السبت، 30 يناير 2010

هل الفقر فضيلة ؟

الفقر قضية رئيسية في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي، وكثير من العرب والمسلمين يعيشون تحت خط الفقر، بل إن الملايين يموتون جوعا في مالي وتشاد والصومال وإريتريا وجنوب السودان. تطعمهم الكنائس والمنظمات العالمية وهيئات الإغاثة الدولية. وفي الوقت نفسه تتراكم الثروات عند البعض الآخر

أصبح في الأمة أفقر فقراء العالم وأغنى أغنياء العالم في آن واحد..

وبدلا من استغلال هذه الثروات فى التنمية والبحث العلمى مازال يخرج علينا من يدعو الى الفقر ويسميه فضيلة وقد بحخثت فى القرآن وفى السنة كى أجد دليلا على ذلك فلم اجد دليلا واحدا صريحا يؤيد ذلك وسوف نتعرض لذلك بالتفصيل

تعرض القرآن الكريم لقضية الفقر في اثنتي عشرة آية بخمسة معان:

1- ليس الفقر فضيلة بل ابتلاء قد يؤدي إلى الفحشاء مثل التسول والذل والسرقة والاحتيال من أجل إقامة أود العيش والحفاظ على الحياة، [الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ]. ويروى عن الإمام على قوله «والله لو كان الفقر رجلا لقتلته».

2- ليس الفقر صفة الله كما تصور اليهود لأن الله غني، [لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ]. وهو إسقاط من تصور اليهود لله على أنه لا يعطيهم بما فيه الكفاية. ويرد القرآن على هذا التصور اليهودي لله بأن الله هو الغني وأنهم هم الفقراء ويخاطب الناس جميعا، [يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ]. ويرد الله عن نفسه تهمة الفقر. ويصف نفسه بالغني، وأن البخل والفقر من شيم الإنسان، [مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ]. وأن الإنسان فقير لما نزّل به الله من خير، [فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ]. والكل فقير إلى الله.

3-الفقراء والأغنياء عند الله سواء، [إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا]. فالبشر سواء في الخلق. والطبقات الاجتماعية وضع طارئ متغير. الغني اليوم فقير غدا. والفقير اليوم غني غدا. لا تفرق بين البشر الذين يوحدهم الخلق. كرامة الإنسان من حيث هو إنسان في ذاته وليس من حيث غناه أو فقره. {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32

حقوق الإنسان حقوق طبيعية قبل وضعه الاجتماعي أو بعده. والمساواة في الحقوق لاترتبط بالوضع الاجتماعى لا فرق بين سكان القصور وسكان النجوع، بين المدن والقرى، بين أطفال المنازل وأطفال الشوارع

4- مبررات الفقر:

ذكر القرآن مبرران فقط للفقر

1 -{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273» .

الحصر : هنا بمعنى المنع ، ويقول المفسرون : أن الآية الكريمة تحدثت عن مجموعة من الفقراء كانوا في المدينة ، وهم من أهل الصفة ، وأهل الصفة فقراء يتواجدون حول المسجد النبوي ، أو أمامه في رحبته خارج المسجد حسبوا أنفسهم عن العمل للمعاش .

وقد اختلفوا في سبب هذا الحبس .

فقيل : أنهم فعلوا ذلك لأنهم هيأوا أنفسهم للجهاد خوفاً من الكفار .

وقيل : إن بعضهم منعه المرض من الكسب ، والتجارة .

وقيل : إنهم انصرفوا للعبادة .

وقيل : غير هذا

إلا أن الذي لا خلاف فيه هو أن هؤلاء لم يستطيعوا العمل ، والكسب ، وهو المقصود بقوله تعالى :

« لا يستطيعون ضرباً في الأرض »أى سفراً (في الأرض) للتجارة والمعاش لشغلهم عنه بالجهاد

. « لا يسألون الناس إلحافاً » (يحسبهم الجاهل) بحالهم (أغنياء من التعفف) أي لتعففهم عن السؤال وتركه

هؤلاء الفقراء لشدة تحملهم ، وظهورهم بالمظهر اللائق الذي يحفظ لهم كرامتهم ، وعزتهم ، وعدم مد يد الذل الى الغير جعلهم ذلك أغنياء في نظر الناس ممن يجهل حالهم ، فانهم يحملون بين جوانبهم قلوباً ملؤها الإيمان بالله ، ونفوسا أبية تأبى أن تلوي جيداً لغير الله سبحانه .

(تعرفهم) يا مخاطب (بسيماهم) علامتهم من التواضع وأثر الجهد (لا يسألون الناس) شيئاً فيلحفون (إلحافا) أي لا سؤال لهم أصلا فلا يقع منهم إلحاف وهو الإلحاح (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) فمجاز عليه.

.

2 -{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر8 صورة صادقة تبرز فيها أهم الملامح المميزة للمهاجرين . . أخرجوا إخراجا من ديارهم وأموالهم . أكرههم على الخروج الأذى والاضطهاد والتنكر من قرابتهم وعشيرتهم في مكة . لا لذنب إلا أن يقولوا ربنا الله . . . وقد خرجوا تاركين ديارهم وأموالهم (يبتغون فضلا من الله ورضوانا)اعتمادهم على الله في فضله ورضوانه . لا ملجأ لهم سواه , ولا جناب لهم إلا حماه . . وهم مع أنهم مطاردون قليلون (ينصرون الله ورسوله). . بقلوبهم وسيوفهم في أحرج الساعات وأضيق الأوقات . (أولئك هم الصادقون). . الذين قالوا كلمة الإيمان بألسنتهم , وصدقوها بعملهم . وكانوا صادقين مع الله في أنهم اختاروه . وصادقين مع رسوله في أنهم اتبعوه . وصادقين مع الحق في أنهم كانوا صورة منه تدب على الأرض ويراها الناس !

5 - الصدقة ليست مِنـّه من الأغنياء، بل هي حق الفقراء في أموال الأغنياء، فالمال مال الله، والإنسان مستخلف فيه. له حق الانتفاع والتصرف والاستثمار. وليس له حق الاستغلال أو الاحتكار أو الاكتناز. {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60 قال السيوطى وإيتاؤها الفقراء متعين يعنى حق كما فى آية أخرى {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }الذاريات19

الله هو الغني. وهو الذي يوزع الرزق على العباد، [إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ]. وتكون سرا من الغني إلى الفقير من دون دعاية أو إعلان، [وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ]،

من السنة

الفقر ابتلاء مثل المرض يستعاذ بالله منه قرن الرسول بينه وبين الكفر

من دعائه صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ"أخرجه ابن ماجه وصححه الألبانى

و جاءت أحاديث أخرى بالاقتران بينهما في الاستعاذة، كقوله عليه الصلاة والسلام: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر. رواه أبو داود وأحمد

قال المناوي في فيض القدير: وقرن الفقر بالكفر لأنه قد يجر إليه

و جاء في أحاديث ضعيفة : كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يسبق القدر. ضعفه الألباني.

وفي معجم الطبراني: كاد الحسد أن يسبق القدر، وكادت الحاجة أن تكون كفرا.

قال في فيض القدير: قال الحافظ العراقي : وفيه ضعف، وقال السخاوي: طرقه كلها ضعيفة.

وقال العيني في عمدة القاري: وذلك لأن الفقر ربما يحمل صاحبه على مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويهجم على أي حرام كان ولا يبالي، وربما يحمله على التلفظ بكلمات تؤديه إلى الكفر.

قال المناوي في فيض القدير: ( كاد الفقر ) أي الفقر مع الاضطرار إلى ما لا بد منه كما ذكره الغزالي -أن يكون كفرا- أي: قارب أن يوقع في الكفر؛ لأنه يحمل على حسد الأغنياء، والحسد يأكل الحسنات، وعلى التذلل لهم بما يدنس به عرضه ويثلم به دينه، وعلى عدم الرضا بالقضاء وتسخط الرزق، وذلك إن لم يكن كفرا فهو جار إليه، ولذلك استعاذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من الفقر. وقال سفيان الثوري: لأن أجمع عندي أربعين ألف دينار حتى أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذلي في سؤال الناس. قال : ووالله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت ببلية من فقر أو مرض فلعلي أكفر ولا أشعر. فلذلك قال: كاد الفقر أن يكون كفرا؛ لأنه يحمل المرء على ركوب كل صعب وذلول وربما يؤديه إلى الاعتراض على الله والتصرف في ملكه...إلخ.

.

شبهات وردها

1- حديث (اللهم أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .

ورواه ابن ماجه (4126) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

وقد ضعفه كثير من أهل العلم ، وعلى فرض صحته فالمراد بالمسكنة هنا التواضع والإخبات ، وليس المراد قلة المال .

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (6/75) :

" فأمَّا الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( اللهم أحيني مسكيناً . . . الحديث ) فإنَّه حديث ضعيف ، لا يثبت من جهة إسناده ، لأن فيه يزيد بن سنان أبا فروة الرَّهاويّ وهو ضعيف جداً ، والله أعلم .

وقد رواه التّرمذيّ من وجه آخر عن أنس . . . ثم قال : هذا حديث غريب .

قلت (ابن كثير) : وفي إسناده ضعف ، وفي متنه نكارة ، والله أعلم " انتهى .

وَقَالَ الْحَافِظُ فِي "التَّلْخِيصِ" (3/109) بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ :

" رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَاسْتَغْرَبَهُ , وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ . وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ أَيْضًا , وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ " انتهى .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث فقال :

" هذا يُرْوَى ، لكنه ضعيف لا يثبت ، ومعناه : أحيني خاشعا متواضعا ، لكن اللفظ لم يثبت " انتهى . "مجموع الفتاوى" (18/357) .

2 الفقراء يسبقون الاغنياء

قال ابن القيم : حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله قال(( يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم يوم وهو خمسمائة عام ))وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ورجال إسناده احتج بهم مسلم في صحيحه

وروى الترمذي من حديث ابن عباس الدوري عن المقبري عن سعيد بن أبي أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله عن النبي أنه قال ((يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا ))وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله يقول ((فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا )) والذي في الصحيح أن سبقهم لهم بأربعين خريفا فأما أن يكون هو المحفوظ وإما أن يكون كلاهما محفوظا وتختلف مدة السبق بحسب احوال الفقراء والأغنياء فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب أحوالهم والله أعلم

ولكن عنها ههنا أمر يجب التنبيه عليه وهو أنه لا يلزم من سبقهم لهم في الدخول ارتفاع منازلهم عليهم بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وأن سبقه غيره في الدخول والدليل على هذا أن من الأمة من يدخل الجنة بغير حساب وهم السبعون ألفا وقد يكون بعض من يحاسب أفضل من أكثرهم والغني إذا حوسب على غناه فوجد قد شكر الله تعالى فيه وتقرب إليه بأنواع البر والخير والصدقة والمعروف كان أعلى درجة من الفقير الذي سبقه في الدخول ولم يكن له تلك الأعمال ولا سيما إذا شاركه الغني في أعماله وزاد عليه فيها والله لا يضيع أجر من أحسن عملا فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة وقد يجتمعان وينفردان فيحصل الواحد السبق والرفعة ويعدمهما آخر ويحصل لآخر السبق دون الرفعة ولآخر الرفعة دون السبق وهذا بحسب المقتضى للأمرين أو لأحدهما وعدمه وبالله التوفيق

الخلاصة أن الفقر ليس عيبا ولكن ليس فخرا بل هو ابتلاء كالمرض لايدعو الإنسان به ويسأل الله العافية منه وإن أصابه صبر و رضى فنال أجر الصابرين

والغنى نعمة تستحق الشكر سوف يسأل العبد عنها أيضا فإن ادى حقها واعطى واتقى كان من المحسنين الشاكرين وإن طغى وبغى وبخل واستغنى كان من المفسدين

وبالله التوفيق

--------------------------------------------------------------------------------

الأحد، 24 يناير 2010

خواطر فى تطوير الذات

أحذر من ( الزحلوقة ) , حيث تبدأ في البداية بالانزلاق الخفيف , ثم يتزايد بشكل كبير , حتى تصل لمرحلة يصعب جدا فيها أن توقف نفسك عن الانزلاق .
الأستاذ محمد العدوي - رحمه الله .

المؤمن لا يسقط وإن اهتز

فتح الله كولن

الإنسان لا يستطيع أن يحب ما لا يحترم، حتى ولو كان ذلك نفسه.
الفشل هو أول درجة في الصعود إلى سلم النجاح، إذا لم تصدق راقب طفلاً يحاول المشي.
هناك طريقتان لمواجهة الصعوبات: فإما أن تغيرها، أو أن تغير نفسك لمواجهتها
السعادة إحساس تحصل عليه عندما تكون مشغولا لدرجة لا تستطيع معها أن تحزن
النجاح لايحتاج إلى تبريروالفشل لايشفع له الأعذار

د عصام الدين محمد

ليس خطأك ان تولد فقيرا, ولكنه خطؤك ان تموت فقيرا

بل جيتس أغنى رجل فى العالم

في اليوم الذي لا تواجه فيه أية مشاكل, تأكد أنك في الطريق الغير صحيح

سوامي فيفيكاناندا

ثلاثة عبارات كافية لتحقيق النجاح:
1--كن أعلم من غيرك
2 - أعمل أكثر من الآخرين
3-توقع أقل مما يحصل عليه الآخرون

ويليم شكسبير

لا تقارن نفسك مع أي شخص في العالم, ان فعلت ذلك فانك تهين نفسك

ألن سترايك

لن أقول اني فشلت 1000 مره, ولكني اكتشفت ان هناك 1000 طريقة تؤدي الى الفشل

توماس أديسون

اذا أحس أحد انه لم يخطأ ابدا في حياته, فهذا يعني أنه لم يجرب أي جديد في حياته

البرت اينشتاين

الاثنين، 18 يناير 2010

هدايا شركات الأدوية للأطباء والصيادلة ومَن في حكمهم (رؤية شرعية)

هدايا شركات الأدوية للأطباء ومَن في حكمهم (رؤية شرعية)


[20:33مكة المكرمة ] [26/12/2009]



بقلم: د. عطية فياض:










يحتل التسويق في أية شركة أيًّا كانت مكانةً متميزةً؛ لأهميته ودوره في تصريف منتجاتها وتحقيق الأرباح والعوائد المأمولة، ومن دون هذه الإدارة قد تتوارى هذه الشركة وتنهار، بغض النظر عن قيمة ما تنتجه وأهميته، وتلجأ تلك الإدارة إلى طرق متعددة للتأثير على جمهور المستهلكين، وإقناعهم بالتعامل مع منتجها وتفضيله على المنتجات المنافسة، ومن أكثر هذه الطرق: تقديم الهدايا.

وشركات الأدوية شأنها شأن أية شركة تبحث عن الربح، وتسعى إلى الزبائن، لكنها تختلف عن غيرها من الشركات؛ حيث لا تهتم كثيرًا بالمستهلك الرئيسي (المريض) لأسباب متعددة- ليس هنا مجال تفصيلها- إنما تركز في تسويقها على همزة الوصل بينها وبين المستهلك (المريض)، وهم الأطباء والصيادلة ومَن في حكمهم من المعاونين والفنيين (مختبرات- أشعة- علاج طبيعي.. ونحوها), وبالتالي تتوجه شركة الأدوية لهذه الفئات بعروضها وهداياها لهم لإقناعهم أو التأثير عليهم؛ لتفضيل منتجها على منتج الشركة المنافسة.

وتتنوع هذه الهدايا وتختلف في قيمتها وغرضها بحسب من تُقدم إليه، فقد تكون قلمًا أو تقويمًا أو طاقم مكتب، أو جهازًا من الأجهزة التي يستعملها الطبيب، أو مرجعًا طبيًّا، أو دعوة لحضور مؤتمر، أو قضاء ليالٍ سياحية في الداخل أو الخارج، وقد يكون راتبًا شهريًّا، أو عمولة محددة بنسبة مئوية؛ لما يقوم الطبيب بتصريفه من أدوية الشركة وأجهزتها الطبية.

ووصولاً للحكم الشرعي لما تقدمه تلك الشركات للأطباء ومَن في حكمهم مما يسمونه هدايا؛ فإننا نقسمها إلى ثلاثة أقسام بحسب القصد منها:

أ - هدايا لا يقصد منها سوى التعريف بالمنتج والتعارف على الطبيب.

ب- هدايا يقصد منها التأثير على الطبيب دون التعاقد معه.

ج- التعاقد مع الطبيب على عمولات وهدايا مقابل تصريف منتج الشركة.

الحالة الأولى: هدايا التعريف بالمنتج.

وغالبًا ما تكون هذه الهدايا أدوات بسيطة في شكلها وتكلفتها كتقويم، أو لعب أطفال، أو ملابس مطبوع عليها اسم المنتج وعلامته، والمقصود منها التعريف بالمنتج والترويج له، ولا يربط ذلك بالتزام مع الطبيب لتصريف كميات معينة من المنتج.

ففي هذه الحالة لا بأس بتقديم هذه الهدايا ولا بأس من قبولها، ويتسامح فيها؛ لما له من فوائد؛ حيث يقف الطبيب على كل جديد في عالم الأدوية، ولأنها يسيرة في قيمتها وثمنها، ويغتفر فيها ما لا يغتفر في غيرها.

الحالة الثانية: هدايا من باب مكافأة الطبيب على تفضيله منتجات الشركة، ولاستمراره في ذلك دون التعاقد معه.

في هذه الحالة تسعى شركات الأدوية لضمان استمرار الطبيب في تفضيل منتجاتها الطبية دون غيرها من الشركات المنافسة، وغالبًا ما يتم التركيز على الأسماء اللامعة المشهورة في تخصصها، وفي هذه الحالة تزداد قيمة الهدية، وتتكرر الزيارات والاهتمام من قِِبَلِ الشركة، وكلما رأى مندوب الشركة أن الطبيب يُكثر من وصف منتج شركته، وأن المسحوب منه يزداد قدَّم للطبيب ما يسمونه بالهدية مكافأة وتقديرًا لصنيعه.

وهذه الحالة تحتاج إلى تفصيل؛ بسبب الالتباس الذي يقع فيه كلٌّ من مندوب الشركة والطبيب معًا، فالطبيب يدعي النَزَاهَةَ التامة، وأنه لا يمكن أن يتأثر ويخالف أصول المهنة؛ بسبب هدية من مندوب شركة مهما كانت قيمتها، لكنه عندما فضَّل وصف منتجها فما ذلك إلا لأن هذه الشركة قدَّرَته وأرسلت إليه مندوبها بخلاف الشركات الأخرى، وفي نفس الوقت يدعي بأن المنتجات الدوائية المنافسة لها نفس الفاعلية والأثر وربما السعر أيضًا، فلا ظلم للمريض، وبما أن الشركة تستفيد من صنيع الطبيب ولا ظلم على المريض فما المانع إذن، وسواء قدمت له الشركة هدية أم لم تفعل لما اختلف قراره؟

وحتى نعرف الحكم الشرعي لهذه الحالة يلزم الوقوف على حقيقة ما تقدمه شركة الأدوية للطبيب ومن في حكمه؛ هل هو من باب الهدية أم من باب الصدقة والإحسان أم من باب الأجرة أو العمولة على فعل من الطبيب يُدِرُّ على الشركة ربحًا؟

معنى الهدية: ما يعطى للغير على سبيل الإكرام والمودة بلا عوض، أو مقابل، ويعبر عنها الفقهاء بالهبة وعرفوها بأنها: "تمليك بغير عوض لغير حاجة المُعطَى".

وبالنظر في حقيقة ما تقدمه الشركة إلى الطبيب من أشياء ثمينة لم تَجْرِ العادة بالتهاون فيها؛ ليظل الطبيب وفيًّا لها مفضلاً منتجها، نعرف أنه ليس هدية محضة؛ فالطبيب لو قرر عدم التعامل مع منتج هذه الشركة لقبضت الشركة يدها عنه، ولو لاحظ مندوب الشركة ضعف المبيعات لكان له شأن آخر مع الطبيب؛ إذن فليس هدية وبالطبع ليس من باب الصدقة.

فهل هي عمولة أو أجرة؟ الواقع يقول بأنها أقرب إلى الأجرة وإن لم تتوافر فيها كافة شروطها؛ لأن الأجر هو ما يبذل لقاء منفعة ما سواء سمي عمولة أم هدية أم إكرامية فما دام أنه مقابل منفعة فهو أجر، والطبيب لا شك يفيد الشركة بتكثير مبيعاتها وتعظيم ربحها، ومن ثم فهو يُكافأ من قِبَلِها بهذا المال.

لكن هل هناك مانع شرعي يمنع الطبيب من تقاضي هذا الأجر مقابل إفادته الشركة، ويعمل الطبيب لمصلحة شركة الأدوية والمريض معًا، وهل هناك ما يمنع الشركة شرعًا من تقديم هذه العمولة أو الهدية للطبيب مقابل خدماته لها؟

الأصل أن الطبيب يعمل لمصلحة المريض لقاء أجر، ويثق فيه المريض ثقةً كاملةً، وقد تكون مصلحة المريض في منتج هذه الشركة وقد لا تكون، والمصلحة هنا فاعلية الدواء في علاج ما بالمريض من داء، وتقليل آثاره الجانبية، وأيضًا مناسبته لحالة المريض المادية، ومن هنا قد يحصل تعارض بين المصلحتين ويقع الطبيب في حرج فيما لو ظهر أن منتجًا آخر أصلح للمريض هل يقدم مصلحة مريضه الذي دفع له أجرة مقابل معالجته، أم مصلحة الشركة التي قدمت له الهدايا تلو الهدايا مقابل تفضيله لمنتجها؟ وقد ينتصر على نفسه مرة أو تنتصر نفسه عليه مرات فيقع المحظور وهو خيانة الأمانة مع هذا المريض، ومخالفة أصول المهنة التي تقتضي وتوجب عليه بذل عنايته لهذا المريض؛ ولذلك تصبح هذه الهدايا بابًا لإفساد ذمة الطبيب، ومخالفته لكافة الأعراف المهنية وخيانته للأمانة الملقاة على عاتقه تجاه المريض، وينبغي ألا يبالغ الطبيب في ثقته بنفسه فهو إن اقتحم باب الشبهات كان ولا شك واقعًا فيها.

وعلى فرض أن منتج هذه الشركة هو الأصلح للمريض من غيرها؛ فما وجه ما تقدمه الشركة من هدايا؟ لا وجه إلا ضمان كون هذا الطبيب عميلاً من عملائها، يعمل لحسابها لا لحساب مرضاه، ويندر أن تتفق مصلحة المرضى ومصلحة شركات الأدوية، والواقع خير شاهد على ما نقول.

شبهة والرد عليها:

قد يدعي بعض الأطباء إلى أن ما يأخذه من شركات الأدوية بغير تعاقد معهم من باب المكافأة على المعروف الذي صنعه الطبيب للشركة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم "من صنع إليكم معروفًا فكافئوه"، والجواب: أن هذا الحديث يصدق فيما لو لم يترتب على المكافأة إفساد للذمم؛ ولذلك أخرج الفقهاء بالإجماع من هذا الحديث الهدية للقاضي سواء بعد الحكم أم قبله أم أثناءه حتى ولو أن القاضي ما التفت إلى الهدية، ولكنه أصدر حكمه المبني على قواعد العدالة المعتبرة، ومع ذلك فقبوله الهدية رشوة وليست هدية.

وننتهي إلى أن ما تقدمه شركات الأدوية؛ للتأثير على الطبيب وضمان استمراره في تفضيل منتجاتها محظور شرعًا على الشركة والطبيب معًا، وعلى الشركة أن تبذل ما تنفقه على الأطباء في تحسين منتجها، وزيادة مخصصات البحث العلمي لديها فهو أولى وأوجب.

الحالة الثالثة: تقاضي الطبيب لعمولة مقابل تصريف كميات معينة من المنتج، أو تحويله المرضى لإجراء فحوصات وأشعة.

وهذه الحالة هي ثالثة الأثافي، وفيها يخالف الطبيب أصول مهنته وضميره ودينه، ويتحول من كونه طبيبًا دوره أن يرفق بالمريض ويخفف عنه معاناته إلى إنسان جشع دفعه طمعه أن يتربح من معاناة المرضى دون وجه حق، فيزيد ألمهم ويشق عليهم فيصف لهم ما لا حاجة لهم فيه، وربما ما فيه ضرر بالغ وفادح عليهم، أو لا جدوى منه، ويطلب منهم فحوصات لا داعي منها إلا زيادة نسبته وعمولته، فله على كل حالة نسبة مئوية، وقد يكون المختبر خاصًّا به أو بزوجته وغير ذلك؛ ما يضيق المقام عن وصفه ويندى له الجبين.

وهذه الحالة ليست في ميزان الشرع مجرد مخالفة لأصول المهنة إنما هي كبيرة من الكبائر؛ وذلك لما يلي:

أولاً: يدفع هذا الصنيع شركات الأدوية إلى الغش والإهمال في تحسين وتطوير منتجاتها الطبية، معتمدة في تسويقها على ما تعطيه للأطباء، ويخل بقواعد المنافسة المعتبرة شرعًا المبنية على بقاء الأحسن والأصلح والأجدى، وكل من الغش والإهمال حرام شرعًا.

ثانيًا: تضرُّ كثير من منتجات هذه الشركات التي تلجأ لهذا الصنيع مع الأطباء بالمرضى، وقد يؤدي إلى وفاة بعضهم بتأثير هذا الدواء أو بسبب إجراء طبي ما، وإضرار الغير وإيذاؤه حرام شرعًا.

ثالثًا: قد يصف الطبيب دواءً أو يطلب إجراءً طبيًّا لا فائدة منه ولا جدوى للمريض، ومن هنا يصبح ما يدفعه المريض مقابل ذلك مالاً مهدرًا، وفي حق الشركة والطبيب من باب أكل أموال الناس بالباطل وكل ذلك حرام شرعًا.

رابعًا: في هذا الصنيع خيانة من الطبيب لمرضاه الذين يثقون فيه ثقةً مطلقة، وخيانةً من الشركة لجمهور المستهلكين إذ تُقدم لهم بيانات مكذوبة ومغلوطة وكل من الكذب والخيانة حرام شرعًا.

حيل شركات الأدوية للالتفاف على الأطباء:

تتفتق أذهان شركات الأدوية في ابتكار طرق وأساليب لخداع جمهور الأطباء، فبدلاً من تقديم أموال نقدية مما يتحرج بعض الأطباء من قبولها، تقدم لهم مراجع طبية، أو قضاء ليالٍ سياحية في منتجعات وفنادق فاخرة، أو تقيم مؤتمرات ظاهرها العلمية وباطنها غير ذلك، وتدعو من تريد التعامل معهم، أو التأثير عليهم أو مكافأة مَن يعمل معها.

وكل ما تقدم لا يختلف حكمه عن الصورة التقليدية لتقديم الهدايا، فإذا رغبت الشركة في إقامة مؤتمر علمي أو إفادة الأطباء بالمراجع العلمية الطبية المعتبرة التي لا يستطيع الطبيب الحصول عليها؛ فهذا أمر جيد وحسن إن كان الغرض منه تطوير منتجها الدوائي، أو خدمة أغراض البحث العلمي؛ لكن إن انحرف القصد ليكون بابًا من أبواب شراء ذمم الأطباء وقرارهم أو مكافأة على ما قدموه للشركة؛ فيكون منكرًا من القول وزورًا.

هذا والله أعلم ونرجو من الإخوة الأطباء ومندوبي شركات الأدوية التفاعل مع الموضوع وعرض أية ملاحظة لهم أو استفسار على البريد التالي:

fayadhus@yahoo.com

------------

* أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون- جامعة الأزهر.

السبت، 2 يناير 2010

عام على العدوان وماتزال غزة صامدة

إلى شهداء غزة

مت صامدا

ماذا تريد الآن من هذي الحياه
ماذا تقول
وأنت تكـبر كلما لاحت
أمام القدس أطواق النجاه


ماذا تقول
وأنت تبقي في ضمير الناس حيا
كلما نادي المؤذن للصلاه

ماذا تقول
وأنت أقوي من زمانك
أنت أكبر من جراحك
أنت معجزة الإله..

اترك عيون القدس تبكي
فوق قبرك ألف عام..

إن نامت الدنيا..
وضاع الحق في هذا الركام

فلديك شعب لن يضل.. ولن ينام..

مت صامدا
واترك نداء الصبح يسري هادرا
وسط الجماجم والعظام

فارفع جبينك نحو ضوء الشمس

إن الصبح آت
لن يطول بنا الظلام

من قصيدة الاستاذ فاروق جويدة