الاثنين، 15 يونيو 2009

الإخلاص 3

إن أي عمل من الإعمال الصالحة إما أن يكون ميتا عند الله وإما أن يكون حيا
يكون حيا إذا كان فيه إخلاص ويكون ميتا إذا لم يكن فيه إخلاص
قال ابن عطاء فى حكمه : الأعمال صور قائمه وأرواحها وجود سر الاخلاص فيها

موانع الاخلاص

((الـمانع الاول للاخلاص))
الـحسد الناشيء من الـمنافع الـمادية. هذا الـحسد يفسد الاخلاص تدريـجياً، بل يشوه نتائج العمل، بل يفوّت حتى تلك الـمنافع الـمادية ايضاً.

((الـمانع الثاني للاخلاص)):
هو رؤيته لعمله وإعجابه به وحجابه به عن المعمول له وبالعبادة عن المعبود.
و اعطاء ما يداعب انانية النفس الامارة بالسوء وما تستشرفه من منزلة ومكانة.

((الـمانع الثالث للاخلاص)):

هو الـخوف والطمع
الخوف من الخلق والتطلع إلى ما فى أيديهم والطمع فى متاع الدنيا الفانى.

الطريق إلى الإخلاص

1- استحضار النية فى جميع الأعمال
فى العبادات فالنية شرط لصحة العبادة
وفى العادات لتتحول العادة الى عبادة
إن جميع الأعمال المباحة التي نقوم بها مثل النوم والطعام والشراب وطلب الرزق والعمل وغيرها يمكن تحويلها من عادات إلى عبادات نحصل بها على آلاف الحسنات بشرط أن ينوي المسلم عند القيام بها التقرب إلى الله سبحانه وتعالى
قال صلى اله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .
وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر و لرجل ستر، و على رجل وزر، فأما الذي هي له أجر اتخذها في سبيل الله، فلو عرض له نهر فسقاها منه كان له بكل قطرة تدخل في بطونها أجر، و لو عرض له مرج فرعت فيه، كان له بكل شيء يدخل في بطونها أجر، و بكل خطوة تخطوها أجر، حتى ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها، وأما الذي هي له ستر، فرجل اتخذها تجملا وتكرما، ولم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها، وأما الذي هي عليه وزر فرجل أتخذها أشرا وبطرا ورئاء الناس ولم يؤذ حق ظهورها ولا بطونها. رواه البخارى ومسلم
2 – الاستعانة بالله و إستشعار عظمته تعالى والتعرّف على أسمائه وصفاته _جل وعلا_00
والانكسار له لأن ما يستحقه الله _تبارك وتعالى_ من العبودية لا يُقدَّر بشيء و كل خير فيك، فهو فضل الله وإحسانه عليك وهو وحده الذي ينفع
ويضر ، فوجب إفراده بالعبادة
3 - الاعتراف الدائم بنعم الله عليك
قال تعالى
( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم مؤمنين )
4 - محاسبة نفسك، فتنظر في باعث العمل قبل إتيانه00وفى أثنائه.... وبعد انتهائه وتسغفر الله على تقصيرك فيه
5- العمل الصالح يقوي نور الإيمان وهذا الذي ينمي في القلب الاخلاص
والأعمال الصالحة كثيره ومتنوعة فهناك الصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك عبادات لسانيه وعبادات ماليه فالعبادات متنوعة والأعمال الصالحة كذالك فما الحكمة في ذالك؟

ذالك أن لكل نوع من العبادات تأثيرا خاصا علي القلب يختلف عن تأثير الأخر والقلب بحاجه إلي مجموع التأثرات . فمثلا عندما يدفع الإنسان مالا فتأثير ذالك يختلف عن تأثير الصلاة في النفس وللصوم تأثير في القلب يختلف عن هذه الأعمال. فالزكاة مثلا لها تأثير علي القلب وتخلصه من أثر الشح والصلاة لها تأثير علي القلب وتخلصه من الكبر وهكذا.
لذا يقول ابن عطاء فى حكمته التالية... تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال

ابن عطاء يلفت نظرنا في هذه الحكمة إلي هذا الموضوع . يلفت النظر إلي أن الله عز وجل نوع الأعمال الصالحة ونوع التكليف لنا بأخلاق الإيمان للان لكل خلق من هذه الأخلاق وكل عمل صالح له تأثيره الخاص علي القلب والنتيجة هي الوصول إلي القلب السليم فهذه هي الحكمة من تنوع التكليفات الالهيه.

وابن عطاء يربط هنا بين الأعمال و الواردات التي ترد علي القلب وكلمه الوارد لها أصل في الشريعة فأي عمل صالح له وارد علي قلبك هذا الشيء الذي ينصب في القلب كأثر عن الأعمال الصالحة يسميه الصوفية واردا.يقول ابن عطاء ( تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال ) قلبك بحاجه إلي أنواع من الواردات لذالك كلفك الشارع بمجموعه من الأعمال لان كل عمل له وارد وكل وارد يحتاجه قلبك بشكل من الأشكال
6- الإكثار من العبادات الخفية فيكون بينك وبين ربك أسرار، من صلاة وصيام وصدقة وإحسان وذكر
ذلكم المعنى الرائع اختصره ابن عطاء في عبارة بليغة فقال: "ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نَبَت مما لم يُدفَن لا يتم نتاجه".
وكذا ما ظهر من الأعمال ولم يحسن صاحبها أن يدفن وجوده في أرض الخمول وأن يوطن نفسه على الإخلاص فإنها -أي هذه الأعمال- ستكون كأعمال المشركين، "كسراب اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء".
7- مطالعة عيوبك وآفاتك وتقصيرك في طاعة الله0
9- اعلم قيمة الدنيا، وأنها دنيا 00والخلق وأنهم مخلوقون
ومن كلمات الدكتور البوطى
(إذا كان هناك من يستحق أن يرائى فهو الله وحده )
10- البعد عن طلب الشهرة والأضواء
لايكن حالك كحال من يقترب من الالسراج فكلما اقترب رأى نفسه كبيراوحقيقة الأمر أنه حجمه لم يتغير وإنما ظله الذى كبر فلاتنخدع بظلك
11- تفكّر في عواقب الرياء الأخروية، وأنك مُتوعَّد بالإثم والعقاب، وأن المرائين أول من تسعر بهم النار يوم القيامة0
12- تعرّف على القبر وأحواله، واليوم الآخر وأهواله، وتذكّر الموت وسكراته
13- صاحب من تراه مخلصاً، فالمخلص لا يعدمك من إخلاصه0
14- معرفة عدوك
نفسي والدنيا والشيطان والهوى *كيف النجاة وكلهم أعدائي
15- شوّق نفسك بالفضائل الموعود بها من أخلص، مثل: توفيق الله _تعالى_ وتسديده له، الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس له، حب أهل السماء له، ووضع القبول له في الأرض00
16- استعن بالله _تعالى_ وادعه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، أن يوفقك الله _تعالى_ لأن تكون مخلصاً له في كل شيء، وأن يجنبّك الرياء،
17 – الدعاء
من أذكار الصباح والمساء (اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك لما لا اعلمه ) اخرجه أحمد
ومن دعاء الصالحين : اللهم إجعل عملنا صالحا و لوجهك خالصا و لا تجعل لاحد غيرك فيه شيئا


والحمد لله رب العالمين