الاثنين، 27 أبريل 2020

تفقد قلبك ( إحياء الربانية)



1 - مقدمة وتمهيد
2- القلب مناط الأعمال
3- خطورة أمراض القلوب ونتائجها
4 - مظاهر مرض القلب
5 - الأمور التي يصلح بها القلب
6- علامات صحة القلب
مقدمة
إن متابعتنا للأحداث و معايشتنا لها واهتمامنا بأمور المسلمين:مهم وضروري...لكن إن لم نمزجها بالرقائق والروحانيات والأوراد..فإن القلب يقسو ويمرض..لهذا قال ابن الجوزي: رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين، لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها. وما أخبرتك بهذا إلا بعد معالجة وذوق، لأني وجدت جمهور المحدثين وطلاب الحديث همة أحدهم في الحديث العالي وتكثير الأجزاء، وجمهور الفقهاء في علوم الجدل وما يغالب به الخصم، وكيف يرق القلب مع هذه الأشياء؟..وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه، لا لاقتباس علمه، وذلك أن ثمرة علمه: هديه وسمته، فافهم هذا، وامزج طلب الفقه والحديث بمطالعة سير السلف والزهاد في الدنيا، ليكون سببا لرقة قلبك..انتهى
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ألا وإّن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله)) يالها من بلاغة سيد المرسلين نفهمها حين نقرأ  قول أبي هريرة رضي الله عنه: “القلب ملك والجوارح جنوده” لماذا ؟؟ لأن شأن القلب مع الجوارح أعظم من شأن الملك مع جنوده، إذ تطيع الجنود في الظاهر وتعصي في الباطن، وتنقاد كما يظهر ولكنها في الحقيقة غير منقادة، أما الجوارح فإنها لا يمكن أن تخالف ما في القلب، فإذا كان الذي في قلب الإنسان الإيمان فلا بد أن يظهر على جوارحه الإيمان، ولا بد أن تطاوعه هذه الجوارح، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم  كلمة ما أجملها، ما أعظمها، ما اروعها، وقّلَ منا من يتفكر فيها، قال :”أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهّمام” ما معنى قوله حارث وهمام؟؟
يعني أصدق اسم على الإنسان أن يسمى حارث أو يسمى همام، لماذا ؟؟ لأن الإنسان بطبعه عامل لا يتوقف عن العمل، لا بد أن يشتغل بخلاف الحيوان، ويقول العلماء إّن الإنسان يمكن أن يغطي عينيه فلا يرى شيء، ويصم أذنيه فلا يسمع شيء، لكنه لا يستطيع أن يرد الخواطر والأفكار عن قلبه.
القلب مناط الأعمال
منشأ الأعمال والتحركات والتصرفات والأمور كلها هو القلب.
فإذا أصلح الإنسان قلبه وعُني به صلُح له سائر جسده
واليوم نلاحظ أن عناية الناس اتجهت إلى الظاهر، وإلى الجوارح، وإلى الاعمال الظاهرة، وتُركت أعمال القلب، حتى أصبح قليل  ما نجد فيها من يتكلم عنها، وقليلَ ما نتحدث نحن عنها في مجالسنا وقليل ما تعقد الدروس لتفقيه الناس في أعمال الباطن وأعمال القلب وأخلاق القلب وتصرفات القلب.
والقلب يا إخواني قد ذُكِر في القرآن باسم قلب أكثر من 130 مرة
هذا غير فؤاد، وما في الصدور وغيرها من الكلمات التي تدل على القلب
كلمة قلب بتصرفاتها في القرآن ذُكِرت أكثر من 130 مرة
وفي كل مرة يُنسب إلى القلب خُلق أو عمل أو شأن من الشؤون العظيمة
يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) ابراهيم
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {37}ق
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ {10}البقرة
في يوم القيامة  {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ {8} أَبْصَارُهَا} أي أبصار تلك القلوب {خَاشِعَةٌ {9}النازعات
نُسبة الأبصار إلى القلوب لأن مركز التحكم والمسئول عن الأفعال والتصرفات هي القلوب حتى في يوم القيامة
من هنا بدأنا هذه السلسلة بهذه المدارسه تفقد قلبك ..في ظلال هذه االأحداث المتلاطمة.. والآلام والجراح النازفة والتغيرات المتلاحقة فى الواقع حتى نحدث التوازن المطلوب..ونمزج حديث السياسة بتجديد الربانية وإحيائها:التي هي صمام الأمان للحركة،وسر بقائها ونمائها وثباتها ونجاحها وانتشارها،والتي تمنحنا البركة والحفظ والنصر والتمكين..
يقول ابن عطاء الله السكندري:( كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟. أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟. أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله ولم يتطهر من جنابه غفلاته؟. أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟...)
إنها الروح الطاهرة السامقة المشرقة المرحة المحلقة..حين يصيبها الهزال،وتفقد ماءها ورواءها ومنبع سعادتها وسكينتها وطمأنينتها،..فتتأوه وتتألم وتختنق وتستغيث فلا مغيث،لا يكاد يسمع نبضها وآهاتها وسط ضجيج الماديات وصخب الشهوات وغبار الدنيويات..
قال سفيان الثوري: " إذا رأيتم طالب العلم يطلب الزيادة من العلم دون العمل فلا تعلِّموه ، فإنَّ من لم يعمل بعلمه كشجرة الحنظل كلما ازداد ريا بالماء ازداد مرارة ، وإذا رأيتموه يُخلِّط في مطعمه ومشربه وملبسه ونحو ذلك ولا يتورع ، فكُفُّوا عن تعليمه تخفيفا للحجة عليه غدا "
هذه الروح لن تشرق وتضيء وتنير وغبش الدنيويات وغبارها يعكر مرآة القلب..ولا يمكنها أن ترحل إلى الله وهي مقيدة بسلاسل الشهوات؟...ولن تقبل على الله وتحلق بعيدا عن الوحل والطين وهي لم تتطهر من جنابة الغفلة والشرود؟...ولن تفهم دقائق الأسرار وتمنح الأنوار إلا إذا جددت التوبة من الهفوات والسقطات والزلات؟
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى..)
خطورة أمراض القلب ونتائجها  :
هناك ظاهرة خطيرة عند بعض الدعاة والمربين يلمسها المتأمل في أحوالهم، المخالط لهم، السامع لأحاديثهم، المحدق في وجوههم ،تلك الظاهرة هي ضعفهم في العبادة وهزال أرواحهم وجفافها وقحطها..وهو أمر نعتبره خطرا وخطا أحمرا..يؤدي إلى :
1-نفور الناس عن الدعوة: ويوضح ذلك ما اكتشفه الزاهد يحيي بن معاذ من أنك (على قدر شغلك بالله: يشتغل في أمرك الخلق) ، وتوفيق الله تعالى لنا في عملنا التجميعي منوط بإقبالنا عليه، وما أزمة صدود الناس عنا إلا من نتائج أزمة قلة اهتمامنا بما أوجبه الله، ومن أقبل بقبله على الله تعالى: أقبل بقلوب العباد إليه.
2-الفتور والسلبية:هزال الروح ينتج عنه الفتور والكسل والسلبية وتمريض الأمر الصريح،والتأخر عن اللقاءات..
3-قلة الإيجابية والمبادرة والمبادأة والفعالية..
4-الصراع على المكاسب والمناصب وحرق الأخضر واليابس..:يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع؟
5-ضعف الإنتاج في ميدان الدعوة..:أينما توجهه لا يأت بخير..هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم..؟
6- الانكباب على الدنيا ..واللهث وراءها، .. ، وقد أخذت بمجامع قلبه ، ولزمه خوف الفقر وحب التكاثر..:قال مالك بن أنس: قال لي أستاذي ربيعة الرأي : يا مالك! من السفلة؟ قلت : من أكل بدينه ، فقال : فمن سفلة السفلة؟ قال : من أصلح دنيا غيره بفساد دينه "
مظاهر مرض القلب :
أولا:الشعور بقسوة القلب: حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يرشح منه شيء, ولا يتأثر بشيء, ولا يرق لشيء.. وليس في قولنا هذا مبالغة ولا تهويل فقد اثبت القران أن القلب يقسو حتى يصبح كالحجارة أو أشد قسوة..: (ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)
قال ابن عطاء رحمه الله : من جهل المُريدِ أنْ يُسيءَ الأَدَبَ فَتُؤَخَّرَ العُقوبةُ عَنْهُ، فَيَقولَ: لَوْ كَانَ هذا سُوءَ أدَبٍ لَقَطَعَ الإِمْدادَ وَأَوْجَبَ الإِبْعادَ. فَقَدْ يَقْطَعُ المَدَدَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إلّا مَنْعُ المَزيدِ. وَقَدْ يُقامُ مَقامَ البُعْدَ وَهُوَ لا يَدْري، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إلّا أنْ يُخَلِّيَكَ وَما تُريدُ .
دوام الاحسان مع اساءة الادب بعدم الشكر توجب العقوبة . وان تـاخرت . ...ومع الامهال وتزايد فرص الانتباه والتنبه لطريق الشكر . والا فالعقوبة حاصلة .
اللهم تداركنا بالعفو يا ذا العفو، فانك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا .
والعقوبة قد تؤجل وقد يعجل الله بها .فلو عجل الله بها ، فلربما انتبه العبد فبادر في صلاح شأنه ،ولكن تأخير العقوبة قد يوهم المسيء بأنه على هدى من أمره، وما ذلك الا جهله . حيث تأخذه الظنون بدوام الامداد .
وقد تكون العقوبة بمنع الاستزادة من الواردات أو بالتوقف على ما هو عليه من الاوراد ( من استوى يوماه فهو مغبون ) .
وقد يقيمك في مقام البعد وانت لا تدري ،وقد ترفع عنك المعونة الخاصة فيكلك الى نفسك .
ومن كانت هها حاله فهو كشجرة انقطع عنها الماء ، ولا يظهر عليها أثر المنع الا تدريجيا وبعد حين حتى تيبس فلا تثمر وقد تحرق حطبا .ومن لم يكن في ازدياد فهو في نقصان .
و الادب ركن في الطريق الى الله تعالى به ينال العبد الارب، فقد قالوا : من لا أدب له لا سير له . وقالوا : طريقنا علم ومعرفة وأدب وعبودية .
.... والْتُراجَع أبوابُ الادب مِن مَظانّها للتخلق بها وخاصة بصحبة أهلها فمن لم يصحب مفلحا لا يفلح .) انتهى

ثانيا:ضيق الصدر: حتى كأن على الصدر ثقلاً كبيراً ينوء به، ويكاد يلهث تعباً منه, والتأفف والتضجر من لا شيء، والشعور بالقلق والضيق بالناس وعدم المبالاة بما يصيبهم من نكبات ومصائب, بل والشعور بكرههم.. يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا، كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَآءِ..
ثالثا :عدم التأثر أثناء تلاوة القرآن:ولو أن قرآنا سيرت به الجبال،أو قطعت به الأرض،أو كلم به الموتى...:لا يتأثر بآيات القرآن: ولا بوعيده وتخويفه ولا في طلبه ونهيه ولا في وصفه ليوم القيامة فهو يسمع القرآن كما يسمع أي كلام آخر, بل ويضيق به بسرعة كما يضيق بأي كلام آخر يسمعه من الغير. لا يستطيع أن يتلو القرآن لدقائق معدودة, وإذا سمعه لا ينصت إليه..؟ يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود  رضي الله عنه: "اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي وقت الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن، فاعلم أنه لا قلب لك فسل الله قلبًا آخر".
رابعا:لا تؤثر فيه موعظة: ولا رؤية الأموات ولا الجنائز يحملها بنفسه, ولا الجثمان يواريه بيده في التراب. يسير بين القبور كما يسير بين الأحجار, ولا يهتم بمصيره ولا بموته: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم..؟..
خامسا:يزداد شغفه بالملذات ونهمه للشهوات: وتهيج فيه شهوات الجسد ويسرح فيها فكره ويستروح إليها. يحس بألم إذا رأى غيره نال شيئاً من حظوظ الدنيا كالمال والجاه والمنصب والملبس الحسن والمسكن, ويعتبر نفسه مغبوناً وسيْء الحظ لأنه لم ينل ما ناله غيره. ويحس بألم أكثر وانقباض أكبر, وقد يحسده ويحقد عليه...
سادسا:ظلمة في روحه تنعكس على وجهه: يبصرها أصحاب الفراسات الإيمانية الذين يبصرون بنور الله. ولكل مؤمن نور بقدر ربانيته وروحانيته يرى به ما لا تراه العين, وقد تكون هذه الظلمة شديدة تنعكس بوضوح على وجهه فيراها أضعف أصحاب الفراسات الإيمانية, إذ يكفي لرؤيتها نور إيماني قليل. وقد تضعف هذه الظلمة فتنعكس هكذا ضعيفة على الوجه فلا يبصرها إلا أصحاب الفراسات الإيمانية القوية...
سابعا:تكاسل عن أعمال الخير: , فالصلاة يؤديها مجرد حركات وقراءات وقيام وقعود :فلا خشوع ولا دموع ولا انكسار:سجدة لا روح فيها ولا حياة.., بل يضيق بها كأنه في سجن يريد قضاءها سريعاً. وفي كتاب الله في أوصاف المنافقين :وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.. وهل النفاق إلا هزال شديد في الروح إن لم يكن موتاً لها, بينما صاحب الروح النشيطة يتذوق حلاوة الصلاة ويستريح بها من متاعب الحياة: أرحنا بها يا بلال ..وجعلت قرة عيني في الصلاة...
لماذا لا تطاوعنا أرجلنا على طول القيام في الصلاة؟؟!!
لماذا لا تطاوعنا أبداننا على أن نترك لذيذ الفراش في جنح الظلام لنقوم بين يدي رب العالمين؟؟!!
هذا والله يا أخوان كله بسبب القلوب، لو أحب القلب ولو أقبل القلب ولو رجا القلب ولو خاف القلب لقام البدن وأطاع، ولكن القلب متجه إلى شيء آخر.
سابعا :وتنتقل السلبية والغفلة والتكاسل والفتور إلى ميدان الدعوة..فلا إيجابية ولا فورية ولا كسب لأفراد جدد...وتتحول المحاضن التربوية إلى رتابة قاتلة وأداء ميكانيكي..وتفقد المؤسسات الإجتماعية:بريقها ورونقها وبركتها وسر حياتها...؟
ما هي الأمور التي يصلح بها القلب؟؟
القلب أيها الأحبة يصلح بأمور كثيرة ولن نستطيع أّن نستوفيها ولكننا نّذكِر بأهم ما فيها
أو بأهم تلك الأمور التي يصلح بها القلب:
1- فأولها المراقبة كن دائم الاستشعار لمراقبة الله لك
فهو سبحانه أقرب إليك من نفسك؛ يسمع كلامك، ويبصر فعالك وأحوالك، "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".. " وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ".. " مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ"..
تأمل حال المرأة التي جاءت تشتكي إلى رسول الله من معاملة زوجها.. وقد أنزل الله في شأنها:  "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ".
فأنت أيضًا يسمع الله كلامك .. جهره وهمسه..  ويعلم أحوالك..  وأنفاسك ووسواسك ..  "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"  ويبصرك أينما كنت.. وأينما حللت..  "لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار"...  "أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى".
واقرأ دعاء النبى الكريم فى حجة الوداع  اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَسْمَعُ كَلامِي ، وَتَرَى مَكَانِي ، وَتَعْلَمُ سِرِّي وَعَلانِيَتِي ، لا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي ، أَنَا الْبَائِسُ الْفَقِيرُ الْمُسْتَغِيثُ الْمُسْتَجِيرُ الْوَجِلُ الْمُشْفِقُ الْمُقِرُّ الْمُعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ
وإن عبدًا مستديمًا على استشعار هذه الصفات الإلهية العظيمة.. مؤمنًا بعظمة الله وجلاله ليغمره الحياء من أن يعصي الله.. ويملأه الخوف من أن يقترف ما يغضب الله.. بل إن يقينه باطلاع الله عليه.. ليولد في نفسه حرارة إيمانية ينكمش معها وجهه.. ويخفق لها قلبه.. ويغض معها طرفه.. خشية أن يطلع الله على إصرار كامن في نفسه.. أو نية سوء مختفية في حسه.. فلا ترى إذا أخطأ إلا فزعًا للتوبة.. وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "استح من الله كما تستحي من الرجل الصالح في قومك".
ومراقبة الله جلَّ وعلا..  والاستدامة على تذكر اطلاعه.. وسمعه وبصره وعلمه بأحوال عباده.. يخجل المؤمن الصادق من نفسه.. فلا يكاد ينطق إلا بما يرضي الله.. ليس فقط لأنه يخاف أن يسجل عليه الملك كلامه.. ولكن قبل ذلك؛ لأنه يعلم علم اليقين أن الله يعلم قوله وسره وجهره..  "إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ". إن يقينك باطلاع الله عليك، وعلمه بسرك وجهرك يدعوك إلى تعظيم الله جلَّ وعلا والخشية منه سبحانه.. وكذلك حسن الظن به، والطمع في رحمته.
وهذ الأمر من أهم ثمار معرفة الله بأوصافه وصفاته واستشعار مرقبته.. وبه لا تزال شجرة إيمانك تنمو وتزهو وتتفرع وتتشعب حتى ترقى بك إلى درجة الإحسان التي هي أعلى مراتب الدين.

ثانيها المجاهدة : أن تجاهد قلبك على التقوى وعلى الخشية وعلى المحبة وعلى الخشوع وعلى الخوف وعلى الرجاء وعلى الصدق وعلى اليقين، وعلى كل تلك المعاني القلبية التي نحتاج إليها ، تجاهد قلبك في الميدان الآخر في الأعمال القلبية التي يجب اجتنابها ، الحسد الكبر العُجب الرياء وسلسلة طويلة وقائمة عريضة من الأعمال السيئة التي يجب على كل واحد منا أن يعرفها ويتفقه فيها، وأن يجاهد نفسه وهذا هو المقصود على أن لا يقع منه شيء منها
متى وجدت من قلبك حسد لأخيك أو كبرًا على مسلم ، اعلم أن في قلبك فساد يحتاج معه إلى إصلاح
كما أنك لو أحسست بسرعة النبض أو بضيق في القلب سارعت إلى أطباء القلب وبذلت المال والنفيس من الممتلكات والمّدخرات من أجل أن تنظر إلى قلبك، فاعلم أن ما يصيبك من الحسد والكبر والعجب والرياء وغيرها تحتاج منك إلى أعظم من ذلك وأشد من ذلك
يقول ابن المنكدر يرحمه الله وهو أحد علماء التابعين: ” كابدت نفسي 40 سنة حتى استقامت لي”
يعني جاهدتها ورابطت على ذلك الجهاد 40 عاما حتى استقامت لي.

يقول فصار في حال من العبودية عجيب كان يقول: “إّني لأدخل في الليل فيهون لي فينقضي وما قضيت منه أربي”
يقول أبو حفص النيسابُوري رحمه الله : “حرست قلبي 20 سنة ثم حرسني 20 سنة ثم وردت علي وعليه حالة صرنا محروسين فيها”
سبحان الله حرس قلبه 20 سنة وهو يربي قلبه يزكي نفسه يطهرها يجتهد في تزكيتها بالأعمال الصالحة، لتعظيم الله بمحبته بتذكر أسمائه وصفاته بالتعلق به وحده سبحانه وتعالى، بتدبر القرآن وتفهمه وتأمله والإكثار من مجالسته ومدارسته، حتى صار هذا القلب في حالة من القوة والتمكن أن يحرس هذا الرجل ، فكل ما أرادت النفس أن تزج بصاحبها في ميدان فتنة وقف القلب جندي مناضل فصرف ذلك الإنسان ودمر تلك النفس الأمارة بالسوء
ثم صار من بعد ذلك في حالة حفظ هو وقلبه
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( احفظ الله)) ماذا؟ ((يحفظك))
إذا حفظت الله حقًا بأن فعلت أوامره وإجتنبت نواهيه وقمت على قلبك فعلقته بربك فلم تنظر إلى شيء سواه يحفظك الله حتى من المعاصي ومن الذنوب، فلو أرادك أحد بسوء ما استطاع ولو أراد ذنب أن يقترف عليك أو يتّقحم عليك حصونك ما قدر .
تفـقـد قــلبك
فإن سلامته سلامتك.. وعافيته عافيتك..  وصلاحه صلاحك..  قال صلى الله عليه وسلم :  "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله..  وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
3 - قراءة القرآن والذكر والإستغفار والدعاء
.. قال تعالى:  "الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"  (الرعد 28 ).
وصدأ القلب بأمرين:  بالغفلة والذنب.  وجلاؤه بشيئين:  بالاستغفار والذكر، قال صلى الله عليه وسلم:  "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت".  فذكر الله علاج قسوة القلوب..  ومادة قوتها وسكينتها..  وهو غراس الإيمان فيها..  يقول العلامة السعدي رحمه الله:  "ومن أسباب دواعي الإيمان: الإكثار من ذكر الله في كل وقت، ومن الدعاء الذي هو مخ العبادة، فإن ذكر الله يغرس شجرة الإيمان في القلب، ويغذيها وينميها، وكلما ازداد العبد ذكرًا لله قوي إيمانه, كما أن الإيمان يدعو إلى كثرة الذكر، فمن أحب الله أكثر من ذكره، ومحبة الله هي الإيمان بل هي روحه".

وفضائل ذكر الله أكثر من أن تحصى وأكبر من أن تحصر، وهو أفضل وسائل النجاة يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "ما عمل آدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عزَّ وجلَّ" (رواه أحمد).
فعالج قلبك بتلاوة القرآ، وذكر الله..  وأكثر من التسبيح والاستغفار..  واجعل أذكار الصباح والمساء وردًا يوميًا ثابتًا لا تخل به، فإن ذلك أدعى لثبات إيمانك وقوته وصلابته.. واعلم أن حرصك على الورد القرآنى..  الأذكار..  والدعاء..  والاستعاذات النبوية هو أعظم سلاح تقمع به الشيطان فإنه وسواس خنَّاس .. يقهره ذكر الله..  ويقطع عليه كيده ومكره.
4 -  كثرة ذكر الموت وزيارة القبور:
قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر هاذم اللذات )ويروى عنه: كفى بالموت واعظا
وكان هذا نقش خاتم عمر بن الخطاب كفى بالموت واعظا ياعمر
وهذا سعيد بن الجبير كان يقول: “لو فارق الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي”
وكان صفوان بن سلَيم يأتي البقيع فيمر بمحمد بن صالح بن تّمار فتبعه ذات يوم فقال محمد : “فقلت في نفسي سأنظر ما يصنع قال فجاء صفوان على قبر من القبور في البقيع فلم يزل يبكي حتى رحمته من كثرة البكاء وظننت أنه قبر بعض أهله فهو يأتي لزيارته ويتذكر ذلك القريب الحبيب فيبكي ويرق لذلك”
فذكرت ذلك لمحمد ابن المنكدر فقال كلهم أهله وأخوته إّنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كل ما عرض له قسوة”
5-  مجالسة الصالحين الذين يذكرون الله عز وجل ويذّكرون بالله عز وجل من ينظر إلى وجوههم
قال الله جل وعلا : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[ الفتح: 29]
المقصود بالسيما هنا هو ذلك النور الذي ينبعث من الإنسان ولو لم يكن من أهل الوجوه النضة بألوانها ، ترى في وجهه الطمأنينة والسكينة والوداعة والراحة والطيب ما يدعوا قلبك للسكون إليه
ذكر أحد الدعاة : رأيت رجل في أفريقيا ، عندما رأيته وهو أسود البشرة شديد السواد ،أحببته ورأيت نورا ينبعث من وجهه وقلت والله إني لأُحب هذا ، فقالوا لي هذا أسلم قبل عامين وهو الآن بفضل الله عز وجل قد أسلم على يديه أكثر من 263 شخص، قلت بأي شيء يدعو الناس هل هو تعلم الإسلام تعلم حقيقيًا ، قالوا لا ما يعرف في الإسلام إلا قليلَ، ولا تعلم اللغة العربية ولا حافظ من القرآن شيئا كثير، وإنما يدعو الكفار إلى الإسلام بوجهه، يجلس مع أصحابه  وزملاءه وأقربائه  فيقولون يا فلان وجهك منور وجهك جميل وجهك طيب ما الذي صنعت ، فيقول إذا أردتم أن تكون وجوهكم مثل وجهي فتعالوا ، يقول فيأتي بهؤلاء إلينا فنبين لهم كيف صار وجه فلان الذي اسمه نصر ،كيف صار وجهه هكذا، فيدخلون إلى الإسلام، وإلا هو ما يعرف يدعو إلى الإسلام ، لكنه يدعو الناس بهذه الطريقة: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}
وهذا والله نراه لا نقول بين الكفار والمسلمين حتى في أهل الإسلام ، الرجل الذي يبعد عن المساجد وعن مجالس الذكر ويقِل ذكر الله في قلبه وعلى لسانه ، ترى على وجهه من الكآبة والظلمة والقتر والكدورة ما هو بّين لكل من رآه ، وعلى العكس من ذلك ترى الإنسان فقيرًا وتراه مريضًا وتراه ضعيف البدن ومع ذلك ينبعث من وجهه نور متى رأيته سكنت إليه
فمجالسة أمثال هؤُلاء من الصالحين والعُّباد والزُّهاد والعلماء والربانيين تحيي القلوب
يقول جعفر بن سليمان يرحمه الله :”كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع وكان من كبار عّباد التابعين كان وجهه كأنه ثكلى” يعنى من الخشية
6 - أن يكون تعلق القلب بالرب سبحانه وتعالى:
أن لا يتعلق قلبك بأحد سوى الله ، من تعلق شيء غير الله وُكِل إليه ، ومن تعلق بغير الله عُذب بما تعلق به
أيًا كان ذلك الذي تعلقت به سواً كان زوجة أو مال أو أرض أو مزرعة أو سيارة أيًا كان ذلك ، كل ما تعلقت بشيء وآثرته على الله عز وجل وقدمته عليه عذبت به ، وهذا جزاء من جنس العمل
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)
فالتعلق الحقيقي إنما يكون بالله عز وجل ولذلك جعل الله عز وجل لنا مرقاة نرقى بها إليه ونصل منها إليه سبحانه وتعالى وهو هذا القرآن، قال الله عز وجل وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52} الشورى
تأملوا يا إخواني كيف سمى القرآن روح لماذا؟ لأنك إذا إتصلت بالقرآن وفهمت القرآن أوصلك إلى الله سبحانه وتعالى
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله: “كلما ازداد القلب حبًا لله ازداد له عبودية وكل ما ازداد له عبودية ازداد له حبًا وحريةً عّما سواه لا يكون القلب عبدًا أسيرًا لأحد من المخلوقين لا امرأةً ولا أحد من الناس”
فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يسر ولا يطيب ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والانابة إليه ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن
ألا ترون يا إخواني أن هاؤُلاء الذين أوتوا من الدنيا ما أوتوا وأعطوا من لذائذها ما أُعطوا أنهم أكثر الناس مللًا وأعظم الناس في الدنيا قلقًا واضطرابا ما سبب ذلك؟
القلب لايطمئن إلا بذكر الله ولا يسكن إلا إلى الله ولايفرح إلا بفضل الله و برحمتة هو خير مما يجمعون وهم مشغولون يبحثون عن أشياء تسعد هذا القلب ولا يجدون الشيء الذي يسعده، ولن يجدوه ، القلب ما له إلا طعام واحد وسقاء واحد ينزل من السماء فيبحثون عن طعامه وشرابه وسكنه في الأرض، ولذلك يأول بهم المآل إلى أن يأكلوا الحبوب النفسية وأن يأكلوا المخدرات ويشربوا الخمور وينتهي بهم المطاف إلى الأمراض النفسية والإنتحار وكل متاع الدنيا بين ايديهم !

علامات صحة القلب
قال ابن القيم رحمه الله في علامات صحة القلب ونجاته:
1-  أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يتوب إلى الله وينيب.
2-   - أنه لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من عبادته.
3-  - أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألما أشد من فوات ماله. وهنا وقفة! رحم الله ابن القيم، فما عساه يقول فيمن ليس له ورد، بل ما عساه يقول فيمن إذا فاتته الصلاة المفروضة لا يجد ألما وحسرة
4-  أنه يجد لذة في العبادة أكثر من لذة الطعام والشراب.
5-  أنه إذا دخل في الصلاة ذهب غمه وهمه في الدنيا.
6-  أن يكون همه لله وفي ذات الله، وهذا مقام رفيع.
7-  أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا أشهد من شح البخيل بماله.
8-   أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أكثر من اهتمامه بالعمل ذاته.
يعني يهتم بصحة عمله وأن يؤدي العمل متقنًا خالصًا لوجه الله عز وجل على مقتضى الشرع الحنيف
دعاء لصحة القلوبدعاء لصحة القلوب
أولا من القرآن:
قوله تعالى: ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) آل عمران آية رقم 8
فهذا دعاء بسلامة القلب من الزيغ عن الهدى.
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة الحشر الآية 10
ثانيا من السنة:
- في حديث عظيم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب) اخرجه احمد والترمذى والنسائي
-فى سنن الترمذي حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ فَتَلَا مُعَاذٌ{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَالنَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ وَأَنَسٍ وَجَابِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَنُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
- عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء) ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك)
روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو وذكر دعاء طويلا ذكر فيه (رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي) السخيمة، والسخمة بالضم: الحقد
- عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه أنه سمع من دعوات للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قوله (اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين) والحديث رواه أحمد
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عته قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا قال الشيخ الألباني : صحيح
 اللهم اجعل في قلبي نورا
وكذلك اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
وكذلك اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري 
ونختم بهذا الدعاء من دعاء الصالحين
اللهم طهر قلوبنا  من النفاق وأنفسنا من الرياء وألسنتا من الكذب  ,
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين