السبت، 16 أبريل 2011

حتى لاتتكرر الثغرة




في تاريخ الأمم لحظات فارقة


في تاريخ مصر الحديث شهدنا أعظم هذه اللحظات في التاريخ العسكري في حرب أكتوبر 1973 حين توحد الشعب والجيش في نصر تاريخي


وفى 25 يناير كانت أعظم هذه اللحظات في التاريخ الديمقراطي حين خرج مجموعة من الشباب الوطني المخلص معظمهم من الطبقة فوق المتوسطة يرفعون لافتات تحمل شعار كرامة حرية عدالة اجتماعية لم يكن لمعظمهم بعد سياسي أو انتماء حزبي



ورغم بساطة الطرح وغياب المعارضين التقليدين في البداية تجاوبت معهم حشود الشعب و زاد التجاوب بشكل غير مسبوق بعد القمع الأمني الغاشم وسقوط الشهداء إلى أن توحدت كل طوائف الشعب و أبناء هذا الوطن في لحظة تاريخية وحينما اقتربت لحظة الصدام بين السلطة والشعب تدخلت المؤسسة العسكرية إلى جانب الشعب لتحمى الثورة وتعزل رئيسها من رئاسة الوطن ككل ولتجنب البلد مصيرا لايعلمه إلا الله



ويكفى أن ننظر إلى ليبيا واليمن لنعرف ماذا لو...... ؟


ومع سقوط النظام ونجاح الثورة فيما يشبه الزلزال الذي لاتزال توابعه تتوالى ونتائجه تتابع سادت حالة من الفوضى ولاتزال مستمرة وسوف نتناول الفوضى السياسية فى هذه السطور


مما لاشك فيه أن القادة الحقيقيون لهذه الثورة هم الشهداء الذين يقدر عددهم بأكثر من ألف شهيد لم تدعى كل التنظيمات أن لها فيه أكثر من مائة شهيد وتبقى الأغلبية من أبناء هذا الشعب


ورغم تباين شباب الثورة في الأيدلوجيات والانتماءات فما يميزهم حاليا هو بروز قيادات شبابية تضع نفسها فوق الشعب والجيش وتعطى لنفسها الحق في الوصاية على المجتمع بل ويتجاوز ذلك إلى توجيه النقد الجارح والاتهامات بالخيانة والعمالة لقيادات شعبية ورموز وطنية وهو ماجعل البعض يشبههم بالضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة ليضعوا أنفسهم مكان الملك وحاشيته وآخرون شبههم بالرئيس المخلوع الذي ظل يمن على شعبه باشتراكه في حرب أكتوبر


إن أعظم خطايا النظام السابق هي حكومة رجال الأعمال التي تعاملت مع الوطن بمنطق المكسب والخسارة فتراكمت ثرواتهم على حساب الشعب الفقير لذلك لن يقبل الشعب أن يستبدل الضباط الأحرار بالشباب الأحرار ولا رجال أعمال بشباب ثوار



الثورة بدأها الشباب وشارك فيها الشعب كله ودفع فيها من دماء أبنائه أثمن مايملك وحسم الجيش المعركة بوقوفه إلى جانب أبناء شعبه ولذا من منطلق حبي للوطن والشباب أوجه للشباب هذه الكلمات للخروج من الفوضى السياسية



أولا :مراعاة اللياقة واللباقة مع آبائهم في المؤسسة العسكرية وفى الحكومة المدعومة من الشعب برئاسة د عصام شرف ولا يعنى ذلك ترك النقد والتصحيح بل ترك الإساءة والتجريح وتوجيه الاتهامات بلا دليل


ثانيا :تثمين وتقدير الجهود السابقة والتاريخ النضالي للقيادات الوطنية قبل الثورة مثل حركة كفاية والإخوان وغيرهم


ثالثا :ان لاينشغلوا بتصفية الحسابات مع الآخرين لان الانتقام دائرة مفرغة لامخرج منها ولنوجه جهودنا لتنمية الوطن وتقدمه والحفاظ على مكتسباته من الثورة


رابعا:أن يحترموا مؤسسات الدولة وعلى وجه الخصوص المؤسسة القضائية وأن يتركوا للقضاء أن يحاسب المفسدين ويعاقب المخطئين وان نعتبر المحاكم الاستثنائية جزءا من الماضي رابعا :إنهاء الإعتصامات والإضرابات بعد أن تحققت كل مطالب الثورة بمافيها محاكمة مبارك ولا نكون نحن من أسباب الفوضى وعدم الاستقرار وهو اخطر مايهدد أمن وسلامة الوطن والمواطنين في المرحلة المقبلة

خامسا : احترام إرادة الشعب وخياراته وعدم التلميح إلى جهله أو عدم قدرته على الإختيار


وأخيرا نحن نريد حكومة واحدة هي حكومة د عصام شرف المدعومة من الشعب والجيش وأن يلتف حولها كل فئات الشعب من الشباب والإخوان والأقباط والأحزاب ضد حكومة اللهو الخفي كما قال ا فاروق جويدة ولا نترك الثغرة بين الجيش والشباب تفسد النصر كما قال ا صلاح منتصر



ملحوظة هامة :الصورة المرفقة من تونس