوده، ولكن الفيزيائيين تجاهلوا بعد ذلك فكرة وجود جسيم موجب الشحنة ممكن أن يكون قرينا للالكترونات تماما كما يتجاهل المهندس الذي يتعامل مع معادلات الدرجة الثانية الحلول التي تعطى أطوالا أو كتلا سالبة.

وبعد عدة سنوات من أعمال ديراك النظرية وفي أوائل الثلاثينات اكتشفت أثار هذا الجسيم المجهول في جهاز يسمى بغرفة الضباب (cloud chambre)، وعند دراسة تأثير المجال المغناطيسي على هذه الآثار اكتشف أن كتلة ذلك الجسيم تساوي كتلة الالكترون وانه يحمل شحنة موجبة ومساوية لشحنة الالكترون وعندئذ سمى هذا الجسيم بقرين الالكترون (Antielectron) أو بالبوزيترون (Positron) ومن ثم بدأ البحث عن قرائن الجسيمات الأخرى فمعنى وجود قرين للالكترون وجود قرائن للجسيمات الأخرى، وفعلا بدأ اكتشاف هذه القرائن الواحد يلي الآخر وبدأ تقسيمها إلى أنواع لن ندخل في تفاصيلها وسوف نكتفي بذكر نتيجتها النهائية وهي وجود قرين لكل جسيم بل ولكل جسم.

تتكون المادة المضادة من جسيمات مضادة بنفس الطريقة التي تتكون منها المادة العادية من جزيئات. على سبيل المثال، الإلكترون المضاد (البوزيترون، هو إلكترون ذو شحنة موجبة) والبروتون المضاد (بروتون ذو الشحنة سالبة) يمكن أن يشكلوا ذرة مضاد الهيدروجين بنفس الطريقة التي يشكل بها الإلكترون والبروتون ذرة هيدروحين عادية. وعلاوة على ذلك، فإن خلط المادة مع المادة المضادة يؤدي إلى فناء كل منهما وبنفس الطريقة تفنى الجسيمات والجسيمات المضادة، مما يؤدي ظهور طاقة كبيرة من الفوتونات (أشعة جاما) أو غيرها من أزواج من الجسيمات والجسيمات المضادة.

وسبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسكم ومما لاتعلمون

الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة ولو كره الكافرون

اتمنى ان يكون فى هذا الكلام افادة
وبارك الله فيكم جميعا