الأربعاء، 26 يناير 2011

التاريخ يعيد نفسه


الزمان: الخامس والعشرين من ديسمبر 1989

المكان: قاعة محكمة عسكرية أما المناسبة فمحاكمة سريعة لزوجين اعتبرا من أشد طغاة القرن العشرين، وهما الينا ونيقولاي تشاوشيسكو . كان السؤال الأكثر تكرارا خلال المحاكمة هو ’’من أمر بإطلاق النار؟’’ وكانت الجرائم المتهم بها الزوجين كثيرة. .إعطاء أوامر بقتل المتظاهرين.. موت النساء والأطفال والشيوخ بسبب الجوع.... تبديد ثروات البلاد بينما لم يجد أطفال رومانيا الدواء ولم يجد الناس الكهرباء. ’’لماذا خربت البلد بهذا الشكل؟ لماذا أمرت بتصدير كل شي؟ لماذا جوّعت الفلاحين؟ لماذا أمرتهم بتصدير ما يحصدون في حين أنهم لا يجدون ما يقتاتون به؟’’ جاء الحكم بأسم الشعب بإسم القانون حكمت المحكمة حضوريا بإعدام السيد الرئيس وزوجته بعد إدانتهما بجرائم القتل الجماعي، كانت نهاية الديكتاتور الروماني نيوكلاي شاوشيسكو وزوجته إيلينا، درامية ومفجعة بكل المقاييس. ففي ليلة عيد الميلاد لعام 1989 اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست، وهناك أُعدما ...... وبلغت درجة الكراهية له، أن تطوع 300 روماني لتنفيذ حكم الإعدام به وزوجته رميا بالرصاص بينما كان العدد المطلوب ثلاثة فقط وهذه صورة حقيقية للمحاكمة http://www.youtube.com/watch?v=oCNCiE8bJds كان الدافع لهذه النهاية اقتصاديا في الأساس، فمن أجل سداد ديون بلاده التي كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، خصص شاوشيسكو كل المنتجات الرومانية للتصدير.

وكانت النتيجة جوعا عارما ومتاجر خاوية

ظل شاوشيسكو متمسكا بخط شيوعي متشدد حتى بعد انهيار سور برلين. وانتقد رفاقه في الأحزاب الشيوعية بشرق اوروبا لأنهم أضعفوا حلف وارسو. وظل رغم كل الاضطرابات مقتنعا بأنه يمكنه النجاة بنظامه دون تغيير عقد المؤتمر للحزب الشيوعي الروماني في بوخارست - والذي جرى فيه إعادة انتخاب شاوشيسكو لفترة رئاسية جديدة لمدة خمس سنوات أخري وربما شعر شاوشيسكو قبيل انعقاد المؤتمر أن هناك شيئا " غير مريح " في الأفق فقد لاحظ الدبلوماسيين الأجانبأن المؤتمر قد عقد وسط حراسة أمنية مشددة لم يسبق لها مثيل ومع ذلك ظل شاوشيسكو يخطب لمدة خمس ساعات متواصلة أصيب تشاوشيسكو بجنون العظمه فكان يرى نفسه أنه الوجه المضي للإنسانيه القائد الملهم العارف بكل شيئ ، كان لا يقيم وزنا لمعارضيه ولا يقبل أي إنتقاد ولا يبدي رحمة لمعارضيه ومما زاده غرورا المنافقون من حوله المطبلون له في كل شيئ حين وصفوه بأنه اعظم من حكم رومانيا وأنه رحمة للشعب الروماني وأنه الشمس الدافئه للشعب

في حين كان يبدوا في ظاهر الأمر عكس ذلك تماما

..كان الشعب الروماني من أفقر الشعوب الأوروبيه في حين كان الرئيس يملك خمسة قصور أحدهما بلغ مسطح بنائه 245000م وارتفاعه عن الأرض 100 م ، وشارك في بنائه 15000 ألف عامل عملوا ليل نهار حتى تم بنائه ، وكان تشاوتشيسكو يعيش ببذخ فاحش بينما يعيش معظم السكان تحت خط الفقر في ظل حكم شيوعي قمعي لا يرحم ، وكان يملك تسع طائرات مجهزة بالكامل إضافة الى أنه يملك ثلاثة قطارات خاصة به كبيوت متنقله له يتنقل فيها داخل رومانيا ولو نظرنا إلي حال الاقتصاد الروماني لوجدناه كما يلى : يقف الناس طوابير طويلة أمام المتاجر لشراء احتياجاتهم ونظام الترشيد يقضى بحصول المواطنين علي الكهرباء لبضع ساعات في اليوم وكانت الحكومة أصدرت قانون " التغذية العلمية " الذي يحدد كمية الأغذية التي يحتاجها الجسم في اليوم لكل فرد حتى لا يتناول أكثر من ثلاثة آلاف سعر حراري في اليوم واقنع الشعب إذا زادت السعرات فسوف يصاب بأمراض فتاكة وبذلك حدد القانون الحصة الرسمية من السكر لكل أسرة بنصف كيلو شهريا ومن الزيت لترين ولعل الطاغية أخطأ في تقدير قدرة الشعب الروماني أو اى شعب على الاحتمال ونسي السيد الرئيس أن الشعب أدرك أو يدرك أنة هو الوحيد الذي يتحمل هزة المجاعة والضغوط الشديدة والكل يسرق من حوله. وان التقشف يتحمله الشعب وحده وحدث ولاحرج عن حياة البذخ التي يعيشها سيادة الرئيس هو واسرته وكبار المسئولين بالدولة وقد بد أت الأحداث في رومانيا بحادث بسيط لم يثر اهتمام احد ومعظم النار من مستصغر الشرر فقد حاولت قوات الأمن ؟؟؟ اعتقال قس من اصل مجرى وذلك بسبب معارضتة الصريحة للحكم فسارع المواطنين بعمل سلسلة بشرية لمنع قوات الأمن من اقتحام بيته، وتطور الأمر وزاد العدد إلى مظاهرة غاضبة ضد الحكومة تطالب بالإصلاح وحرية التعبير. انفجرت المظاهرات فجأة داخل رومانيا ووصل الحشد الى قرب قصر الرئاسه فتصدت الشرطه لهم وتقابل الجيشان جيش ضعيف كسير يبحث عن الخبز ليأكل وجيش بالمقابل يقوده قائد لو أراد لأكل خبزا على طبق من ذهب فقتلت الشرطة عددا من الطلبه المتظاهرين في 22/ 5 / 1410هـ - 20 /12 / 1989م واضطر المتظاهرين الى البقاء في الشوارع معتصمين مواصلين الليل بالنهار مما اضطر فيها الرئيس الى الظهور علنا لهم ليلقي خطابا لهم

الخطبة الأخيرة

المكان، ميدان الجمهورية في العاصمة الرومانية بوخارست. الزمان: 21 ديسمبر 1989.

المناسبة، خطبة أخرى لتشاوشيسكو لم يكن حتى ليخطر على باله بأنها ستكون خطبته الأخيرة. كان حوالي 100 ألف شخص قد تجمعوا لتأييد الرئيس. وكانت المناسبة هي خروج مظاهرة مناهضة لتشاوشيسكو يوم 16 ديسمبر 1989 في مدينة ’’تمسوارا’’ احتجاجا على اعتقال الأب (لازلو توكس) . وقد أمر تشاوشيسكو يومها وفي الأيام التالية قوات الجيش والأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وسقط الكثير من الضحايا نتيجة لذلك. وكان الحشد قد جاء إلى ميدان ’’الجمهورية’’ ليعبر عن دعمه للرئيس في مواجهة معارضيه.وأطل تشاوشيسكو على الحشد من بلكونة اللجنة المركزية لحزب العمال الروماني. وبدأ في إلقاء كلمته..ومضت ثمان دقائق فقط على بدء الكلمة التي وصف فيها تشاوشيسكو المشاركين في مظاهرة الـ16 من ديسمبر 1989 بالخونة. وفجأة بدأ صوت خافت وسط الحشد يردد ’’تمسوارا...يسقط القتلة’’ ومعه بدأ لون وجه تشاوشيسكو يتغير. ومع ازدياد حدة الصوت ’’تمسوارا... تمسوارا..يسقط القتلة’’ ازداد وجه تشاوشيسكو تلوناً ليعكس وقع الصدمة التي أصابته. وأوقفت المحطات التلفزيونية والإذاعية البث الحي للكلمة. وسرعان ما انسحب تشاوشيسكو إلى داخل المبنى خائفا مذعورا من شعبه الذي لم يعد يخاف من الرصاص. بعد أن بلغت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية ذروتها. في ديسمبر 1989 كان الرومانيون بعد سبع سنوات عجاف قد وصلوا إلى مرحلة باتوا يفضلون معها الموت على القبول بحكم تشاوشيسكو. وفي اليوم التالي ازداد الهياج ووصل الغليان الى ذروته فالتحمت القوات بالمتظاهرين مرة أخرى وزاد عدد القتلى حتى وصل للمئات والجرحى الى الآلآف وازدحمت المستشفيات وتطورت الإحداث ووقع النظام في المحظور وأصدرأمرا بالضرب في المليان وسقط القتلى واندفع الأطفال يقودون المظاهرات فقتل الأطفال وتقدمت الأمهات من الصفوف الخلفية وزادت المظاهرات واستدعى شاوشيسكو وزير دفاعة وآمرة أن يزيد من كثافة النيران وكان رد وزير الدفاع مفاجئا إن الجيش لا يستطيع قتل الشعب كلة ونفض الجيش يده تماما وعندما قرر الزوجان تشاوشيسكو الفرار في اليوم التالي كان الوقت قد أصبح متأخراً جداً. ففي الـ22 من ديسمبر 1989 قرر الجيش الانحياز إلى الشعب. وعندما فرّ الزوجان تشاوشيسكو على طائرة هيلوكبتر خاصة أقلعت من على سطح اللجنة المركزية للحزب تمكن الجيش، الذي بدأ يخوض حرب شوارع مع شرطة تشاوشيسكو السرية، من إلقاء القبض عليهما.وحوكم في 25 ديسمبر 1989 محكمة عسكرية استثنائية مثل المحاكم الذى كان يعقدها لمعارضية فذاق من نفس الكأس كما تدين تدان 0 وقد كان تشاوتشيسكو مع زوجته أثناء محاكمتهما في غاية العصبية وجنون العظمة فقاموا بشتم القضاة وبعد صدور حكم الإعدام وحين رأى الرئيس المغرور جدية الموضوع أخذ يبكي بكاء الطفل خصوصا حين قام الجنود بتقيدده قبل إطلاق الرصاص عليه ، وقد قامت زوجته العجوز البالغة من العمر 73 عاما بضرب أحد الجنود على وجهه حين حاول تقييدها قبل تنفيذ حكم الإعدام بها

بعد سقوط الشيوعية وشاوشيسكو كانت سجلات الدولة مليئة بالملفات التي كان يسجل فيها كل صغيرة وكبيرة لكل مواطن أو معظم المواطنين ومن المضحك المبكي أن إمرأة بلغت الـ55 عاما توفيت بنوبة قلبية أثناء إطلاعها على سجلها وتفاجأت بأنه مليئ بتفاصيل حياتها وكل ماعملته هذا المضحك فيه والمبكي ان الذي رصد هذه الأحداث ماهو إلا زوجها الذي يشاطرها الحياة ويعيش معها في المنزل فسقطت ميتة0 بعد سقوط الشيوعية كانت سجلات الدولة مليئة بالملفات التي كان يسجل فيها كل صغيرة وكبيرة لكل مواطن أو معظم المواطنين ومن المضحك المبكي أن إمرأة بلغت الـ55 عاما توفيت بنوبة قلبية أثناء إطلاعها على سجلها وتفاجأت بأنه مليئ بتفاصيل حياتها وكل ماعملته هذا المضحك فيه والمبكي ان الذي رصد هذه الأحداث ماهو إلا زوجها الذي يشاطرها الحياة ويعيش معها في المنزل فسقطت ميتة0 الثورة الرومانية عام 1989 إستمرت لمدة إسبوع, وتمكنت من الإطاحه بالديكتاتور
نيكولاي تشاوتشيسكو. أدت الثورة إلى وفاة 1104 شخص, بما فيهم الرئيس المخلوع وزوجتة إلينا. يذكر أن هذة الثورة تمت خلال تجمع حشود كثيرة في ساحة أوبيريي في تيميشوارا. "