الاثنين، 17 أكتوبر 2011

زوجى لايحبنى ماذا أفعل ؟ج1






شكوى نسمعها كثيرا وإ ن كان صدوررها عن الزوجات أكثر من الأزواج
زوجى لم يعد يحبنى ....
يغيب عنى كثيرا........
لايبعث لى بمسجات حب أورسائل عاطفية على الموبيل .....
لااشعر منه بنفس العواطف التى كانت معه فى بداية الزواج ......
لم يعد يلقى على مسامعى كلمات الحب والغزل .......
هذه أمثلة من شكوى متكررة سمعتها س بعض الزوجات وقرأتها على مواقع النت
وكلها تأتى فى نفس السياق والمضمون
وقبل ان ناقشها نضع هنا بعض الاضاءات
التى نحاول من خلالها علاج هذه المشكلة
اولا: الحب عاطفة قلبية وماذكر بعض علاماته او دلائله ولايمكن حصر الحب فى التعبير فقط أوفى بعض الأمور الضيقة التى تحتاجها العاطفة بل هناك علامات اخرى قد تكون اهم منها على سبيل المثال
اللطف
الكرم
التفاهم
التقدير
الهدايا

ثانيا: ان الصراحة ليست مطلوبة فى مثل هذه الحالة فلاينبغى للزوج ان يحدث زوجته بذلك
حتى وان كان هذا صحيحا و لالاينبغى للزوجة ان تسعى لاثبات ذلك وتجمع الشواهد والمواقف جنبا الى جنب
لتخرج بنتيجة ظنية
واذا كان الزوج يقبل زوجة لاتحبة فان الزوجة لايمكن ان تقبل زوجا يصارحها بأنه لايحبها
أخرج بن جرير عن أبى غرزة ...أنه قال لامرأته: أتبغضينني؟ قالت: نعم فأتى بن الأرقم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فأخبره فأرسل عمر إلى أبى غرزة .... وأرسل عمر إلى امرأته ...فقال عمر: ما حملك على ما قلت؟ قالت: أنه استحلفني فكرهت أن أكذب، فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل أي تقول القول الجميل ـ فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام) [الخلافات الزوجية، عادل فتحي عبد الله، ص(25) باختصار].
وهنا قد أباح عمر الكذب للزوجة والتجمل في القول لزوجها حفاظًا على عرى الزوجية أن تنفصم.
وفي هذا إتباع لهدي رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إباحة الكذب في بعض الأحوال ولكن بشروط منها ما ذكر في حديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا "أي يبلغ خيرًا "أو يقول خيرًا) [متفق عليه].
زاد مسلم في رواية: "قالت أم كلثوم ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقل الناس إلا في ثلاث، تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها) [رياض الصالحين، النووي، ص(551)].
أنت أعور:
أسألك أخي القارئ، أختي القارئة، ما وقع هذه الجملة على أذنك؟
وإن كنت فعلا كما تصف الجملة فكيف تستقبلها؟
إنه ليس من الحكمة أن تقول للأعور"أنت أعور" لأنك إنسان صريح وواضح ولا تخاف من أحد بل العكس, من العقل والحكمة أن تتجمل في القول ولا تقول ما يجرح المشاعر أو يكسر الخاطر.
بل من الحكمة أن تجد في نفسك شعور الكراهية أو عدم المحبة والارتياح لشخص ما، ومع ذلك تبش في وجهه وتتلطف معه وتلين له القول، وهذا هو الخلق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام.
فعن أبى الدرداء قال، قال صلى الله عليه وسلم: (إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا لتلعنهم) [رواه البخاري]

ثالثا ليس كل البيوت تبنى على الحب، فقد يكون هناك أهداف أخرى تكتب لهذا البيت البقاء والاستمرار، والله سبحانه وتعالي يقول في هذا الأمر: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا"(النساء: 19)
(جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يستشيره في طلاق امرأته, فقال له عمر: لا تفعل، فقال: ولكني لا أحبها، فقال له عمر: ويحك ألم تبني البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟
يقصد أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب، فهي يمكن أن تبقى وتستمر على ركنين آخرين هما:
الأول: الرعاية التي تكون بين الرحم والتكافل بين أهل البيت وأداء الحقوق والواجبات.
والثاني: التذمم أي التحرج من أن يصبح الرجل مصدرًا لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقاء الأولاد) [الخلافات الزوجية، رعد كامل الحيالي، ص(101)].
لا أحد ينكر أهمية الحب في الحياة الزوجية، ولكن إذا تعذر وجود الحب أو تغيرت القلوب بعد الزواج هل نهدم البيت؟ أم يستمر الزواج لاعتبارات أخرى غير الحب؟
فليست كل البيوت تبني على الحب بل قد تستمر بالمعاشرة بالمعروف، إذ أنه (ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من ليس من معاشرته بد) [العشرة الطيبة، محمد حسين، ص(422)].
وهذا المثل ينطبق تمامًا على العلاقة الزوجية، وذلك لأن الزوجين بعد ارتباطهما يكون على كل واحد منهما أن يتقبل الآخر، حتى وإن وجد أحدهما سلوكًا وطباعًا، لا تعجب الطرف الآخر، ولكنه يعيش معه من باب المسامحة والتغافل، ولا يكون الحل هو الانفصال (ولو كان هذا هو العلاج الصحيح لما بقى زوجان في بيت واحد على وجه الأرض ونقول كما قال عمر بن الخطاب: أوكل البيوت تبني على الحب؟ فلا بد من المداراة والمجاملة والمسامحة) [المشاكل الزوجية، أ/جاسم محمد المطوع، ص(62)].