الأحد، 4 أكتوبر 2015

الرحلة اليابانية !

 سمعتم بالرحلة اليابانية؟

.....

في عام 1906 و في قرية "جرجا" بمحافظة سوهاج في صعيد مصر اشترى أحد الشيوخ صحيفة.. و لفت انتباهه خبر غريب مفاده : "رئيس وزراء اليابان الكونت " كاتسورا " أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة و أصحاب الديانات.. كي يجتمعوا في مدينة طوكيو في مؤتمر عالمي ضخم .. يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته.. و من ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون ديناً رسمياً للإمبراطورية اليابانية "!!

فقد رأى اليابانيون أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضاري و رقيّهم المادي الذي وصلوا إليه ؛ فأرادوا أن يختاروا ديناً جديداً للإمبراطورية الصاعدة .. يكون ملائماً لتلك المرحلة من تاريخهم ..

عندها أسرع هذا الصعيدي المتحمس لنصرة دينه إلى شيوخ الأزهر.. فكتب في صحيفته الخاصة "الإرشاد" نداءً عاماً لعلماء الأزهر كي يسرعوا بالتحرك لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد ? إلى أقصى بقاع الأرض .. و لكن لا حياة لمن تنادي ..فلم يسمع الشيخ إلا عبارات: إن شاء الله" ،"ربنا يسهّل" وهكذا !

و رغم كل هذا الإحباط لم يستسلم هذا الصعيدي البطل ؛ فحمل همَّ أمة كاملة على كتفيه ..

انطلق إلى قريته ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جلّ ثروته.. لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة ..التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ، و منها إلى عدن ، فبومباي فجزيرة سيلان ، ومن هناك استقل باخرة متجهة لسنغافورة ، ثم إلى هونج كونج ، ثم سايغون في الصين ؛ ليصل أخيراً إلى ميناء يوكوهاما الياباني بعد مغامرة بحرية لقي فيها الأهوال..

و هناك في اليابان كان العجب ! ..فقد تفاجأ الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخ هندي.. و شيخ من تونس.. و شيخ صيني من تركستان .. و آخر قوقازي من مسلمي روسيا ، كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة ..ليجدوا أن الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني أرسل وفداً كبيراً من العلماء الأتراك !

اجتمع أولئك الدعاة جميعاً و كوّنوا وفداً إسلامياً ضخماً من أقطارٍ مختلفة.. ليحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد ? في وجدانه ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصياً ..

و هناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية .. و كاد امبراطور اليابان " الماكيدو " نفسه أن يُسْلم على يد ذلك الشيخ الصعيدي البطل.. بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام ..إلا أنه خاف على كرسيه الامبراطوري بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر! ..

فأخبر " الماكيدو " الشيخَ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا شك ..

فخرج الجرجاوي - رحمه الله - إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين.. ثم يعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة في كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات أسماه "الرحلة اليابانية" .. وضع فيه نفائس القصص الممتعة التي عايشها في رحلته الدعوية إلى اليابان ..

أنا متأكد أن غالبية المسلمين لم يسمعوا من قبل عن هذا الشيخ الرباني "علي الجرجاوي" ..لأننا مع الأسف أمة لا تقرأ تاريخها.. و لا تطبّق ما تقرأ لتنهض بنفسها والله المستعان ..

تحميل الكتاب

 http://www.4shared.com/office/gktHaJ9yce/1325.html


وهذا رابط آخر