الأربعاء، 25 يناير 2012

الطريق إلى 25 يناير د مصطفى النجار







لا يقول الحقيقة من يدعى أن نزولنا يوم ٢٥ يناير الماضى كان بهدف عمل ثورة وإنما كان منتهى طموحنا حينها إقالة حبيب العادلى ومحاكمته وإيقاف سيناريو التوريث وإلغاء قانون الطوارىء وإقرار حد أدنى للأجور لتحقيق العدالة الاجتماعية، كانت أحلامنا منخفضة السقف بسبب ما نحياه من قمع واستبداد فى هذا الوطن منذ خرجنا للحياة فيه من بطون أمهاتنا.

كانت القوى السياسية مصدرا دائما لإحباطنا بسبب تشرذمها وعمالة بعضها للنظام ولم يجد جيلنا الزعيم الملهم القائد الذى يلتف حوله وحتى بظهور الدكتور محمد البرادعى ومطالبته بالتغيير وضع الرجل لنفسه اتجاها يرفض شخصنة عملية التغيير ويحث الشباب على أخذ المبادرة وتحقيق الحلم بأنفسهم.

حين كنا نجمع التوقيعات على بيان التغيير «وهو النشاط الأساسى للجمعية الوطنية للتغييرحينها» كان كثير من الناس يسخرون منا ويقولون اجمعوا ملايين التوقيعات واجمعوا أوراقكم واذهبوا بها إلى قصر مبارك وسيطل عليكم من شرفة القصر ساخرا ويقول لكم أحسنتم.. إننى مستمر فى الحكم مهما جمعتم من توقيعات بلا معنى..!!

كان بعضهم يقول لنا لا حل إلا باستخدام العنف أو حدوث انقلاب عسكرى يطيح بمبارك وكنا دائما نرفض هذه الأفكار لأننا نؤمن أن قوة اللاعنف هى القوة التى لا تستطيع أى قوة غاشمة مستبدة مواجهتها، إذ ماذا تفعل الدبابة أو المدرعة أمام إنسان يقف أمامها وهو أعزل لا يملك سوى ايمانه بقضيته ومبادئه.

قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة ٢٠١٠ كنت قد اقتربت من اليأس التام فى إمكانية تغيير هذا النظام الديكتاتورى، ليس بسبب قوة هذا النظام بل لضعف المعارضة الشديد وتفككها وصراعاتها التى لا تنتهى.

وعلى الجانب الأخر كان قلبى ينفطر حزنا على ملايين المصريين الفقراء الذين يعملون كموظفين فى جهاز الدولة أو عمال فى بعض الشركات والمصانع، وأنا أرى احتجاجاتهم اليومية التى يطالبون فيها بتحسين رواتبهم وحوافزهم الشهرية التى لا تكفى ليعيشوا حياة كريمة، كان بعضهم للأسف يرفعون صور الطاغية مبارك ويستنجدون به، رغم أنه سبب مشاكلهم باستبداده وبفساد نظامه، كنت أذهب لهؤلاء البسطاء الطيبين أمام مجلس الشعب وأقول لهم إن حياتكم لن تتغير إلا إذا تغير النظام كاملا، فيرفضون حديثى ويقولون لى: ملناش فى السياسة، إحنا عايزين نعيش وخلاص، كنت أبكى حينها على هذا الشعب الذى استطاعت العصابات الإجرامية لنظام مبارك المسماة بأمن الدولة فى زرع الخوف فيهم لهذا الحد، لدرجة أنهم يبتعدون عن المواجهة الحقيقية ويطلبون من الجلاد أن ينصفهم..!!

وحين تم تزوير الانتخابات البرلمانية بالكامل كنت سعيدا جدا بهذا التزوير الفج، رغبة فى أن يكون صدمة للمعارضة لكى تتوحد وللشعب لكى يستيقظ، ولا أنسى هذا اليوم المؤلم الذى ذهبت فيه للعمل بالمستشفى التى أعمل بها بمحافظة الفيوم وفوجئت على مدخل الطريق الرئيسى للمدينة بصفوف من الأطفال من تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين وقفوا فى صفوف تحت أشعة الشمس الحارقة وهم يحملون ورودا، فسألتهم لماذا أنتم هنا؟ قالوا لى إن سوزان مبارك تزور المدينة وقد أجبرنا المعلمون على النزول بلا استثناء لنكون فى استقبالها ونحن واقفون هنا منذ ٣ ساعات مع هذه الشمس الحارقة، دمعت عينى وأنا أستدير بسيارتى لأجد عدداً من الفتيات الصغيرات يقعن على الأرض من شدة الإعياء والمجهود فى هذا الجو القاسى، حينها شعرت أننا صرنا عبيدا عند ملوكنا، وأن مبارك هو ملكنا الذى نخدم فى بلاط قصره، أصابنى الغضب الشديد وهتفت من أعماقى، لسنا عبيدا لأحد، نحن أحرار كما ولدتنا أمهاتنا.. الحرية الحرية.

وقامت ثورة تونس التى فاجأتنا جميعا وشعرنا بالخجل ونحن نقارن أنفسنا بهم ولكن فى نفس الوقت بدأ إحساس جديد يسيطر علينا وهو أننا نستطيع وأننا لسنا أقل منهم ومن هنا ولد بنفوسنا أمل جديد يقول إننا نستطيع ولا بد أن نكسر حاجز الخوف.

حين كنا نرتب لمظاهرات يوم ٢٥ يناير من خلال حملة البرادعى التى شرفت بقيادتها قبل اندلاع الثورة بقليل وكنا ننسق مع حركة ٦ أبريل ومع صفحة خالد سعيد من خلال صديقى وائل غنيم والذى رافقنا فى العمل فى بداية تكوين الجمعية الوطنية للتغيير وحملة البرادعى.

كانت الفكرة لدينا هى التركيز فى بعض المحافظات التى من السهل استثارتها حتى تنتقل عدوى الاحتجاج إلى المحافظات الأخرى واختار الشباب الإسكندرية والسويس والمحلة الكبرى والفيوم وقنا.

كنت أرى أن اختلاف الهتافات فى المظاهرة الواحدة يضعف تأثيرها، فاقترحت على وائل عمل قائمة بالهتافات الموحدة فطلب منى إنجاز ذلك وبالفعل أعددت هذه القائمة بعد عدة اقتراحات مع عدد من النشطاء، كان أهمهم نشطاء الإسكندرية واشتملت قائمة الهتافات الموحدة على الآتى:

تحيا مصر.. تحيا مصر

عيش.. حرية.. كرامة إنسانية

حرية.. حرية.. حرية.. حرية

يا حرية فينك فينك.. الطوارئ بينا وبينك

مش هنخاف مش هنطاطى.. إحنا كرهنا الصوت الواطى

شعب تونس يا حبيب.. شمس الثورة مش هتغيب

بالروح بالدم.. نفديك يا وطن

ارفع صوتك قول للناس.. إحنا كرهنا الظلم خلاص

واحد اتنين.. احنا المصريين

صحى الخلق وهز الكون.. مصر بلدنا مش هتهون

راجعين راجعين.. يا بلدنا مش خايفين

جايين جايين.. يا بلدنا نوفى الدين

لما شعب تونس قام.. هرب اللص والمدام

حد أدنى للأجور.. قبل الشعب ما كله يثور

حقى ألاقى شغل وأعيش.. والملاليم ما بتكفيش

يلا يا مصرى صحى الروح.. الحرية باب مفتوح

المحدود الدخل يموت.. ولا ينادى بعلو الصوت

يلا يا شعب عدى الخوف.. خلى الدنيا تصحى تشوف

شعب حضارة ومجد سنين.. مش هيطاطى ليوم الدين

وفى كافيه قصر الفنون بالأوبرا اجتمعت يوم ٢٣ يناير مع النشطاء محمود عادل ومحمد أنيس وأحمد سلامة وسارة كمال ومصطفى محمد وآخرون. واتفقنا على التفاصيل الدقيقة الخاصة بنزول نشطاء حملة البرادعى يوم ٢٥ يناير، وتحملت سارة كمال مسؤولية إعداد اللافتات وكتابتها وكذلك نقلها لمكان التظاهر الذى قررنا أن يكون شارع قصر العينى بالقرب من ميدان التحرير وقررنا أيضا ألا نعلن عن مكان التظاهر إلا قبلها بقليل وباستطلاع آراء النشطاء فى المحافظات المختلفة وصلتنا القائمة التالية بالأماكن التى سيتم التظاهر بها وهى كالتالى:

أما بالنسبة للقاهرة الكبرى فقد دارت بينى وبين أحمد ماهر، منسق حركة ٦ أبريل، نقاشات طويلة حول اختيار أماكن التظاهر وكنا مجمعين على أن تضارب الأماكن وتعددها بلا حشد حقيقى سيضعف اليوم ومن المواقف الطريفة التى لا أنساها قبل يوم ٢٥ يناير بيومين حين كان وائل غنيم يتحدث معى على الشات من «الجى ميل» وكنا نتناقش فى تفاصيل التحرك النهائى وإذا به يفاجئنى أن أحمد ماهر بجواره فى قطر فى مؤتمر عن الإنترنت والتدوين، وطلب منى وائل أن ندخل على الشات نحن الثلاثة عبر إيميل الشهيد المخصص لصفحة كلنا خالد سعيد حتى لا يعرفه أحمد ماهر حيث كان وائل حريصا على إخفاء شخصيته عن الجميع وأصبحت أقوم بالشات فى صندوقين الأول أنا وماهر ووائل والثانى أنا ووائل فقط، كنت أضحك من قدرة وائل على الكتمان إذ إنه يجلس بجوار أحمد ماهر وفى نفس الوقت يقوم بالشات معه دون أن يدرى أحمد ماهر أن الجالس بجواره هو ادمين صفحة خالد سعيد الذى لا يعرفه سوى عدد يعد على الأصابع فى مصر.

المهم اتفقنا على أن تتوزع حركة ٦ أبريل ومعها الحركات الشبابية الأخرى فى شارع جامعة الدول العربية ومعهم جزء من حملة البرادعى مجموعة «معا سنغير» وهى المجموعة التى ضمت زياد العليمى وباسم كامل ومحمد عرفات وآخرين ، بينما تتوزع حملة البرادعى الأساسية عند جامعة القاهرة بميدان الجيزة وفى المطرية، وأخبرت وائل بعد ذلك أننا لابد أن نعلن بعض الأماكن التى لن نذهب إليها لتشتيت الأمن وإضعاف قدرته على الوصول المبكر لأماكن التظاهرات قبل أن تبدأ وتتم عملية الحشد المطلوب، وتم الإعلان عن الأماكن التالية:

وعلى الجانب الآخر كان هناك عدد من المجموعات الشبابية أهمها شباب من أجل الحرية والعدالة والجبهة الشعبية للتغيير السلمى وبعض المجموعات الصغيرة المنتمية لأحزاب مثل الجبهة والغد والتجمع وبعض شباب الإخوان المسلمين الذين نشطوا للمشاركة فى اليوم بشكل منفصل عن جماعة الإخوان المسلمين كانوا يقومون بالتنسيق معا للنزول من خلال عدة اجتماعات كانوا قد بدأوها معا منذ الحديث عن تكوين البرلمان الشعبى الذى حاول تنفيذه الدكتور أيمن نور والدكتور محمد البلتاجى من الإخوان المسلمين وعدد من النواب السابقين، وعقدوا آخر اجتماع لهم وحدثت اختلافات كبيرة حول تحديد الأماكن وشكل النزول، وكان الناشط أحمد بدوى أحد من حضروا هذا الاجتماع وخرج بانطباع سلبى عن نجاح يوم ٢٥ يناير بسبب هذه الاختلافات وسجل هذه الملاحظات على صفحته بـ«فيس بوك» و«تويتر»، وكان وائل غنيم حريصاً على ألا تعمل أى مجموعة بشكل منفرد ولذا حاول الاستفادة من كونه طرفاً محايداً ومجهولاً للجميع على تقريب المواقف، ولكن فى النهاية لضيق الوقت اضطر وائل لنشر الأماكن وترتيبات اليوم بعد نصيحة منى ومن الناشط محمود سامى أحد أبرز نشطاء حركة ٦ أبريل، بناء على خبرة منا فى التعامل مع النشطاء الذين لا يتفقون إلا بصعوبة بالغة.

وقمنا بتغيير المكان الرئيسى لنا كحملة البرادعى إلى شارع قصر العينى أمام دار الحكمة، وأبلغت وائل بذلك وقام بنشر ذلك على صفحة خالد سعيد، وأتذكر أن من بين الذين كانوا معنا يوم ٢٥ يناير فى هذا المكان مع حفظ الألقاب عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد اأبوالغار وبلال فضل وعبدالرحمن يوسف ووائل غنيم وحمزة نمرة ومحمد دياب وعمرو سلامة وخالد البرماوى ومحمد الجارحى، وحدث ما حدث من كسر للكردونات الأمنية وتزايد الأعداد ومطاردات مثيرة فى شوارع جاردن سيتى ثم انهيار السيطرة الأمنية بالكامل ودخلنا إلى ميدان التحرير قبل غروب الشمس بقليل لننضم إلى متظاهرى شارع جامعة الدول العربية ومجلس الشعب وكل مناطق القاهرة الأخرى، كنا لا نصدق أنفسنا، مشاعر متداخلة، نبكى ونضحك ونكاد نرقص من الفرحة، لم نكن نعلم ما الذى ينبغى فعله الآن فلم تكن هذه الخطوة فى حساباتنا، ولم نتخيل أنها من الممكن أن تحدث، أشار صديقى الشاعر عبدالرحمن يوسف بضرورة توحيد الميدان عبر صوت قوى يسمعه الجميع لذلك أخرج من جيبه مبلغاً مالياً لشراء السماعات والميكروفون لنتمكن من توجيه هذا الجمهور، بدلاً من أن يظل بلا هدف.

وقررنا أن نأخذ كهرباء من عمود النور بجوار إشارة المرور المطلة على الميدان باتجاه مطعم «هارديز»، وحين احتجنا كهربائياً وجدنا العديد من الكهربائيين ضمن المتظاهرين.. جاءت المعدات، وفشلنا فى أن نجهزها للعمل. ولكن صمم عبدالرحمن يوسف على تنفيذ الفكرة، وطلب منى أن أحضر أجهزة أخرى وقد كان، فأخرجت ما فى جيبى كاملاً، وتم شراء عدة أخرى ونجح الفنيون فى تركيبها.

أمسك عبدالرحمن بالميكروفون، وقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

يا شباب مصر.

أعلن عن بدء إذاعة التغيير ومقرها ميدان التحرير بالقاهرة.

فانفجر جمهور الحاضرين بالتصفيق والهتاف.

ثم أكمل: يعد برامجها ويحررها ويقدمها شباب مصر الثائر المعتصم بميدان التحرير- وهنا دوى الميدان بالهتاف اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام». وأخذ يحمس الشباب بخطابات حماسية وقال لهم إذا استيقظت القاهرة غداً ونحن هنا فى الميدان فستهتز مصر وتنضم إلينا وستكون ثورة كاملة، يا شباب إن أنصاف الثورات مقابر للثوار فأكملوا ثورتكم وبالفعل، امتلأ الجميع حماسة وتصميماً على البقاء فى الميدان حتى الصباح.

أعلنا كذلك عن فتح الباب للحديث فى الإذاعة لمن يريد أن يلقى قصيدة أو أغنية أو كلمة، وبدأنا بتلقى الطلبات من الجمهور، وكنت أقوم بتسجيل أسماء الراغبين فى الكلام فى ورقة، ووعدنا الجميع بأن تكون الإذاعة ملكاً للجميع، وقد كانت كذلك بالفعل، لمدة ساعتين!

بدأنا بفعاليات الإذاعة، وبدأ المتحدثون بالحديث، أذكر أن أول المتحدثين كان الدكتور علاء الأسوانى، وتحدثت أيضاً السيدة جميلة إسماعيل، والدكتور عبدالجليل مصطفى، والنائب الإخوانى محمد البلتاجى، وغيرهم.

قبل انتصاف الليل، كانت تحركات الشرطة أصبحت مريبة، لذلك وجه عبدالرحمن يوسف جموع الحاضرين إلى التفرق على مداخل الميدان المختلفة لتأمينها جميعاً.

بعد انتصاف الليل كان صوت عبدالرحمن قد بلغ به الإرهاق حداً رهيباً، فلم يتمكن من مواصلة إدارة الإذاعة، فأعلنا عن راحة قصيرة، وبدأنا بالتجول على مداخل الميدان المختلفة للتأكد من أن جميعها قد تم تأمينه وكانت هذه فكرة عبدالرحمن يوسف الذى اصطحبنى معه للاطمئنان على انتشار الشباب فى مداخل الميدان المختلفة.

وفجأة، ودون أى سابق إنذار، مع وصول عقارب الساعة إلى الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل بدأ الهجوم الوحشى من الأمن المركزى..! سقطت القنبلة الأولى على الإذاعة مباشرة..!

المدرعات تتقدم، وأصوات القنابل تدوى، والقنابل المسيلة للدموع تنطلق عالياً وتسقط فى وسط الميدان حيث الحديقة.

كنا أمام مدخل شارع كوبرى قصر النيل والقنابل يتم إطلاقها من أمام جامع عمر مكرم بكثافة رهيبة فوجئنا بأننا فى مرمى تصويبهم، فنصحنى عبدالرحمن يوسف بأن نفترق حتى إذا تم إلقاء القبض على أحد لا يتم إلقاء القبض علينا نحن الاثنين- وكأنه كان يتوقع ذلك- وبالفعل انطلق عبدالرحمن يوسف ناحية اليمين عائدا للصينية وأكملت أنا طريقى ناحية المتحف وحدث تدافع رهيب بسبب استمرار القصف وكثافته ومحاولتنا الخروج بسرعة من الميدان الذى أصبحت الرؤية به شديدة الصعوبة بسبب قنابل الدخان المسيل للدموع التى لم تتوقف، وفجأة شعرت بعمود من النار يخترق ساقى اليمنى وسقطت على الأرض من شدة الإعياء وفى نفس اللحظة وقعت قنبلة بجوار وجهى، وانبعث الغاز بسرعة فائقة فى وجهى وشعرت حينها بأننى أموت فعلاً خاصة أننى أعانى من ضيق تنفس شديد وحساسية مزمنة بصدرى أعالج بها منذ صغرى.

تمنيت فى هذه اللحظة الموت من شدة الألم الذى مزق صدرى، كنت أسعل بشدة يكاد قلبى يتوقف معها مع هذه الكمية الكبيرة من الغاز الخانق، لم أستطع التحرك وظللت على الأرض ودموعى تسيل وأنا أرى تدافع الشباب ومحاولتهم الخروج من الميدان وسقوط الكثير على الارض اختناقا بسبب الكم الهائل الذى لم يتوقف من القنابل، لم أتخيل أن يفعلوا بنا كذلك، إننا مصريون مثلهم ولسنا أعداء للوطن، كيف يتعاملون معنا بهذه الوحشية ونحن شباب هذا الوطن وصفوته.

وتم إخلاء الميدان بالقوة واعتقالى، ما زلت أتذكر صوت الشخص الذى كان يحقق معى وأنا معصوب العينين وهو يقول لى: أنتم بيتلعب بيكم واللى نزلوا المظاهرات دول إخوان مسلمين بتكليف من البرادعى وأمريكا، إحنا عارفين إنك بتحب البلد إنت والشباب اللى زيك بس إنتم اضحك عليكم والبرادعى اللى إنت بتدافع عنه ده عميل لأمريكا وإسرائيل وهو اللى باع العراق لأمريكا، مش عارف تبقوا إزاى متعلمين ومتعرفوش كده وتفضلوا ماشيين وراه وعاملينه زعيم، وعموما هو سابكم أهو لوحدكم ومش سائل فيكم بعد ما ورطكم. أجبته بانفعال: الكلام د مش صح، يا فندم أنا زى شباب كتير من ولاد الطبقة المتوسطة اللى نزلوا النهارده وعملوا المظاهرات دى، إحنا ممكن نكون مرتاحين نسبيا، لكن ما ينفعش نلاقى الغلابة بتاكل من الزبالة والناس بتموت عشان معندهاش فلوس تصرف على علاجها، يا فندم احنا كنا بنهتف النهارده عيش حرية كرامة إنسانية إنتم ليه مستكترين علينا ده، عايزين نعيش زى ما كل الناس عايشة ونحس إننا بشر.

قاطعنى قائلا: والله إنتم طيبين والإخوان والبرادعى ضحكوا عليكم ووظفوكم لأغراضهم وإنتم اللى هتدفعوا التمن قلت له: على فكرة اللى نزلوا دول شباب مصرى مالهوش فى السياسة ومش تبع الإخوان، لازم تصدقوا دا، فى حاجة فى مصر اتغيرت ولازم تتعاملوا معاها بشكل جديد، إحنا مش خونة ولا تبع حد واللى حصل النهارده بيأكد إن خلاص مش هينفع تتعاملوا معانا بنفس الأسلوب.

لم يقتنع بكلامى هو ونظامه واستمروا فى إنكار الواقع إلى أن قامت الثورة الحقيقية يوم ٢٨ يناير، هذا اليوم الذى أعتقد أنه التاريخ الحقيقى لاندلاع أروع ثورة إنسانية فى التاريخ الحديث.

سلط الإعلام الضوء على أشخاص مثلى ومثل وائل غنيم وشباب ائتلاف الثورة وبقية الائتلافات على أننا أبطال الثورة ولكن ضميرنا يوجب علينا أن نؤكد أنه لا يوجد أبطال لهذه الثورة، فالشعب المصرى هو البطل الوحيد وهو الذى صنع الثورة الحقيقية، مهما بدا للناس غير ذلك فليست صفحة على الإنترنت ولا حركة احتجاجية شبابية أو أفراد قرروا النزول لمظاهرة أن يدعوا أنهم سبب الثورة فهذا هراء، بل كانت الثورة نتيجة تراكم لنضال طويل شارك فيه جميع المصريين من مختلف الطبقات والأجيال، هناك من مهدوا لنا الطريق بعطائهم وبذلهم وثباتهم، هناك من صودرت أموالهم ومن حوكموا عسكريا ومن قتلوا فى سجون مبارك بالتعذيب ومن كسروا حاجز الخوف فى الاحتجاجات العمالية والسياسية، وشاء الله أن يحصد جيلنا ثمرة هذا التراكم.

هناك جنود مجهولون فى كل محافظات مصر ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن وحريته، هناك كثيرون لم يعرفهم الإعلام ولم يعرفهم الناس ولكن الله يعرفهم وسيجازيهم بالخير.

صناع الإحباط واليأس يقولون إن الثورة لم تصنع شيئاً على الإطلاق وقد فشلت الثورة، وهذا كلام لا علاقة له بالواقع، إن ما حققته الثورة كثير كثير وأعظم ما صنعته الثورة من وجهة نظرى أنها كسرت حاجز الخوف لدى المصريين فلم يعودوا يخافون من طاغية ولا قمع ولا استبداد.

وهذه هى أهم ضمانة لنجاح هذه الثورة واستكمال تحقيق أهدافها، لن يستطيع أى شخص ولا مؤسسة أن تستعبد هذا الشعب مرة أخرى، بل سيقرر الشعب ما يريد وسينفذه مهما طال الأمد أو تعثرت الخطوات.

نقسم بالله العظيم ونحن نبدأ برلمان الثورة أن نكمل أهداف الثورة وأن نكون أوفياء لدماء الشهداء التى لن تضيع هباء، لقد بدأنا السير فى الطريق ومازال هناك ما يجب إنجازه وسننجزه طالما أن الأمل بقلوبنا والحلم لهذا الوطن.. سنكون يوما ما نريد.

الاثنين، 23 يناير 2012

إنجازات مبارك حتى يوم 24 يناير 2011























ولنعرف حجم الإنجازات نقارن ذلك بمصر فى عهد الملك فاروق

الجمعة، 20 يناير 2012

وماذا بقي من الثورة؟ بقلم فاروق جويدة


بعد أكثر من ستين عاما مازال الخلاف قائما حول ثورة يوليو؟ وهل كانت ثورة أم انقلابا عسكريا؟‏..‏ وبعد عشرات السنين مازال الخلاف حول سعد زغلول وهل كان ثائرا أم مصلحا؟‏..‏

أما عرابي فحدث عنه ولا حرج فقد كان زعيما قاد ثورة انتهت به إلي المنفي ليعود إلي مصر ويقابله الناس بكل ألوان الجحود والنكران.. إن هذا يعني بالضرورة أننا اختلفنا وسوف نختلف أكثر علي ثورة يناير.. هناك من يراها انتفاضة مجموعة من الشباب.. وهناك من يري فيها أصابع خارجية وتمويلا أجنبيا.. وهناك من يري أنها ثورة حقيقية بكل مقاييس الثورات.. وفي كل الحالات سوف نترك للتاريخ الحكم النهائي في تشخيص الحالة ووضعها في مكانها الصحيح..
في هذا السياق فأنا واحد من الذين رأوا من البداية أننا أمام ثورة حقيقية وأن الشعب المصري شارك في هذه الثورة بكل طبقاته,وان الجيش المصري ساند هذه الثورة وكان له دور بارز في حمايتها,وهذه مقدمة لابد أن نتفق عليها من البداية,أما حكم التاريخ فسوف يكون منصفا لهذه الثورة..
في خلال عام واحد شهدت مصر مجموعة أحداث كبري من الصعب أن تتم إلامن خلال حدث كبير يهز أركان المحروسة.. ومثل كل الزلازل والبراكين هناك أنهار وعيون ماء تتفجر ومناجم ذهب تخرج إلي سطح الأرض, وهناك نيران وضحايا وخسائر.. وإذا توقفنا أمام أحداث يناير علينا أن نراجع ما ترتب علي هذا الحدث الضخم خلال عام واحد.. كل الظواهر المرئية وغير المرئية قبل يناير كانت تؤكد أن مصر علي أبواب حدث كبير وأننا أمام حالة فوران شعبي سوف تحمل متغيرات ضخمة وهو ما حدث..
من كان يصدق في بداية عام2011 أن يتم خلع الرئيس السابق وتنحيته عن الحكم وهو الذي كان يستعد لدخول انتخابات جديدة ليكمل بها أربعة عقود في حكم, مصر كأطول فترة لحاكم منذ عهد الفراعنة.. ومن كان يصدق أن نشاهد الرئيس نفسه مع أبنائه ورموز حكمه خلف القضبان وهم ينتظرون الآن كلمة العدالة..
من كان يصدق أن يتم في أسبوع واحد تغيير الحكومة الذكية وإلغاء مجلسي الشعب والشوري واحتراق الحزب الوطني وخروجه تماما من منظومة العمل السياسي وإلغاء جهاز أمن الدولة واختفاء المئات من رموز العهد البائد في السلطة والأجهزة التشريعية والحزبية..
من كان يصدق أن تجري في مصر انتخابات برلمانية حرة ونزيهة يتخلص فيها المصريون تماما من فلول الحزب الوطني, وأن يتحدث العالم كله عن النجاح الساحق للقوي الإسلامية في الانتخابات.. لا يستطيع أحد أن يشكك في أن هذه الانتخابات كانت حدثا فريدا في تاريخ مصر.. قد تكون المفاجأة فيها أن فوز الإسلاميين بهذه الصورة لم يكن متوقعا.. ولكنها الديمقراطية التي لابد أن نمارسها بقواعدها وهي الإرادة الشعبية, وإذا كان من الصعب أن نغير نتيجة مباراة في كرة القدم فكيف نطعن في إرادة واختيار60% من أصوات المصريين.. إذا كانت نتيجة الانتخابات قد أزعجت تيارات سياسية مختلفة فإن عليها الآن أن تعيد حساباتها وتستعد لانتخابات قادمة فنحن في معركة مفتوحة..
من كان يصدق أن تشهد مصر خلال عام الثورة أكبر تظاهرات يشهدها تاريخ هذا الوطن في حشود شاركت فيها الملايين.. من ينسي خروج15 مليون مواطن ليلة تنحي الرئيس السابق في احتفالية لم نشهدها من قبل.. من يصدق أن تخرج أكثر من مليونية طوال هذا العام لم تحرسها الشرطة ولم يشارك الجيش في حمايتها أمنيا.. مليون مواطن بلا حراسات أو تأمينات أو قوات أمن ولا تحدث أزمة واحدة.. مظاهرات سلمية يشارك فيها الملايين وتعود إلي بيوتها آمنة سالمة.. هل هناك من يشكك في أن هذا السلوك الحضاري الرفيع كان شيئا جديدا علينا.. كيف استطاعت قوي الثورة من الشباب أن تحافظ علي هذه الصورة منذ بداية الثورة وأن تقدم للعالم صورة شعب عظيم مارس العمل السياسي في أول تجربة له بهذا الرقي وحرص علي أن تكون المظاهرات سلمية في كل شيء..
من كان يصدق أن يتم تشكيل عشرات الأحزاب السياسية الصحيحة دون الدخول في مساومات وصفقات مع الحكومة في إجراءات روتينية وإدارية ساذجة كانت تمثل نموذجا للفساد السياسي بكل صوره وآلياته.. في شهور قليلة خرجت للنور أحزاب الحرية والعدالة والنور والكتلة والعدل والثوار والجماعة الإسلامية.. هناك أحزاب سياسية في العصر البائد بقيت سنوات طويلة تنتظر فرمانا حكوميا بظهورها.. وهناك أحزاب تم تدميرها بالكامل والإطاحة بكل رموزها مثل حزب العمل وجريدته الشعب ورئيسه الراحل إبراهيم شكري, هذا بجانب المحظورات التي وضعها الحزب الحاكم في وجه المعارضة خاصة الأخوان المسلمين ما بين المعتقلات والسجون..
قد تكون الدولة أسرفت في ظهور عدد كبير من الأحزاب بعد الثورة ولكن هذه هي شروط اللعبة السياسية التي تسمي الديمقراطية أن ظهور هذا الكم من الأحزاب ومشاركتها في العملية الانتخابية كان من أهم إنجازات ثورة يناير..
من كان يصدق أن يتم الإفراج عن هذا العدد الرهيب من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية والذين بلغ عددهم في ظل النظام السابق في مرحلة من المراحل أكثر من45 ألف معتقل سياسي.. ومع هؤلاء كان خروج ملفات كثيرة من مقار أمن الدولة أدانت بشدة الحكم البوليسي الذي مارس كل ألوان البطش ضد المعارضة السياسية بكل أشكالها..
من كان يصدق أن مصر كانت تعيش فوق هذا المستنقع الرهيب من الفساد في كل شيء, وهو الذي طفح مرة واحدة علي وجه الإعلام المصري وأصبح حديث العالم كله.. وكيف المصريون أن يعيشوا في ظل هذا المستنقع ثلاثين عاما ما بين الفقر والجهل والجوع والأمية.. لقد طفت علي السطح مئات المشاكل ابتداء بسكان العشوائيات وأطفال الشوارع وضحايا البطالة وفساد مؤسسات الدولة ونهب ثروات الشعب وهروب بلايين الدولارات.. لقد كشفت الثورة الوجه القبيح لنظام سياسي فاسد أضاع علي هذا الشعب كل فرص التقدم في كل شيء في التعليم والصحة والسكن والفكر والثقافة والمرافق والخدمات والحياة الكريمة..
اكتشف المصريون أن مصر بلد غني ولكنه منهوب.. يسكنه85 مليون مواطن تحكمهم قشرة من مجموعة أشخاص يأكلون كل خيراتها.. إنهم عصابة استولت علي الحكم والمال والموارد وسخرت كل شيء لحمايتها في ظل سلطة قمع رهيبة استباحت حرية الإنسان ومطالبه..
من كل يصدق أن نسقط أخطر مؤامرة دبرها النظام السابق ورموزه المتعفنة لتوريث الحكم والعودة بنا إلي ملكية مشبوهة.. لم يكن أحد في مصر في دائرة السلطة والقرار يستطيع أن يتحدث حتي همسا حول قضية التوريث, كان كل شيء يمضي نحو الهدف المنشود من خلال ترتيبات جهنمية للوصول إلي التوريث باستخدام كل ما هو مشروع وغير مشروع.. ومع سقوط مؤامرة التوريث سقطت عصابة رجال الأعمال وهذا الزواج الباطل بين المال والسلطة بكل ما حمله من مظاهر الخراب والدمار والنهب لموارد هذا البلد..
من كان يصدق أن تخرج فلول الحزب الوطني المنحل من الانتخابات البرلمانية بهذه الصورة القاطعة التي حكم فيها الشعب بإقصاء هذه الفلول دون اللجوء إلي عزل سياسي.. إن قرار الشعب كان قرارا حاسما باستبعاد هذه الفئات الضاله من مسيرة المستقبل.. هناك أسماء كثيرة من فلول العهد السابق حاولت أن تلحق بمواكب الثورة حتي تتطهر من تاريخها القبيح ولكن الشعب استطاع كشف هذه الوجوه..
من كان يصدق أن تشهد مصر هذه المساحة من الحريات رغم ما شابها من تجاوزات.. رئيس سابق أمام القضاء مع أبنائه يواجهون العدالة.. رموز النظام السابق الذين شاركوا في منظومة الفساد والإفساد خلف القضبان, حرية غير مسبوقة علي الشاشات تتحدث في كل شيء دون حسابات لأي شيء.. عشرات الوجوه التي أخرجت ما لديها من شهادات وأوراق وخطايا للنظام السابق.. معارك صاخبة بين القوي السياسية المختلفة حيث لا حدود لشيء.. ورغم ما حدث من تجاوزات في حق المجلس العسكري والحكومة والسلطة والأحزاب وشباب الثوار والقوي السياسية الأخري رغم هذه النغمات العالية والحوارات الفجة إلا أن الواقع المصري الجديد استوعب كل هذه الظواهر الجديدة وبدا الشارع المصري وكأنه يعيد تشكيل نفسه مرة أخري..
سوف يقول البعض إنني تحدثت فقط عن إيجابيات عام الثورة ولم أذكر شيئا عن السلبيات وهي كثيرة ابتداء باختلال منظومة الأمن وانتهاء بخسائر الاقتصاد وما حدث مع الشهداء والمصابين.. أقول.. لا توجد ثورات بلا خسائر ولا توجد أحداث كبري بلا ضحايا.. ونحن أمام بركان ضخم مازلت اعتقد أنه أخرج عيون ماء ومناجم ذهب في هذه الأرض, وهناك نيران هنا ودخان هناك والوقت وحده سوف يعيد للأرض سكونها..
مازلت أعتقد أن مصر في عام2011 تختلف كثيرا عن كل الأعوام السابقة ويكفي أن هناك جيلا جديدا من الشباب من حقنا أن نفخر به فقد فتح لنا أبواب مستقبل جديد سوف يكون بإذن الله أكثر أمنا ورخاء..

الجمعة، 6 يناير 2012

سيد بلال ..الذى زلزل عرش مبارك




فى مثل هذا اليوم من العام الماضى توفى سيد بلال المواطن البسيط بعد أن قاموا بتعذيبه فكان موته السمار الأخير فى نعش نظام مبارك الفاسد وبعد أقل من عشرين يوما تزلزل عرش مبارك بدعوة المظلومين فى جوف الليل


سيد بلال (1981 - 6 يناير 2011) مواطن مصري يقطن في الاسكندرية اعتقله رجال جهاز أمن الدولة هو ومعه الكثير من السلفيين للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين وقاموا بتعذيبه حتى الموت.وكانت الشرطة المصرية قد اقتادت سيد بلال من مسكنه فجر الإربعاء 5 يناير وأخضعته للتعذيب ثم أعادته إلى أهله جثة هامدة بعدها بيوم واحد.إثر مقتله بتسعة عشر يوما اندلعت انتفاضة شعبية في مصر أطاحت بالرئيس حسني مبارك وألقت بوزير الداخلية حبيب العادلي في سجن طرة، وكان مصرع سيد بلال أحد الأسباب المباشرة لاندلاع هذه الانتفاضة وسمي اليوم الخامس عشر من أيام ثورة الغضب المصرية بيوم الشهيد بلال.وسيد بلال يبلغ من العمر 30 عاما ومؤهل بدبلوم صناعي وعمل في شركة بتروجيت حتى عام 2006 حين اعتقل وأودع سجن ليمان أبي زعبل.ثم عمل براد لحام.وهو أب لطفل عمره سنة وشهران.[قال خالد شريف محامي سيد بلال وصهره ان الضابط حسام الشناوي هاتف سيد بلال صباح الثلاثاء 4 يناير وطلب منه الحضور في المساء من أجل استجوابه في قضية ما.ولما حضر سيد بلال إلى مقر أمن الدولة بشارع الفراعنة بالإسكندرية ذهبوا بمرافقته إلى منزله بغية تفتيشه حيث بعثروا محتوياتها واستولوا على القرص الصلب الخاص به.وفي السابعة من صباح الخميس ورد اتصال من مركز زقيلح الطبى إلى أهل سيد يفيدهم بالحضور لاستلام جثة سيد بلال حيث وجدوا بها جروحا ثاقبة في جبهة الرأس وسحجات متعددة بالساعدين الأيمن والأيسر وبالقدمين إضافة لسحجات وزرقان عند الخصر والعانة.
واشتهرت أجهزة الشرطة المصرية بتعذيب المواطنين لاجبارهم علي اعتراف لجرائم لم يفعلوها بما يسمي تقفيل القضايا وتستخدم كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي والصعق بالكهرباء والضرب في أماكن مؤلمه وحساسة
وذكر المستشفى أن مجهولين ألقيا بجثة سيد بلال أمام المستشفى قبيل أن يلوذوا بالفرار.وأن دقات قلب سيد بلغت 170 دقة في الدقيقة وان ضغطه بلغ 50 على 30

حررت أسرة سيد بلال محضر اتهام لجهاز أمن الدولة بتعذيب ابنها حتى الموت أمام النيابة العامة وأرفقت معه التقرير الطبي.حيث شرعت نيابة الإسكندرية في فتح تحقيق موسع واستدعاء كل الضباط الذين وردت أسمائهم في المحضر للتحقيق.وهددت قيادة أمنية كبيرة في الإسكندرية إبراهيم بلال شقيق سيد وصهره خالد يوسف باعتقالهما إذا لم يتنازلا عن اتهام جهاز أمن الدولة حيث اجتمع بهما وعرض عليهما قرار اعتقال دون فيه اسمهما وسينفذ القرار إن هما لم يسقطا اتهامهما لجهاز أمن الدولة بقتل سيد.لكن أسرة سيد أصرت على مواصلة الدعوى وحثت على سرعة اصدار التقرير الطبي للجثة حتى يتمكنوا من المطالبة بسرعة محاكمة الجناة.وقالت شقيقة سيد أن الأسرة لا زالت تحت ضغوط أمنية شديدة للتنازل عن الدعوى المرفوعة كما ذكرت أن صحة أم سيد قد تدهورت وأن زوجته قد أجهضت الجنين الذي في بطنها بسبب تردي حالتها

كما تعرض إبراهيم بلال توأم سيد إلى حالة شلل نصفي نفسي جراء الضغوط الأمنية علي أسرته لثنيها عن اتهام جهاز المباحث بقتل شقيقه .

ولايزال التحقيق مستمرا

نقلا عن شبكة رصد

الخميس، 5 يناير 2012

مهندس الإنتفاضة .......وذكرى لن تموت






في مثل هذا اليوم منذ ستة عشر عاما استشهد أحد أهم رموز المقاومة الفلسطينية "يحي عياش "

في مثل هذا اليوم منذ ستة عشر عاما اصابت رصاصات الغدر البطل الشهيد يحيي عياش, أحد أبرز قادة المقاومة العسكرية في تاريخ فلسطين ، وأحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ..
وهو أول من أدخل أسلوب عمليات التفجير في الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي حيث تركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة.

وأطلق عليه لقب "مهندس الانتفاضة "

ولد فى 6 مايو 1966فى قرية رافات بطولكرم جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية
حفظ القرآن في السادسة من عمره، ونشأ في رحاب المساجد، درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهله للدراسة في جامعة بيرزيت وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في عام 1988 وبرع في علم الكيمياء. وفيها أصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، ولم يمنعه ذلك من إتمام دراسته بتفوق. بعد التخرج حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا لكن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبه..
تزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هم البراء ويحيى.
تعتبر الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي إندلعت في ديسمبر 1987 هي بداية أعماله ضد إسرائيل، وكان عمره وقتها 21 عاماً، حيث كتب رسالة إلى حركة حماس وتحديداً لكتائب عز الدين القسام يوضح لهم فيها خطة لمهاجمة الإحتلال الإسرائيلى

نشط في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994 طور أسلوبا للمقاومة عرف باسم (العمليات الاستشهادية)،
وأصبحت مهمته إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار، وقد استطاع أن ينقل المعركة إلى قلب المناطق الآمنة التي قال الإسرائيليين أن أجهزتهم الأمنية تسيطر فيها على الوضع تماماً، فبعد العمليات المتعددة التي نفدت ضد مراكزهم ودورياتهم العسكرية نفذ مسلحو حماس بتخطيط منه كونه قائدهم عدداً من العمليات الهامة والمؤثرة، لتبلغ خسائر الإسرائيليين في عملياته 76 قتيلا و400 جريحا
...............
واعتبر مسؤولاً هذا النوع من الهجمات، مما جعله هدفاً مركزياً لإسرائيل
منذ 25 أبريل 1993 عرفت المخابرات الإسرائيلية اسمه كمهندس للعبوات المتفجرة والسيارات المفخخة وبدأت بعمليات مراقبته للقبض عليه واعتبرته اسرائيل المطلوب الأول على قائمتها
...
وفي 5 يناير 1996، وفي بلدة بيت لاهيا شمال غزة ، استطاعت المخابرات الداخلية الإسرائيلية اغتيال المهندس عياش باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال

وقد شيعه نحو نصف مليون فلسطيني، وثأرا له نفذت حركة حماس سلسلة عمليات استشهادية أدت إلى مصرع نحو 70 اسرائيليا وجرح مئات آخرين
...................
قالوا عنه
إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى قدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع".. هكذا وصف شمعون رومح أحد كبار العسكريين الإسرائيليين الفلسطيني يحيى عياش ولم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية كلها شاركته الإعجاب حتى لقبته بـ: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري".

كما قال رئيس وزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست".
وقال أيضًا: "لا أشك أن المهندس عياش يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها"
................................
رحم الله يحيى عياش وتقبله فى الصالحين

شاهد هذا الفيديو عن اسطورة المقاومة الفلسطينية ومؤسس مدرسة الإسشهاديين فى فلسطين


http://www.youtube.com/watch?v=VK7h8vmTdK0